
واسيني الأعرج هناك ظواهر صاحبت المثقف وتحولاته في النصف قرن الأخير، تستحق التأمل والقراءة الحيادية. فهي من أكثر السنوات عصفاً باليقينيات الثقافية التي نام عليها المثقف العربي زمناً طويلاً، خارج دوائر السجال والنقد، بعد إخفاقات مريرة مست كل التجارب التنموية والديمقراطية والخيارات السياسية، وفشلت ا
د. بلقيس محمد علوان* ذات لحظة نكتشف أنا غير حقيقيين هي ذات اللحظة التي تسقط فيها عنا أوراق التوت. هنا نصبح وجها لوجه مع ذواتنا بلا حاجز. كل المتضادات تتجسد حينها. تتكشف لنا زوايا كانت مختبئة في ركن قصي مظلم في أعماقنا. إنها لحظة فارقة أن تری ذاتك وأعماقك بدون تفاصيل مخفاة. ساعتها إم
باسم النبريص* الشحرور، أحد أجمل الطيور في العالم وأكثرها إبهاراً في الصداح، هو سيّد موسيقاي، سواء عشت طويلاً في جبال كتالونيا، أو عشت قليلاً في ريف وغابات منطقة كيسندر لو، في فلاندرز المسطّحة. معه، أنا بخير دوماً. ولكَمْ ألهمني تغريدُه، كي أكتب نثراً وشعراً. ولا غرو أنّني أحرص، بعد ظهيرة كلّ ثلا
مريم الشكيلية* حاولت أن أجرّ قلمي على سطر الورق لتكوني أنتِ عنوان قصيدتي...عُمان أردتُ أن أكتبك كما أنتِ بهية الشروق وأغنية ليل ولولؤة نبض..لم أستطع حتى أن أخرجك حرفاً يليق ببهاءكحاولت أن أكتبك شطر قصيدتي وعنوان مدمعي ولصيقة حرفيلم أستطع أن أجد في ثمانٍ وعشرين حرفاً من حروف اللغة يصفك في دا
عز الدين الماعزي* حين أفتح عيني على النافذة أتنسم كلمات تهشّ لي تقودني للنهر أرى أن اللحظة تتكرر تباعا وهذا بيتي أحتاج فيه إلى كيمياء الراحة كلما أيقنت أن عيناي خارج جمجمتي توسدت صور القنطرة رأسي يتوسط تاريخا لا محل له من الإعراب وأنا نمت حزينا كبومة ما عادت ترتجف أذرعي حي
ناتالي الخوري غريب* الكآبة خطيئة، هكذا يصرّح كيركغارد، خطيئة عدم الإرادة بعمق وصدق، ليصل إلى أنّها أمّ الخطايا كافّة. يقولها في معرض الكلام على تطلّب الروح شكلا أعلى تدرك فيه نفسها كروح، وحين لا يكون لها ذلك، يتمّ إيقاف الحركة، وإذا كُبتت، تظهر الكآبة حينذاك. ولنا أن نرى إلى الأمل على أنّه
زهير بهنام بردى* ليلٌ بلا ثلج الوقتُ يسيلُ عواءً خلفي، وأنا ما زلتُ أتقدّمُ إلى عريي، الذي سيبقى والوقتُ قبلي أيضا يليقُ به كما يقولُ أن يتقدّمني مازحاً من عمري. لا يستمع إليّ ولو لمرّةٍ واحدةٍ حينَ أرغبُ أن أتقدّمَ، وأعني أن أقابلني ليس أكثر من زمن مخصّصٍ لي فقط، ونادراً هذا يحدثُ
هيثم الزبيدي* عندما كنت أتصفح الكتب في مكتبة صديق، لفت نظري كتاب عن العراق صدر عام 1969. يتحدث الكتاب عن مرحلة سبقت سقوط الملكية، لكنه يركز على “عراق قاسم”. في المقدمة والفصول الأولى، ثمة استعراض تاريخي وآخر اجتماعي يتداخلان ببعض. هذا النوع من الكتب يستثير المهتم. كنت قرأت قبل سنوات
نَصِيْرُ الشًّيْخ هَكَذا قُــــــدِّرَ لنا / أنْ تبقِيَ بَعِيدَةً كَسَنواتٍ ضَوئيةٍ/ لاتَنسي فِي عــــــــزلتِكِ إذكاءَ جذوَةِ حُبٍّ بَيننا/ أو ما تُسمّيهِ مِنْ شَوقٍ تقترحهُ القَواميسُ عَنْ لُغة البُعْدِ/ وما تَتناسلُ مِنهُ المَسافاتُ/ هَا أنا لا أُطِيقُ الكمامَاتِ واِرت
صبحي حديدي* ذهاب جائزة نوبل الأدب إلى التنزاني عبد الرزاق غرنة (قرناح، لمن يفضّل الكنية الأصلية الحضرمية)، أثار لدى بعض المعلّقين والكتّاب العرب سلسلة من الأسئلة؛ تقترن عادة بالحدث ذاته كلما فاز بالجائزة اسم غير ذائع الصيت، أو «مغمور» على نحو أو آخر، في الإطار الثقافي العربي. وكان طبيعي
د. ابتهال الخطيب كنت أشاهد فيلماً رومانسياً كوميدياً بعنوان Ghosts of Girlfriends Past حين طرقت أذنيّ جملة مؤثرة في حوار الفيلم، حيث تقول إحدى الشخصيات: “The power of a relationship lies in the hands of the person who cares less” بمعنى أن «السلطة في أي علاقة، ستكون في يدي
بلال قايد عمر* تصحو صباح الجمعة والمدينة في موتٍ سريري دعايات تلهث خلفك كتسونامي، تقتحمك الأناشيد، الزوامل تتقاسم خلاياك الصامتة الأرواح المختبئة خلف إسمنت الجُبن تغادر باحثةً عن ملاذ. فلا تبالي بكل هذا الفراغ داخلك وجثث الكلام الساقطة عليك. تبحث عن قيمة أرز وبطاطس وطحين وقليل من
الياس خوري أطلق أبو العلاء على الكتاب الذي خصصه لشرح ديوان أبي الطيب، عنوان: «مُعجَز أحمد» وهو عنوان إشكالي ومثير، لأنه يعتبر شعر المتنبي إعجازاً. التصق اللقب بابن سقّاء البصرة بسبب فشله في ادعاء النبوة عندما كان شاباً يافعاً. المتنبي تعلّم الدرس جيداً، فبدلاً من أن يكون أحد ال
مصطفى قصقصي* في وَصْف الأسرى لبزوغهِم الإعجازيّ من سجنِهم، ومن سِجنِنا، يصعقُنا الإشراقُ الحسّيُّ لفكرة الحريّة. يرتعِشُ خيالُنا أمام ملموسيّتها النادِرة. فجرٌ من لحمٍ ودم. غريزةٌ من هواء وسماء. قشعريرة زرقاء. قاموس كامل لبداية العالم ولبداهة الوطن: شرفة على مرج. صبر. شوك. برتقال أخضر. الصيف طفلا
سعد سرحان* (شتاء) عيد ميلاد الشتاءْ يحتفل الموقد بحفنة كستناءْ. (ربيع) من فرط الرّبيعْ أزهرتِ الأحجارُ واخضرَّ القطيعْ. (صيف) يتعرّى الصّيفْ فيبدو بألوان الطّيفْ. (خريف) والأوراق تتساقط يزدهر الحفيفْ عزاءً للخريفْ. (سكر) والمطر ينسكب من الغصون العاليةْ تترنّح غصون الدّالي
عبد الكريم الطبال* عن المدينة شيءٌ من الاحمرار شيءٌ من الاصفرار هما عندنا الاخضرارْ في الحدائقِ في المقابرِ في الكلماتْ تلك لوحتنا نحن فيها كما لا نشاءْ. ■ ■ ■ في البحر ربابنةٌ ذهبَ البحر دُونهُمَ وهم الآنَ ينتظرون السّحاب الكثيفَ ولا أثرَ في
نبيل ياسين* المغني الجوال وقع صريعاً وهو يعزفُ تدحرج الأوركوديون وظل يعزف دون انتظام منسجماً مع فوضى العالمِ وتدحرجِ البشرِ إلى مصائرهم ما فائدة مغن جوالٍ يجوبُ القرى والشوارعَ لكي يعيد التوازن للحياة لم تعد الموسيقى نافعةً في الحروبِ والمعاركِ الدامية بين سكان الأرضِ وهم يتط
حمزة عبّود* المائدة حينَ أُفْرِغَتِ الكُؤوسُ الأوَل، كانتِ الأيدي تجتازُ ارتباكاتِها الصغيرة. وكُنّا نُحاولُ كلاماً عن المُستقبل وخيانةِ الوقت. كانَ الحديثُ يتجمّعُ منْ معابرَ ضيّقةٍ. منْ قشرةِ لوزٍ ربّما. أو من اهتزازَةِ شُعاعٍ في عنُقِ زجاجة. لم تكُن مناسبةٌ سِوى أنْ نُقيم ه