
واسيني الأعرج لم يبدع أصحاب التمييز العنصري والهويات الصافية والعرقية المقيتة، الشيء الكثير منذ القرن السادس عشر، أو ما يسمى أوروبياً بالقرون الوسطى. كل شيء بدأ عندما خيّرت الملكة إيزابيلا في سنة 1492، مباشرة بعد سقوط غرناطة، المواطنين الأندلسيين، الموريسكيين (مسلمي الأندلس) والمارانيين (يهود الأ
هايل علي المذابي * في مجتمعٍ كهذا كل ما فيه يقوم على الخلطة في كل شيء فالحكومات تتشكل بالخلطة من جميع المكونات و الأحزاب و بالمثل هو حال البرلمان و مجلس الشورى ..و تجاوزا لذلك نجد #الخلطة لا متغير بنيوي يقع في صميم تركيبة المجتمع اليمني فالأكلة المفضلة هي السلتة و السلتة هي خلطة عجيبة من ال
الياس خوري في رده (خلال مقابلة إذاعية مع راديو جي) على العريضة التي وقعها 250 مثقفاً عربياً ضد المنحى التطبيعي الذي اتخذه معرض «يهود الشرق» في معهد العالم العربي، ذكرني السيد جاك لانغ بحكاية الذئب والحمل التي كتبها لافونتين في القرن السابع عشر. كنت مع زميلاتي وزملائي من موقّعي العريض
معتز رشدي من الأقاصي، من تخوم النفس، من لسان الطفل في فم الشيخ، من حكمة دائمة الاندهاش، يأتينا هذا الشعر المحمل بالأسئلة، وبشعرية الأسئلة. وهو شعر يفهمه كُثرٌ، ويجهل طبيعته كثرٌ آخرون، وبينهما محبون له، هم، في الوقت ذاته، جاهلون به، لجدته العصية، الواقعية، البسيطة، الآسرة؛ إذ! كيف يأتي الشع
إبراهيم عبد المجيد * لكل عمر أزماته النفسية.. الطفولة هي التي لا تدرك أزماتها إلا باستثناءات حين يوجد الطفل في أسرة بشعة السلوك في معاملتها له، أو حين يجد نفسه وحيدا بلا عائلة. هذه استثناءات جعلت لها بعض الدول حلولا. فالأسرة البشعة في أمريكا يمكن جدا أن يتم حرمانها من الطفل، وتتولاه أسرة أخ
نادية هناوي* ذهب آيزر فولفغانغ في مقالته الشهيرة (القراءة بوصفها مقتربا ظاهراتيا) 1954 إلى أن في النص الأدبي قطبين، أحدهما يبدعه المؤلف والآخر يدركه القارئ. وما بين الإبداع والإدراك منطقة يشترك فيها ظاهراتيا النص الفعلي مع المزاج الشخصي للقارئ. الأمر الذي يجعل كلا من المؤلف والقارئ مشتركين في لعبة
شوقي بزيع* لم يكن الشاعر والكاتب الروسي ألكسندر بوشكين مجرد تفصيل عابر في تاريخ بلاده الأدبي، بل هو لا يزال يُعد منذ قرنين من الزمن وحتى اليوم تجسيداً ساطعاً لكل ما يرمز إلى العبقرية الروسية، كما إلى وحدة الشعب الروسي، تاريخاً وثقافةً وتطلعات. فمن شواطئ البلطيق غرباً إلى أقاصي سيبيريا في الشرق، ثمة
غادة السمان ثمة عادة ذميمة لم أجد ما يشبهها في الغرب.. لم يحدث مرة أن أطلق أحدهم الرصاص الاحتفالي تعبيراً عن الفرح لا في لندن، ولا نيويورك، ولا باريس حيث أعيش منذ وقت طويل. أما حين أكون في بيتي البيروتي وأسمع صوت إطلاق الرصاص، اختبئ لأنني لا أدري أهو رصاص احتفالي بفوز زعيم فئة ما (في الانتخابات م
سلطان القيسي أقف بين جيشين، جيش انتهى للتوّ من ربط سفنه بشاطئ المتوسط، وآخر حجبت رماحُ خيّالته الشمس عني، بعد أن قطع عُمْرَ العراق، ووصل حديقة بيتي الصغيرة. إنهم يشربون الآن من خرطوم مررته بين نبتاتي النيّئة ويدوسونها، فيما أقف في غرفة الجلوس، وأعدّل ببيونتي، كما يليق بِحَكَمٍ يقف بين مصارعَي
