شعرقص.حواركتاب الأمةأدب عالمينقدفكراصدارات جديدةاخبار ثقافيةتراثفضاءات

بعد ربعِ قرن على رحيله: استعادة بيت الجواهري

2022-07-27

علي صلاح بلداوي

تُحيي الأوساط الثقافية في العراق الذكرى الخامسة والعشرين على رحيل شاعر العرب محمد مهدي الجواهري (1899 - دمشق 1997)، حيث ابتدأت الفعاليات الأدبية في 22 تموز/ يوليو 2022 عبرَ إقامة جلسات استذكارية ونقدية في كلٍّ من "المركز الثقافي البغدادي" وسط شارع المتنبّي و"مقرّ اتحاد الأدباء العراقيين"، وتستمرّ الفعاليات لغاية اليوم الأربعاء، وهو ذكرى رحيل الشاعر، حيث سيشهد افتتاح "بيت الجواهري" الذي تم تأهيله مؤخَّرًا ليكون مَعلمًا وطنيًّا وثقافيًا يضمُّ بعض آثار الشاعر ودواوينهِ ومقتنياته.

تعود مطالبات عائلة الجواهري والمثقَّفين العراقيّين بتحويل البيت الذي عاش فيه الجواهري بين (1971 - 1980) إلى إحدى عشرة سنة، إذ تعرّض البيت للإهمال والنسيان وتحوَّل إلى مكانٍ أشبه بالخرابة. واستجابةً للمناشدات المتكرِّرة أعلنت "أمانة بغداد" في عام 2013 أنَّها تملَّكت البيت وبدأت بمراحل ترميمه استعدادًا لجعله متحفًا للشاعر ومركزًا ثقافيًا وطنيًّا، إلّا أن الوعود لم تُنفَّذ واستمرَّ حال البيت على ما هو عليه حتى أعلنت أخيرًا عن الانتهاء من ترميمه وتهيئته استعدادًا لافتتاحه في الذكرى الخامسة والعشرين على رحيل صاحب "تنويمة الجِياع".

وتتعرَّض المعالم التاريخية والبيوت التراثية التي سكنها كبار الأدباء والمفكِّرين للتخريب والإزالة وتحويلها إلى مشاريع تجارية شخصيّة نتيجةً للإهمال الحكومي، حيثُ هُدِّمت وعلى فتراتٍ متفاوتة منازل كلّ من الفنّان جواد سليم والفنّانة سليمة مراد إضافة إلى الإهمال الكبير الذي طاول بيوتًا أُخرى مثل بيت الروائي غائب طعمة فرمان وعالم الاجتماع علي الوردي إضافةً إلى قبره، والقائمة تطول.

"بيت الجواهري" هو البيت الوحيد الذي تملَّكه الشاعر في العراق حتى مغادرته إلى براغ مطلع عام 1980، بسبب مواقفه من سياسات السُّلطة الحاكمة. إذ قضى حياته في بغداد مستأجرًا عدَّة بيوتٍ في مناطق متفرِّقة منها. وكان الجواهري قد شيَّد بيته الوحيد على حسابه الخاص بعد أن حصل على قطعةِ أرضٍ مساحتها 540 مترًا في منطقة القادسيّة جنوب العاصمة، وهي من جملة أراضٍ وزّعتها الدولة على الصحافيين وقد أُنجز بناؤه نهاية عام 1971.

وفي حديثها عن الأهمية التراثية والثقافية للبيت الذي سيتم افتتاحُه تقول حفيدة الشاعر بان فرات الجواهري (1961): "أهمية بيت الجواهري أنَّه معلم شهد ذكرى العديد من الأحداث العراقية لعشر سنوات في السبعينيّات، حيث كان مجلسًا لكلِّ المثقَّفين والسياسيّين على اختلاف ميولهم السياسية ومدارسهم الشعرية والأدبية، وإنَّ افتتاح هذا البيت وتحويله إلى مركزٍ ثقافيٍّ سيفتح بابًا جديدًا لإثراء الواقع الثقافي بمجالس أدبيَّة ومعارضَ فنية تضيف قناةً جديدةً للثقافة والفن". إذ إنَّ البيت يشتمل على ذكرياتٍ شخصيةٍ كثيرةٍ عاصرها الشاعر خلال فترة وجوده فيه، وكان تأهيله وترميمه وافتتاحه قد تأجَّل لأسبابٍ عديدة مرتبطة بوضع البلد السياسي والثقافي.

وعن المتحف الشّخصي الذي كان من المزمع إقامته داخل البيت والذي سيضمّ مقتنيات الشاعر وآثاره الشخصية تضيف حفيدة الشاعر: "كان من المفروض إقامة متحفٍ خاصٍ بمقتنيات الجواهري ولكن للأسف ولكثرة ترحال الشاعر وغربته لا توجد قطع أثاث أو كتب خاصة به، وهناك مقتنيات شخصيّة مثل طاقيَّة الرأس التي كان يرتديها (العرقجين) وشهادات التكريم والساعات ومجموعة مسابحٍ، وهذه كلّها محفوظة عند العائلة ولم يتمّ حسم أمر وضعها في البيت حتى الآن، إلا أن غُرفَ البيت ستضمُّ مكتبةً تحتوي على مجموعة من دواوينه وكلِّ ما كُتِبَ عنه من قبل كتّاب وشعراء وأفراد العائلة، إضافة إلى صور فوتوغرافية وتصاميم لأبيات مختارة من أشعاره ستكون موزّعةً فيه".

وفيما يخصّ الفعاليات الثقافية التي ستعقب الافتتاح تقول بان فرات الجواهري: "من المؤمَّل أن يتحوَّل (بيت الجّواهري) إلى مركزٍ ثقافيٍّ تعقد فيه الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والأدبية ومعارض الرسم، وهذا سيكون برعاية "أمانة بغداد" وهي المالك الرسمي للدار بعد شرائه من الورثة".

وبالتزامن مع ذكرى رحيله أعلنت "دار الشؤون الثقافية" التابعة لوزارة السياحة والآثار في بغداد عن إطلاق كتاب "ذكرياتي" لـ محمد مهدي الجواهري ويضمُّ سيرته الشخصية التي كتبها بنفسه، وقد صدر الكتاب في جزأين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي