

قالت كوريا الجنوبية الاثنين 11-3-2024 إنها بدأت إجراءات تعليق التراخيص الطبية لـ 4900 طبيب مبتدئ استقالوا وتوقفوا عن العمل احتجاجا على إصلاحات التدريب الطبي الحكومية، مما تسبب في فوضى في الرعاية الصحية.
ويأتي الإضراب، الذي بدأ في 20 فبراير، بسبب خطط الحكومة لزيادة عدد الأطباء بشكل كبير، والذي تقول إنه ضروري لمكافحة النقص وخدمة سكان كوريا الجنوبية الذين يتقدمون في السن بسرعة. ويقول الأطباء إن الزيادة ستؤدي إلى تآكل جودة الخدمة.
ما يقرب من 12 ألف طبيب مبتدئ - 93% من القوى العاملة المتدربة - لم يكونوا في مستشفياتهم في آخر إحصاء، على الرغم من أوامر الحكومة بالعودة إلى العمل والتهديدات باتخاذ إجراءات قانونية، مما أجبر سيول على تعبئة الأطباء العسكريين وملايين الدولارات في الدولة. احتياطيات لتخفيف الوضع.
وقالت وزارة الصحة يوم الاثنين إنها أرسلت إخطارات إدارية – الخطوة الأولى نحو تعليق التراخيص الطبية – إلى آلاف الأطباء المتدربين بعد أن تحدوا أوامر محددة تطلب منهم العودة إلى مستشفياتهم.
وقال تشون بيونغ وانغ، مدير قسم السياسة الصحية والطبية في وزارة الصحة، للصحفيين: "حتى 8 مارس (آذار) تم إرسال (الإخطارات) إلى أكثر من 4900 طبيب متدرب".
وسبق أن حذرت الحكومة الأطباء المضربين من أنهم يواجهون تعليق تراخيصهم لمدة ثلاثة أشهر، وهي عقوبة تقول إنها ستؤخر قدرتهم على التأهل كمتخصصين لمدة عام على الأقل.
وحث تشون الأطباء المضربين على العودة إلى مرضاهم.
وأضاف أن "الحكومة ستأخذ بعين الاعتبار الظروف وتحمي الأطباء المتدربين في حال عودتهم إلى العمل قبل استكمال الإجراء الإداري"، لافتا إلى أن الأطباء الذين يعودون إلى العمل الآن يمكنهم تجنب العقوبة.
وأضاف "الحكومة لن تتخلى عن الحوار. باب الحوار مفتوح دائما.. الحكومة ستحترم وتستمع لآراء المجتمع الطبي كرفيق للإصلاحات الطبية".
تعبئة عسكرية
وأعلنت الحكومة الأسبوع الماضي عن إجراءات جديدة لتحسين أجور وظروف الأطباء المتدربين، بالإضافة إلى مراجعة فترة العمل المستمرة البالغة 36 ساعة، وهو ما يمثل مشكلة كبيرة للأطباء المبتدئين.
وأدت الإضرابات إلى إلغاء العمليات الجراحية وأوقات الانتظار الطويلة وتأخير العلاج في المستشفيات الكبرى.
ونفت سيئول وجود أزمة رعاية صحية شاملة، لكن تشون قال إن الأطباء العسكريين سيبدأون العمل في المستشفيات المدنية اعتبارًا من الأربعاء من هذا الأسبوع.
وتسعى الحكومة إلى قبول 2000 طالب إضافي في كليات الطب سنويًا اعتبارًا من العام المقبل لمعالجة ما تصفه بأنه أحد أدنى نسب الأطباء إلى عدد السكان بين الدول المتقدمة.
ويقول الأطباء إنهم يخشون أن يؤدي الإصلاح إلى تآكل جودة الخدمة والتعليم الطبي، لكن المؤيدون يتهمون الأطباء بمحاولة الحفاظ على رواتبهم ووضعهم الاجتماعي.
وبموجب القانون الكوري الجنوبي، يُمنع الأطباء من الإضراب، وطلبت وزارة الصحة من الشرطة التحقيق مع الأشخاص المرتبطين بإضراب العمل.
وتحظى الخطة بدعم شعبي واسع، لكن استطلاعًا جديدًا أجرته وسائل الإعلام المحلية أظهر أن حوالي 34 بالمائة من الناس يعتقدون أنه يجب على الأطراف المتحاربة البدء في التفاوض بشكل صحيح.
وجاء في مقال افتتاحي نشرته صحيفة كيونغ هيانغ شينمون اليوم الاثنين أن "الأطباء والحكومة ليسوا في حلبة ملاكمة"، وحثت سيول والأطباء على استئناف المحادثات.
وأضاف أن "صبر الناس بدأ ينفد... ويجب إيجاد مخرج من هذا المستنقع من خلال الحوار بين الجانبين".