
القهوة مشروب محبوب، يستهلكه الملايين حول العالم، ويحبونها لرائحتها الغنية، ونكهتها القوية، والأهم من ذلك تأثيراتها المنشطة، في حين كان يتم الاستمتاع بها ساخنة تقليدياً، فقد اكتسبت أنواع القهوة الباردة مثل القهوة المثلجة شعبية كبيرة، ما يطرح السؤال التالي: هل توفر القهوة الباردة نفس دفعة الطاقة، التي توفرها القهوة الساخنة؟وفقا لموقع زهرة الخليج
بينما قد يكون محتوى الكافيين قابلاً للمقارنة، فإن الطريقة التي تمتص بها أجسامنا الكافيين، وتدركه قد تختلف قليلاً بين القهوة الساخنة والباردة. وعادة، يتم استهلاك القهوة الساخنة بسرعة أكبر، ما يؤدي إلى امتصاص أسرع للكافيين في مجرى الدم، ويؤدي هذا التناول السريع إلى زيادة فورية، وواضحة في الطاقة.
من ناحية أخرى، يتم احتساء القهوة الباردة ببطء أكبر، ما يؤدي إلى زيادة تدريجية في الطاقة، وقد يعني معدل الاستهلاك الأبطأ هذا أن الكافيين يدخل مجرى الدم بوتيرة أكثر ثباتاً، ويؤدي إلى فترة أكثر استدامة من اليقظة. وعلى الرغم من هذا الاختلاف في معدل الاستهلاك، فإن النتيجة النهائية أنه تظل كمية الكافيين التي يمتصها الجسم متشابهة.
تلعب عملية التمثيل الغذائي في الجسم، والعوامل الفسيولوجية الفردية، أيضاً، دوراً في كيفية إدراك الطاقة من القهوة واستدامتها، فهناك عوامل عدة مؤثرة، مثل: العمر والوزن والتحمل للكافيين، وحتى الوقت من اليوم، وهذه تؤثر في مدى سرعة وفاعلية استقلاب الكافيين. فعلى سبيل المثال، قد يطور الأفراد، الذين يستهلكون الكافيين بانتظام تحملاً، ما يتطلب كميات أكبر لتحقيق نفس التأثيرات المنشطة.
وبالإضافة إلى ذلك، يؤثر وجود الطعام في المعدة على امتصاص الكافيين، وقد يؤدي شرب القهوة على معدة فارغة إلى امتصاص أسرع، وارتفاع أسرع في الطاقة، في حين أن تناولها، مع أو بعد، الوجبة قد يؤدي إلى إطلاق طاقة أبطأ، وأطول أمداً.
يؤثر مذاق القهوة الساخنة والباردة، أيضاً، في كيفية تجربتنا لزيادة الطاقة، تميل القهوة الباردة إلى أن تكون أقل حمضية وأكثر سلاسة، ما قد يجعل من الأسهل استهلاكها بكميات أكبر، ويؤدي هذا عن غير قصد إلى تناول كمية أكبر من الكافيين؛ إذا لم يكن المرء منتبهاً إلى أحجام الحصص.
علاوة على ذلك، تحتوي مشروبات القهوة الباردة على سكريات مضافة، أو شراب أو حليب، ما يوفر ارتفاعاً سريعاً في الطاقة من الكربوهيدرات، في حين أن هذه الزيادة في الطاقة الناتجة عن السكر، تختلف عن اليقظة المستمرة التي يوفرها الكافيين، إلا أنها تعزز بشكل مؤقت الشعور بزيادة الطاقة، بينما هذا التأثير قصير الأمد، وقد يتبعه انهيار بمجرد استقلاب السكر.