شعرقص.حواركتاب الأمةأدب عالمينقدفكراصدارات جديدةاخبار ثقافيةتراثفضاءات

ما بين التناص الأدبي والريمكس الفني

2021-06-23

 عبده حقي*

بعد نظرة راصدة لعديد من الأمثلة المختلفة من التناص والمزج «الريميكس» الفني الأدبي، يجدر بي القول اليوم، إنه أضحت لديّ قناعة قوية حول الإيجابيات التي تقدمها الأعمال الأدبية التي تتضمن هذا النوع من المزج الفني والأدبي، الذي يصطلح عليه بـ»الريميكس».

لكن إذا كان هناك عديد من الإيجابيات، فهذا لن يثنينا عن القول إن هناك بعض النواقص لهذا الجنس من التناص، التي يجب الحذر منها في أي نص أدبي رقمي.

على مستوى الإيجابيات، أعتقد أن ممارسة التناص تخلق فرصة للإبداع والابتكار بطريقة حديثة تزداد اتساعا على مستوى التلقي في راهننا الإبداعي الأدبي والفني، بحيث أن التناص يسمح بدمج فسيفساء من الأعمال وتحريرها، لتكون النتيجة النهائية هي القدرة على استقطاب المزيد من فئات المتلقين، الذين هم على دراية بأي جمالية نوعية للنص الأدبي الرقمي.

هناك سبب آخر لتصاعد جماهيرية الريميكس الأدبي، وهو التوفر الغني واللامحدود للأرشيف الأدبي على الإنترنت في عصرنا الرقمي، وقد فسر أحد المختصين هذه الظاهرة بشكل جلي في رده على سؤال: «لماذا تخليت عن كتبك؟» فكان تعقيبه: «إن المعضلة الكبرى ليست في القرصنة، بل في غموضها».

إن الجوانب الإيجابية للتناص والريميكس الثقافي عموما متجذرة بعمق في هذا التصريح لأنه يعلن بشكل أساسي، أن الكتّاب والمؤلفين عموما يريدون أن تصل أعمالهم إلى أكبر عدد ممكن من المتلقين، ويريدون أيضا أن تصل رسائلهم للآخر، وهذا هو بالضبط هدفهم الأسمى.

إذن من بين المكاسب الكبيرة للريميكس الأدبي والفني، أنه سيتقدم بمجتمعنا في النهاية نحو آفاق أكثر معرفة بالقراءة والكتابة، ومما لا شك فيه أنه يمكن أن تؤدي عملية التراكم البنائي على الأفكار التي يقدمها مؤلفون سابقون أو إعادة تشكيلها إلى خلق معنى جديد وفهم أعمق للنص الأدبي الرقمي، من خلال بناء جسور بين نصوص متعددة المصادر والبنيات السردية.

ببساطة إن هذه النصوص لديها القدرة على الرفع من سهولة نقل رسالة النص الأدبي إلى القارئ.

هناك أيضا بعض الجوانب السلبية للتناص، التي يمكن أن تجعل أي نص أدبي رقمي غير ذي جدوى في بعض الأحيان. يجب أن تكون عدم أصالة النص هي الغاية القصوى، لأن العمل الأدبي الذي يستخدم الكثير من التناص والريميكس الفني قد لا يحتوي على معلومات جديدة، ولن يبنى على أي من الأفكار، لكنه يعيد صياغتها فقط ضمن مزيج فسيفسائي.

ختاما أعتقد أنه يجب ممارسة التناص عبر رؤية فنية وأدبية عميقة، كما يجب أن يركز العمل الأدبي الفسيفسائي أكثر على التوسع في بعض الأفكار على المستويين العمودي والأفقي.

ستصبح هذه الأعمال الأدبية غير «الأصلية» بمعنى ما، أكثر انتشاراً، وتمثل العمل الذي يجب على الكتاب محاولة تجنبه بعناية. طالما يتم استخدام الريميكس الأدبي – الفني بشكل مقتصد وفعال، فسيظل أداة فعالة يجب أن يأخذها جميع الكتاب في الاعتبار في المستقبل القريب.

 

  • كاتب مغربي






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي