
حسن داوود «حبّ» هو عنوان رواية الإيطالي دينو بونزاتي.. عنوان من كلمة واحدة، دون أل التعريف حتى، ودون صفة تتبعها أو تسبقها، لم يكن ذلك التعميم اعتباطيا إذن، فالعاشق حتى الضياع والسقوط، أنطونيو روديغو، لم يستطع أن تصل به معاناته إلى ابتداع أسطورة عشق جديدة. فالرواية تتحدثّ عن العشق لا ع
بين مطلع 2021 ونهايته، احتشد الفضاء الثقافي الفرنسي بتنويعاتٍ لا تكاد تُحصى من المنشورات والمراجعات والمعارض والجلسات والاستعادات التي راحت تحتفي بالكاتب غوستاف فلوبير (1821 ــ 1880) في الذكرى المئوية الثانية لولادته. ويكفي التأمُّل بعض الشيء في المعجم الذي شاع استخدامه خلال الاحتفاء بفلوبير لفهم
في 2017، رحل المترجم والمستعرب البريطاني دينيس جونسون ديفيز في القاهرة، ودُفن بالقرب من بيته في إحدى قرى محافظة الفيوم، بعد أن تجاوز خمسة وتسعين عاماً قضى جلّها في ترجمة نماذج من السرد العربي المعاصر إلى الإنكليزية، إلى جانب اهتمامه بنقل عدد من الكتب التي تعرّف بالإسلام. جونسون أو "عبد الودود"، ا
المهدي مستقيم لا ريب في أنّ النقد الفلسفي للمجتمع نقد أخلاقيّ بالدرجة الأولى (= الأخلاق شأن عقلاني) ومن أجل ذلك، يُكبُّ الفيلسوف على إخضاع الأفكار والاعتقادات السائدة لمحكِّ الفحص والاستنطاق العقليين، قصد الإسهام في سيرورة انبجاس الحقيقة الأخلاقيَّة (J.Rawls, A theory of justice, Havard,1971 ). ق
لم يكن الفيلسوف بلوتارخوس، الذي وُلد في الإمبراطورية الرومانية بعد 46 عاماً من الميلاد (رحل عام 125)، بحاجة إلى تعلُّم اليونانية مثل أغلب مثقّفي زمنه، فقد كانت لغة أفلاطون وسقراط لغته الأم، هو الذي استقى المعرفة في المدرسة الأفلاطونية بأثينا، وحضر دروس فلاسفة في الإسكندرية وديلفي وغيرهما من مراكز
نجم الدين خلف الله كثيرًا ما تَوسَّع الباحثون في درس الخصائص اللغوية للخطاب القانوني المستخدَم في المجلّات والنصوص التشريعية واللوائح الإدارية. وفي المقابل، لم يُعتنَ بالبُعد الثقافي في ترجمة هذا الخطاب إلّا مؤخَّرًا؛ حيث أجمعت الدراسات على تأكيد صعوبة النقل من لغة إلى أُخرى بسبب ارتباط نصوص القا
في مرحلة حرجة عاشتها روسيا مع تصاعد المعارضة ضدّ فساد القيصر ألكسندر الثاني واستبداده، التحقت أبولليناريا سوسلوفا بـ"جامعة سانت بطرسبرغ"، حيث واظبت على متابعة محاضرات فيودور دوستويفسكي التي كان يلقيها، وكذلك المشاركة في المظاهرات التي شهدتها البلاد آنذاك. وستحاول سوسلوفا إثارة انتباه صاحب "الإخوة
"نيتي هي أن أُفصح وأسلّط الضوء على أشياء كثيرة غير معروفة، أو ربما منسيّة إلى حدّ ما، مثل المهرجانات، والموسيقى، والجاز في مدينة مكسيكو. حتى الآن لم تُوثّق تلك الموسيقى في المكسيك، وهناك العديد من الموسيقيين، مثل عازف البيانو العظيم فيليس دي لا مورا، الذين جرى نسيانهم بشكل كامل". بهذه الطريقة يعر
جودت هوشيار على مدى السنوات القليلة الماضية، تحدث نقاد الأدب في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل متزايد عن الأدب الروسي الأمريكي «الناشئ» ومن بين ممثلي هذا الأدب الأكثر إثارة للاهتمام الكاتبة الروائية أولغا غروشينا، التي نجحت في لفت الأنظار إليها منذ نشر باكورة أعمالها الروائية «
رافائيل كاديناس (شذرات) 1 حيّة ستبقى هذه الفضاءات مثل الريش. 2 أكتبُ كمَنْ ينحني على الجسد الذي يعشقه. 3 تلك التي تسحَرُ الضِّفَافُ تصل بلا حرسٍ يرافقها عدا الرغبة. خيطٌ يقودُ خارجَ الفكرِ. 4 مَنْ كان يتكهَّنُ بهجراتِ الشتات، كتابات دموية، وأراضٍ لِلعقاب؟ 5 خريطة صورة إنسانٍ را
في كتابه المرجعيّ "معذّبو الأرض" (1961)، اختصر المفكّر والطبيب النفسي والمناضل المارتينيكي فرانز فانون ما يمكن لنقد وتقويض التاريخ الاستعماري أن يفعله بالقول إن "نزْع الاستعمار ــ الذي يهدف إلى تغيير النظام القائم في العالَم ــ هو برنامجُ فوضى مطلقة". وبسبب خصوصية العبارة الفرنسية التي يدوّنها فان
خلال العصور الوسطى، لم تكن شبه الجزيرة الإيبيرية، وكما تُعرف اليوم، موطناً لإسبانيا والبرتغال، بل كانت تدعى الأندلس، وقد حكم تلك الأرض، على مدى سبعة قرونٍ، سلسلةٌ من الحكام العرب، واستطاعوا، آنذاك، أن يجعلوا من ذلك المكان نموذجاً لأرضٍ كادت أن تكون أسطورية لأنه عاش فيها أناس من الشرق الأوسط، وشمال
محمد م. الأرناؤوط يُعتبَر ديفيد سمايلي (1916 ــ 2009) شخصية معروفة في بريطانيا والبلقان والبلاد العربية لكونه من الجيل الأول الذي انخرط في قسم العمليات الخاصّة (SEO) التي تأسّست بمبادرة من رئيس الوزراء وينستون تشرشل في 1942 للقيام بعمليات خاصة وراء خطوط العدو الإيطالي - الألماني، لإرباكه وإشغاله
عند الحديث عن التاريخ العربي الإسلامي، لا تَظهر أمامنا المصادر الإسلامية فحسب؛ بل هناك رواية أسهم المؤرّخون المسيحيّون، الذين عاشوا في كنَف الدول الإسلامية وبين مجتمعاتها، في صناعتها. ولعلّ أهمّية الاطّلاع على هذه المرجعيات تكمن في كونها تنقل صورةً عن العلاقات الاجتماعية والعادات والطقوس للأوساط ف
يرتبط اسم إيفور آرمسترونغ ريتشاردز بتيارات النقد الجديدة منذ عشرينيات القرن الماضي، من خلال كتاباته الأكاديمية، واعتماده أساليب تجريبية خلال تدريسه النقد، حيث كان يعطي الطلّاب نصوصاً أُزيلَت عناوينها وأسماء مؤلفيها، ساعياً إلى تطوير مهاراتهم في "القراءة عن قرب" و"النقد العملي" الناتج عن قراءة دقيق
تيتوس باتريكيوس تنويعات على موضوعين 1 صِبيةٌ ذوو اندفاعة متسرّعة منشدين الأناشيد الحربيّة تركنا مقاعد الدراسة لننزل إلى المظاهرة تخطّينا أسيجة الكروم وفرح السلب يفوق الخوف من الناطور الفعل سبقَ التفكُّر لم يكن التفكُّر ليسع في الأغاني. حبّات العناقيد الحامضةُ نضجت بغتة. 2 اقتبل التراب
في عام 1938، نشر الفيلسوف الفرنسي غاستون باشلار كتاباً مُفاجئاً بعنوانه ومقترحه: "التحليل النفسي للنار". لكنّ قارئ الكتاب سرعان ما سيكتشف، منذ صفحاته الأولى، أننا إزاء تحليلٍ لعلاقة الإنسان بالنار، ولمكانة هذه الأخيرة في حياته ومخيلته وأساطيره ومجاله اللغوي والشعري، أكثر من كوننا إزاء "تحليل" للنا
إذا كان علينا أن نعدّ قائمة بأكثر المواضيع التي احتدمت حولها النقاشات الأدبية خلال القرن الماضي، فلا بدّ لمسألة الأدب الملتزم أن تكون من بينها. وقد عرف النقاش حولها أوجَهُ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ونشْر الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر كتابه "ما الأدب" (1948)، الذي قدّم فيه نظريةً سياسية للأ