شعرقص.حواركتاب الأمةأدب عالمينقدفكراصدارات جديدةاخبار ثقافيةتراثفضاءات

"كلمات من الشرق".. مخطوطات يناهز عمرها الألف عام في الشارقة

2021-04-29

المخطوطات ساهمت في بناء الحضارة الإنسانيةالشارقة – افتتحت هيئة الشارقة للكتاب الثلاثاء الماضي فعاليات معرض “كلمات من الشرق”، الذي يمثل فرصة للاطلاع والتعرّف على مجموعة واسعة من الكتب والوثائق والقطع الأثرية النادرة من المقتنيات المحلية وأخرى مما تعرضه متاحف العالم.

ومن خلال هذا المعرض تستضيف الهيئة خلال الفترة من 27 أبريل الجاري إلى 3 مايو المقبل بمقرها مقتنيات وكتبا ومخطوطات من مختلف بلدان العالم يعود تاريخ بعضها لأكثر من 800 عام ماضية وتقدر قيمتها بأكثر من 60 مليون درهم.

وينظم المعرض الذي يفتح أبوابه للزوار يوميا من الثامنة مساء حتى منتصف الليل ابتداء من الأربعاء عددا من الجلسات النقاشية والندوات يقدمها مجموعة من الخبراء والمتخصصين في التاريخ والآثار للوقوف عند دور المخطوطات والوثائق في الكشف عن منجزات وعلوم وسير الشعوب والثقافات حول العالم، يتناولون خلالها راهن ومستقبل المخطوطات في العالم ودورها في حفظ سيرة الشعوب وتوثيق ملامحها الثقافية ومنجزاتها المعرفية.

ويعقد المعرض جلسة بعنوان “المخطوطات في عصر التحول الرقمي”، يناقش فيها كل من الدكتور عبدالواحد النبوي وزير الثقافة المصري الأسبق وأستاذ التاريخ في جامعة الأزهر، والدكتور محمد كامل مدير المخطوطات في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، مراحل تطور العمل المرتبط بالمخطوط وآلية الاستفادة من أدوات ومعطيات الواقع الرقمي الذي أتاح العديد من الفرص لحفظ نسخ رقمية من المخطوطات إلى جانب فرص تبادلها رقميا بين مراكز البحث والجامعات والمكتبات والعديد من النقاط ذات الصلة.

ويلتقي هوغو ويتشريك مؤسس “أنتيكواريات إنلبريس” للكتب النادرة والدكتور بسام داغستاني رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث – دبي، في جلسة بعنوان “حياة المخطوطات” للحديث عن جهود المتاحف والمراكز المتخصصة لحماية وحفظ المخطوطات من خلال العرض والبحث والترميم، حيث ستستعرض الجلسة تجربتين عربية وغربية في المجال.

وقال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب “نفتح من خلال معرض ‘كلمات من الشرق‘ الباب أمام الجمهور للاطلاع على مخطوطات وكتب يعود تاريخها إلى المئات من السنين، وتوثق لأحداث ومعارف غيرت تاريخ المنطقة والعالم، لنؤكد بذلك على رؤية الشارقة التي تؤمن بأن المعرفة رحلة متواصلة وتراكمية وقراءة تاريخها بوعي تفتح أمامنا فرص صناعة المستقبل والنهوض بطاقاته”.

وأضاف “لا يجسد المعرض رحلة في تاريخ معارف وعلوم قدمها علماء وباحثون منذ قرون وحسب، وإنما يعد شاهدا حيا على جماليات الفنون المستخدمة في صناعة الكتاب قديما إلى جانب أنه يكشف حجم الجهد الذي بذله العلماء للمساهمة في بناء الحضارة الإنسانية وهو ما يشكل دافعا كبيرا للأجيال الجديدة للعمل والبحث وإدراك أن المعرفة لا تقدم خيرها إلا للمجتهدين والعازمين على خدمة أوطانهم والإنسانية جمعاء”.

وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب “نوجه من خلال المعرض رسالة للأجيال الجديدة، نؤكد لها أن كل ما نعيشه اليوم من تطوّر ونقلة تكنولوجية معاصرة لم يكن ليتحقق لولا مسيرة طويلة خاضها علماء ومبدعون ومفكرون خلال المئات من السنين الماضية، قدموا فيها معارف كبيرة، ومهمتنا اليوم أن نستكمل هذه المسيرة ونحقق إنجازات جديدة تضاف إلى تاريخ الإنسانية”.

ومن أبرز ما يستضيفه المعرض الإصدار الأول من موسوعة “وصف مصر” الذي يأتي في 23 مجلدا مع 935 رسما ويعتبر خلاصة جهد مجموعة من العلماء والفنانين والمختصين بدراسة حملة نابليون بونابرت على مصر، وتمثل الموسوعة أكبر عمل مخصص لدراسة حياة شعب من الشعوب وهي حتى اليوم أحد أهم المصادر التاريخية.

ويمكن لزائر المعرض الاطلاع على الإصدار الأول لتحفة أعمال المؤلف العثماني الكاتب شلبي وهو كتاب بعنوان “جهان نما – مرآة العالم” الذي جاء بطبعة “إبراهيم متفرقة” في القسطنطينية عام 1145 هـ [1732 ميلادي] ويضم 40 خارطة ورسما ملونا من أبرزها خارطة شبه الجزيرة العربية ونماذج فلكية للكون وخرائط للمناخ والرياح وغيرها.

ويضع المعرض زواره أمام كتاب “الرحلة إلى بلاد فارس” للمستشرق أندريان دوبري الذي نشر عام 1819 ويروي فيه تفاصيل رحلته إلى آسيا الصغرى وبلاد ما بين النهرين وتركيا وأرمينيا وبلاد فارس.

كما يعرض مجموعة من مجسمات الكرة الأرضية التي تعود للحقبة من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين وأبرزها مجسم للكرة الأرضية ومجسم للكرة السماوية بقطر 49 سم قام بتلوينها الفنان ماتايوس جروتر وصدرت في روما بين عامي 1632 و1636 وغيرها العديد من الكتب والوثائق والقطع الأثرية النادرة من المقتنيات المحلية وأخرى مما تعرضه متاحف العالم.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي