راهبات البؤس

2019-12-09

بسام شمس الدين*

كلما ازدادت وطأت الحرب

تضاعفت شهوتي للحب

كلما اقتربت من امرأة

أوصدت أبوابها الصغيرة

 لا يوجد عشاق في المدينة

الرجال المخدوعون والجوعى

صعدوا على قمم الجبال

وأنا هنا وحدي

ورتل كبير من الأرامل

والعانسات

جميعهن اوصدن قلوبهن وفروجهن

وشئن الموت عذارى ومعذبات

القرى غادرت

والمدن انتحرت

والجبال أصبحت جنة المقاتلين

وأنا وحدي في المدينة

بصحبة أشباح الشهداء

وسيدات معجونات بالأحقاد

وآنسات في الأربعين

يتعبدن في المحاريب

المدينة امست خاوية

إلا من الجرحى وأشباه الناس

المعذرة, يا حبيبتي

الرقباء ليسوا في الخارج

البوليس السري في رأسك

قلبك محراب مظلم

وعيناك غابة أحلام ميتة

لسانك مكنسة عتيقة

عذرا يا حبيبتي

لا أريد الاقتراب من المحراب

أكره السجون

والقباب التي بنيت قديما

على شكل نهدين بيضاويين

هل تعرفين صلوات الحب

لا شيء محرم في ديانتي

سوى الحرمان

وسجون العشاق

ومحاكم المنازل القبيحة

والعائلات التي تسحق الورود

وتمزق رسائل المعجبين

في ديانتي, يحشر العشاق

إلى الحدائق

ويبحر من كل جنسين اثنين

على قوارب القلوب

عكس الرياح والجهات

نتبع الغرائز إلى نساء منقبات

بلا خرائط أو بوصلات

لا أحد في المدينة سوى راهبات

البؤس

وامبراطورات الشقاء

أنا وحيد يا حبيبتي

بلا أم أو صديقة

لكنهم يقولوا أني على قيد

الحياة...

  • قاص وروائي يمني

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي