
نجمان ياسين*
– 1 –
إلهي
ذرني أستعين على تهدمي
بدم وسحر الكلمات
وهبني رحابة عفوك
كي أمتلكَ بريق روحي
وأضج بلهبي وحريقي!
إلهي
عبدك المأسور بالفتنة
وعبء هذا القفص الذي يطبق على قلبه
عطشان، إلى نورك
فاغمر صحراء دمه
بفيض محبتك
واجعله عصفوراً، يترنَّمُ بالألمِ
ويشدو وعيناه نداء ودم
وأسئلة مشنوقة
في سماء هذا الخراب
إلهي
قلبي يحدثني:
– أتلفتَ نفسك في الرحيل صوب النور
كي تُدرك المصبات
ونداء الجذر
فاهدني روحي
واجعلني أحتضن جرحي وأصرخ:
إلهي عبدك توّاق إلى النور
فاغمره بالنور
وخذه إلى النور
– 2 –
وأرى المعجزة
في خفقة جناح طائر يطوي السموات
في شذا الوردة المرتمية في ضوء الشمس
في الندى الملتمع تحت أشعة النور
وفي الشجرة الباسقة أمام محن الثلوج والعواصف
أمسكها في عينَي أُنثى الصياد الأول
وفي عسل الحب
ورفيف قلوب العاشقين
وفي حفيف موج نهري الغريب
ودهشة الفراشة المشتعلة بلهب القنديل!
وأراني، أرمقُ المعجزة
في هذا الكائن الأكثر غموضاً من غابة
والأكثر عمقاً من بحر
الأرحب من الحب
هذا الكائن العَجَبْ
الفيّاض بالغرائب
الذي نسميه الانسان
وننحني خاشعين أمام جلال خلقه
*شاعر عراقي