
دريد جرادات
يا يوسفُ ما زلتُ أنتَظِرُ التأويل..
ما زالَ الحلمُ يُراوِدني…
وهذا الليلُ طَويلٌ.. والحِملُ ثقيل…
ما زالَ العَزيزُ يَبحثُ عن خُضرِ السنابِلِ..
ويَنسى الجَفاف..
ما زالَ يَبحثُ عن البَقَراتِ السِّمانِ..
ويَنسى العجاف..
أكلَ الطَّيرُ رأسي…
وخَطفَ خُبزي مِن فَمي…
شَرِبَ مائي…
وسَقاني المُرَّ..
والماءَ الأُجاج.. في جميل الأواني..
يا يوسفُ…
ما زال في داخلي البراءةُ والأسى.
وذاكَ الطِفلُ المُلقى في غيابة الجُبِّ…
يَنتَظِرُ السّيارةَ والوارِد.. وبعضَ الحُبّ…
يا يوسفُ
ما زالَت امرأةُ العَزيزِ تُطارِدُني…
وتَسلُبني..
وكُلّما سِرتُ في دربٍ تسبِقُني..
ما زالَت تُحاوِلُ قَدَّ قَميصي..
وتَعرِيَتي..
ما زالَت توصِدُ كُلَّ الأبوابِ أمامي…
ما زالَت تُحاوِلُ العَبَثَ بالريحِ..
وتَمزيقَ أشرِعَتي…
يا يوسفُ…
ما زِلتُ أبحثُ عَن مَهرَبٍ..
لَعَلِّي أجِدُ حَبَّةَ قَمحٍ أزرعُها.. أُنبِتُ سَنابِلَها..
وأحرُسها..
وما زِلتُ أنتَظِرُ المَطر…
وأنتَظِرُ أن يأتيَ عامٌ..
«فيهِ يُغاثُ الناسُ وفيهِ يَعصِرون»
أهكذا كانَ تأويلك يا نَبيّ الله؟
ابيَضَّت عُيونُ القَومِ مِنَ الحُزن قبلَ عيونِ أبيك..
والذِئبُ ما زالَ بداخِلِنا.. يَتهَيّأُ لِيَنقَضَّ عَلينا..
وما زالَ القَهرُ والقَحطُ يَحوفُ بِنا..
والخُوفُ يَسكُننا..
ويحكمُنا ويملِكُنا..
فأينَ قميصُكَ يا نَبيَّ الله؟
مَن سَرقَ القميصَ مِن بينِ يَدَيك؟
يا يوسفُ…
إئتنا بالقَميصِ..
فَما أحوجَنا إليهِ وإلى يَدَيك…
شاعر من الأردن