من مسامات الكلام!

لطفي خلف هل غادر الشعراءُ ساحات الكلام؟ هل قاوموا هل عايشوا زردَ السلاسل في زنازين الظلام؟ هل أعلنوا إفلاسَهمْ؟ أم أنهم رضخوا لإعلان السلامْ؟ ! ٭ ٭ ٭ خذ يا رفيقَ العمر مجدافي لتكملَ رحلتي وارحل رعاكَ اللهُ عن فوضى «النظامْ» ٭ ٭ ٭ مرّتْ عليَّ نسائمُ الشهداءِ إذ فاحَتْ روائ


نورٌ نسيه النهار على العشب

منير الإدريسي غيومٌ بيضاء تربضُ هناك، في هذه الظهيرة فوق أسطح البنايات على هضبة الدُّوم، والنهر. ناصعة تتقلّبُ في نفسها ببطء... مخاض لفائض الشكل من مخزون قويٍّ من الضوء وماء المحيط المتبخِّرِ. برهانُ رسّامي القرن السابع عشر... صافية تنعكس على صفحة هذا النّهر... صابونة للرُّوح. من يتجرّأ


أحتاجُ غراباً لأدفن كلماتٍ

حسين بهيّش اختصارات اختصارُ الليلِ جُرح عميق مثلَ البئرِ وعذبٌ أيضاً مثلَ دمعة طفل أطيرُ على جنح حُلمٍ إلى الضفّةِ الأخرى لا فوانيس هناك أتكوّمُ مثلَ كومة قشٍ اُشعلُ نفسي ليلاً وأتطايرُ نهاراً مع أوّلِ هبة ريح مثلَ الرَّماد. اختصار النهارِ في النباتاتِ مخضوضرةً في الشُّرَفِ المطلّة ع


حلم من ماء

أديب كمال الدين غيمة المجهول تمنّيتُ لحرفي أن يكونَ قطرة ماء تهبطُ من غيمةِ النّار، لكنَّ أمنيتي – وا أسفاه- كانتْ هباءً منثورا. فغيمة النّار، أعني حياتي، تستبدلُ ألوانَها وفساتينها ورقصتَها الوحشيّةَ أبدَ الدهر لتصبحَ غيمةَ رماد أو غيمةَ صمغٍ أو حُبٍّ أو دمعٍ أو… فماذا أص


هذا العالم مريض، اعتنوا به

فراس سليمان خاتم في سوق الصاغة "كلُّ ما يلمع ذهَب" حتى دمعة الشاب الذي لا يملك ما يكفي لشراء خاتم أحبّتْه عروسه. ■ ■ ■ في الحارة العتيقة العاشق في الزّقاق عيناه يداه قلبه إلى الأعلى الصبيّة التي مدّت يدها من الشبّاك سقطت منها قطعةٌ من الهديل. ■ ■ ■ ذاكرة عندما خرجا من صالة السين


تغريداتُ المساء…

شفيق الإدريسي أجْلسُ…. علَى مقْعَد من العُشب على غَسَق مُعتِم تمُرُّ حولِي نَوارس بيضاء وهَمس مياهٍ … وصباح أزرق من البرد. أتذكَّرُ… حينما كانَت النُّجوم عارية رأيتُ علَى قـاعِ البحْر أوراق شُجيرات، على كتِف زورقِِ، وحملتُ مِياه الحُلم على مركبَـة ذاكِرتي كأنّي م


باركنسون

راضية تومي المسافة بينها وبين المطبخ طريقٌ محفوفٌ بالخوف مغامرةٌ لا تراقبها السّماء إلّا بنصف عَين اليدُ الراقصة لا تسأل عن مواعيد فتْح صالات الرقص إنها ترتفع وتنخفض كي تمنح على مضض الكأسَ المملوء فرصةَ الطّيران والتشظّي خدعني الدُّوبامين ـ هكذا تُفكّر ـ تلك الأقراص جعلتني أدرك أنّ


الشِّبلان

نبيل منصر إلى عائشة  الشِّبلانِ حَلاَّ فجأة بمنزلي. لَمْ أعرفْ كيف، ولكنْ بِمُجَرَّد أنْ فتحتُ عينيَّ وَجدْتُ يَدَ سُهيل الضَّاحكة، تَفتحُ لهما شُبَّاك الصُّندوق الخشبيِّ فَيهرَعان باتِّجاهي يَتشمَّمان يَدي وفمي ويَلمَعُ في عَينيهما زَهوٌ طفولي صغير، يُليِّنُ القلبَ ويُطيِّرَ عِطرَ ج


بردُ هذا الصباحِ ليسَ عادلاً

علي صلاح بلداوي في غرفتكَ مترامية الأطراف لم يُراودكَ القتلةُ في خيمةٍ تُسرِّبُ المطرَ إلى رجفتك ولم تصحُ على الطِّين تنزلقُ عليه حياتكَ وتتكسَّر أنتَ في البيتِ نازحٌ، وفي غرفتكَ يُطاردُكَ الذئب. لم يُداهموكَ في الليل، ولم يُخرجوكَ في ثياب الكوابيسِ إلى المقصلة، أنت تتدلّى من المروحةِ والذ


جسدٌ يمشي في الشارع وحده

عبد الكريم الطبال حَديثٌ عن الصمتْ كان بيني والصمت عهدٌ أن لا يَكشف سرّي أن لا أكشف سرّه هكذا مرّتْ أحقابٌ جمعتنا فيها آصرةُ الألفةِ حتى جاء الزمن الحادسُ فيهِ تكشَّفَ لي خللٌ في العهْدْ تأكّد لي أنّه يُفشي سرّي أحياناٌ في الفلْتةِ غيرِ المرغوبةِ فيها أحياناً في الحلمِ الذي يغشاني


برنامج فراشة

عبد الكريم الطبال هيَ تلك الأميرةُ ذات اليديْن النشيدينِ في الفجر يبدأ مشوارُها الأزليُّ كما يشتهي طيفُها الملكيّْ تُطرِّزُ منديلها أو تصوغ من النور فستانها أو تُوشِّح بالياسمين جدائلها أو تُدبِّج في الماء صورتها في انتظار الأمير الذي سوف يعشقها وإذا ما أتى الليلُ تفرش الوردَ ولا تتل


عصفورٌ عند رأس أبي الهول

محمد ناصر الدين شاعرٌ أول - مزاج النزَق ها أنذا أمرّ على الكلمات أطفئها واحدة بعد الأُخرى كما يفعل الحارس مع أضواء المسرح هكذا علَّمتكِ الحكمة الذئبةُ، هاكِ ما علّمني النزقُ العصفورُ: ها أنا أمر على الكلمات أضيئها واحدةً بعد الأُخرى كما تفعل الريح مع أجفان الشجرة. * يتوقّف الوقت مثلنا أ


كَأَنَّهَا يَعَافِيرُ مِنْ أَحْرَاشِ الْآتِي

أحمد بلحاج آية وارهام النَّبَاتُ مَدَائِنُ حُلْمٍ تَرُشُّ رَوَائِحَهَا فِي مَدَافِنِ الصَّمْتِ حِينَ الشَّفَقْ يَقُودُ جِمَالاَتِهِ الصُّفْرَ صَوْبَ خَرِيرِ الْحَكَايَا، الحَكَايَا خِبَاءٌ يَدُعُّ الزَّمَانَ، مَوَاقِيتُهُ نَفَسُ الْكَائِنَاتْ لاَ قَوَافِلَ تَنْهَلُ مِنْهُ سِوَى تِلْكَ


شهيد

سليم النفار صارخاً كان النَّهارُ لم يُدارِ وجههُ، في سحنةِ العابرينْ في تفاصيلِ الأزقةْ؛ قد نما، شالحاً خوفَ المساءْ في كهوفٍ لا تُدانيْ صوتَهُ صورة تعلو، ويعلوها الفخارُ من شقوقٍ في جدارِ الحكايةْ؛ ضوؤهُ صاعدٌ، لم يُهادن عتمةً عابرةْ. أترعَ القلبَ بشمسٍ؛ هنا لا تُقايضْ حلمها، ببقايا ا


الوجه الآخر لباريس

فادي أبو ديب رسالة إلى صديق قديم في باريس كم أفتقد التجوال في مونمارتر والإصغاء إلى قلبه المقدَّس! في المرّة القادمة لي هناك سأصغي إلى راهبة تتشارك الترتيل مع عصفور وآخذ اللاتينية ولو عن متسوّل لأتجسّس بها على موسيقى الأفلاك سأبحث عن حجارة صغيرة متبقّية من القرن الثامن عشر وأسأل المكان عن


أولئك الذين يلوّحون لنا على الشاطئ

فراس سليمان ماذا سيفعل الأخ بكُلّ هذا البكاء؟ لم يكُنْ للأب أكثر من ثلاث بدلات واحدة سوداء واثنتان بنّيتان بقيتْ تقريباً جديدة فكم مرّة يمكن لنجّارٍ طيّبٍ أن يرتديَ بدلة! ثمّ... كان من السهل التبرُّع بها لأيِّ أحدٍ بعد موته. ... ... الآن الأخت تسأل وهي تشهَق باكيةً ماذا سنفعل ببدلة أسن


ماذا فَعَلْتُمْ بِالوَطَن؟

سلمان زين الدين تَباً لَكُمْ، تَباً لَكُمْ، ماذا فَعَلْتُمْ بِالوَطَنْ يا أيها المُتَرَبعونَ على عُروشٍ آيِلاتٍ لِلزوالِ معَ الزمَنْ؟ بِالأمْسِ كانَ قَصيدَةً غَزَلَ الإلَهُ خُيوطَها، وَاخْتارَ منْ أنْوالِهِ الأحْلى لِيُحْكِمَ نَسْجَها، فَجَعَلْتُموهُ مَغارَةً لِلْبائِعينَ حَمامَهُمْ، وَا


فقدان

مروان ياسين الدليمي لماذا لَمْ تَعُدْ تنظرُ إلى السّماء؟ وكأن خصومة من بَعدِ محبة قد أصبحتْ بينكُما. مع رائحةِ الفُقدان تُصغي لثرثرةِ الهواء ساعةَ يَهذي بمرارةٍ قاسية لعلَّ ذاك النهرَ البعيدَ يأتيك بعطرِها فيحتويكَ الغياب ثم تختفي. مثلَ شجرةٍ معمّرة تقيمُ في مدينةٍ لا تعرفُ شيئاً عن ل







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي