
احساين بنزبير*
ربما، قَدَرُكَ أن تكون من سلالة الهنود الحمر،
تركتَ الريشة على المائدة متناسيا نثر رأسكَ،
وبشرتك الواهنة في عالَمٍ مثقوب.
أينما كنتَ، تتقمص هيئة ملحد يَتوهَّب في طيبوبته
هنا،
الكتابة ضريبة على حبك الحسير،
كما لو يدكَ ترتعش حين أزاحت فستانا أفغانيا
أو مجرِّيا… ربما.
إننا ذكرى شُدْفَةٍ في حياة مختونة.
المقطورة فارغة أو هكذا كانت.
بينما أنتَ تمر، تعبر ما فينا وما علينا.
المقطورة الخضراء وهي تهرول بيننا.
بينما، من الحائط المحنّط بنافذة،
صوتٌ يجيء أو هكذا كان شبح الذهن بيننا.
صوت امرأة عَرَّافةٍ تغني رأسَها.
تريد. وترسم فَقَاهَةً غريبة الأطوار.
غدا أو يوما ما، فمٌ مربعٌ كان مؤهلا لخيبة ذاتية،
ثم مملكة علومٍ تستمني في المقطورة،
وظل المومياء العمومية يتمرَّغُ سهوا.
تالله، تَجَمَّدْنا أمام المقطورة!
وعين الفأر تؤرخ للحصانِ/ الحركةِ.
هو واقف وَهي على ركبتيها.
لزومُ تناقضٍ في كيس غريزةٍ.
وكان الجو جميلا ولساننا في منتصف الطريق
إلى البحر قُدُما. ثمّ هذه الشَّجَّةُ من جديد
رامتْ نحو دمٍ معاصر ومستعادٍ.
هنا، عدن أو وجه «هنتايْ» بيننا
وفينا كان ثمة سخام أو ريح حاشية بيضاء.
ثم عن قربٍ، رأينا أحمر منذ توقيع الختان.
كان التثاؤب كافيا.
والبطء أيضا من فصيلة وراثةِ احترامٍ.
فعلا، وبهذا الشكل، الكلمات تتوارى وتتأخر في جملة.
فجأة وببطء نادر، سقطنا بيننا وعنف اليدين
على خشب يتزلج كما لو بركانٌ لا سيرة له.
صهْ. عدنا إلى ميزان النحاس في بابور فينيقي.
وجهنا لطّخَه حيزٌ ينغُلُ في عين بقياه. نصف كلام ليس إلاَّ.
ومن بعيد، رأينا رجلا في اللون يمشي ويستسمح.
لقد فقد العالم وزرته.
*شاعر مغربي