تخطو ديلامينو ثيلا بثقة على خشبة مسرح في حي سكانه من الطبقة العاملة في العاصمة السنغالية دكار الساحلية، لإلقاء أبيات من الشعر الحر عن الحب على وقع موسيقى الهيب هوب في نوع من الفن يعرف ب"سْلام". وتقول بالفرنسية "مثل الابن الضال شرعت في اكتشاف العالم وإغراءاته لكن كل ما حصلت عليه هو
إبراهيم نصر الله صباح الخير يا هشام، صباح فلسطين كلّها من نهرها إلى بحرها… وهنيئاً لك ولفلسطين انتصارك، هنيئاً لكلّ قرية تمّ محوها ولم تزل تتململ تحت الأنقاض، وكل طفلة قتلتْ ولم تزل متشبثة بأطراف ثوب أمّها وحقيبتها المدرسية ونشيدها الوطني وشمس اليوم التالي، وهنيئاً لكلّ زيتونة اجتُثتْ ولم
محمد الفحايم يمتدّ الزقاق الموحش صوب البحر، لا يفصله عنه سوى سورٍ عتيق تآكلت حجارتُه من فرط رطوبة البحر، يصفعه الموج بعنف خلال فترات المدّ الطويل، يتناثر رذاذُه فيرُشّ شُرُفات «الملاّح» المحاذية للسّور.. حيّ الملاّح اليهودي الذي صارت دوره خِرَبا.. يخرج عمّار متّكئا على عكّازه الأنيق،
واسيني الأعرج كل أبحاث من بعد الحداثة تتحدث عن الإنسان الجديد؟ فأي إنسان يبنى اليوم؟ كل الثقافات ذات الميراث الأوروبي الإقصائي (الاستعماري) تتحدث عن الإنسان الجديد، وكأن هذا الإنسان واحد ويُنتج على أرض واحدة. في اللاشعور السياسي الجمعي، هي تتحدث عن «الإنسان الأبيض»، الإنسان الني غزا
صبحي حديدي على شاكلة كلّ عام، ثمة الكثير من المناسبات التي تستوجب الاستعادة؛ بصرف النظر عن مضمون الاستذكار، وسواء انطوى على الاحتفاء والتكريم أو الإدانة والتأثيم. 2022 ليس استثناء بالطبع، وللمرء حقّ الاختيار بين عشرات التواريخ التي يسجّل العام ذكراها، من المئوية والألفية إلى ما بين الرقمَين من أع
حسن أكرم مَن سيرضى بالمدينة البطيئة هذه، مَن سيرضى ببغداد؟ ما لا يعلمه صديقي الذي سيحزم أمتعته الآن لزيارة بغداد، أنّك في العراق ستفقد أمرين: صبرك ووقتك، فتلك الأشياء ليست ملكاً لأصحابها، بل ملك الشارع والزحام. إنّ زحام المدينة وتشوّه أبنيتها، وضيق شوارعها، إضافة إلى صوت مزامير السيارات والجوّ
غادة السمان على شاشة التلفزيون الفرنسي شاهدت منذ أسابيع فيلماً يدعى «مخطوفة» حيث تتربص عصابة مسلمة ألبانية في باريس بالفتيات الصغيرات السائحات في باريس منذ وصولهن إلى المطار، وتخطفهن. ويتم تخديرهن الإرغامي، وبينهن من تصير مدمنة وقد تموت لكثرة حقنها بالمخدرات لتقوم بتلبية (الرغبات)! وي
سهيل كيوان أقوم بشكل تلقائي بزيارة إلى الماضي كل بضع سنوات، وذلك عبر مراجعة ألبومات صُوَر، وإعادة النظر في بعض الأوراق، والاطمئنان إلى وجود بعضها. هنالك أوراق لا حاجة لها وانتهى تاريخها، ورغم ذلك أحتفظ بها، مثل وصولات قديمة، وأصول دفاتر شيكات صُرفت منذ سنين، ربما بسبب تجارب سابقة، إذ تظهر لك فجأ
إبراهيم عبد المجيد بعد ستين يوما في غرفة لا تغادر جدرانها إلا إلى معامل التحاليل أو معامل الأشعة، يراودك سؤال كيف تكون في زيوريخ لأول مرة ولا تراها. من النافذة على الناحية الأخرى مستشفى خاص بالعلاج النفسي، لكن حتى روادها، أو من هم قائمون فيها لا يظهرون من وراء نوافذها. يأخذني الخيال أنهم سيخرجون