شعرقص.حواركتاب الأمةأدب عالمينقدفكراصدارات جديدةاخبار ثقافيةتراثفضاءات

«القوز الإبداعية» منارة تنبض بروائع حضارات العالم في دبي

2021-04-18

دبي ـ غسان خروب - على أكتاف المعرفة والثقافة، شيّد الاقتصاد الإبداعي أعمدته، وفرد أجنحته في سماء «دانة الدنيا»، التي فتحت عينها مبكراً على المجمعات الإبداعية، ومضت قبل نحو عقدين في التأسيس لها، حتى أضحت اليوم مناطق تضج بالإبداع والفنون، التي تزين جيد دبي الناصع.

تلك المناطق يقصدها يومياً عشاق الفنون ويؤمها صناع الإبداع الذين وجدوا في دبي موئلاً لهم، لا سيما بعد أن وفرت لهم تشريعات وقوانين خاصة، ساهمت في توسيع مدى الاقتصاد الإبداعي، ليكون رافداً أساسياً في الناتج الاقتصادي المحلي.

وعبر إطلاق منطقة القوز الإبداعية توسع دبي ملاءتها من المجمعات الإبداعية، معززة بذلك مساعيها لتكون عاصمة للإبداع في عالمنا.

مستقبل مشرق

«إطلاق منطقة القوز الإبداعية، تتويج لجهود القائمين على إدارة هذه المنطقة التي تضم العديد من الاستوديوهات والمؤسسات الإبداعية، والمتخصصة في الإنتاج وكل أشكال الفنون الأخرى»، هكذا تقرأ هند بن دميثان، مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «همزة وصل» للاستشارات الإبداعية، التي تتخذ من المنطقة ذاتها مقراً لها، الإعلان عن تحويل القوز إلى منطقة إبداعية، معتبرة أن في ذلك مؤشراً على أن إقامتها وكل الشركات الأخرى العاملة في المجالات الإبداعية يأتي في المكان الصحيح.

هند تعتقد أن المنطقة ينتظرها «مستقبل مشرق»، وتقول: «عندما بدأت بتأسيس الشركة مع زميلتي فاطمة المحمود، ارتأينا الإقامة في هذا المكان لنكون أكثر قرباً من الصناعات الإبداعية والاستوديوهات وشركات الإنتاج، واختيارنا للمكان جاء لشعورنا بأنه يمثل المنطقة المناسبة التي تمكننا من التعبير عن إبداعاتنا».

تنوع

في أقل من 15 عاماً، استطاعت القوز أن تتحول من مجرد منطقة صناعية إلى واحدة من أهم المناطق الثقافية في دبي، تحتضن كنوز العالم، وتسكن في أروقتها معظم الفنون، بدءاً من السينما والموسيقى ومروراً بالفنون التشكيلية، وليس انتهاءً بالصناعات الثقافية الأخرى، التي ضخت الحياة في شرايين المنطقة التي يمكنك فيها متابعة مجموعة من أفلام «السينما المستقلة» التي يتم انتقاؤها من برامج مهرجانات السينما العالمية وعلى رأسها كان وبرلين السينمائيين.

وفي السياق، ترى بثينة كاظم، مؤسس سينما عقيل، بأن «القوز الإبداعية» تمثل مؤشراً مهماً ومبشراً «لإثراء الساحة السينمائية في دبي والمنطقة»، وتقول: «ستمكننا المنطقة من احتواء صناع السينما، واستقطاب المجتمع الإبداعي بشكل أكبر، الأمر الذي سيثري أسلوب الحوار والمحتوى وأيضاً طريقة التعاطي مع طبيعة الحياة الثقافية في دبي والإمارات».

ومن رحم هذه المنطقة، التي فرضت نفسها على جداول زوار دبي والسياح، ولدت الكثير من الأعمال الفنية، وها هي المخرجة نهلة الفهد قد انتهت أخيراً من التوقيع على أوراق عمل فني جديد وصفته بـ «إنتاج ضخم»، سيتم تصويره وصناعته في المنطقة ذاتها، تقول الفهد: «أهمية هذه المنطقة نابعة من كونها واحة للإبداع، حيث تتمتع ببنية تحتية قوية ومتكاملة، إلى جانب توفر الكثير من الاستوديوهات المجهزة بأحدث التقنيات، والتي تعيننا على إنجاز أعمالنا الفنية المختلفة».

نهلة الساكنة في أم سقيم، لا تكاد تفارق «القوز» حتى تعود إليها، وهي تصفها بـ «خلية نحل»، وتضيف: «من يزور هذه المنطقة يشعر بحيويتها، حيث الجميع فيها يعمل، سعياً لإبراز أعماله الفنية والإبداعية، وتسميتها «منطقة إبداعية» بلا شك يعكس مدى اهتمام قيادتنا الرشيدة بهذا الجانب، وحرصها على توفير المناخ المناسب والبيئة الصحيحة لنا، والتي تمكننا من ترجمة إبداعنا على أرض الواقع».

آفاق

وتشير المخرجة نايلة الخاجة، المشغولة في تصوير أحد المشاريع، إلى أن اعتماد «القوز» منطقة إبداعية من شأنه «توفير مزيد من الفرص أمام المبدعين وصناع السينما والفنون بشكل عام»، وفي كلماتها تعبر نايلة عن مدى الحاجة لمثل هذه المناطق.

وتقول: «نحن بحاجة إلى تعزيز مثل هذه الوجهات في دبي، لتمكننا من نقل ثقافتنا وحضارتنا وإرثنا إلى شعوب العالم، عبر استخدام كل أنواع الفنون، ومن بينها السينما، التي يمكن عبرها رواية العديد من القصص الإماراتية الجميلة، وتجسيدها على الشاشة الكبيرة، بأيدي وسواعد إماراتية مبدعة». متمنية أن يتسع المجال أمامها وزملائها ليتمكنوا من التعبير عن إرث المجتمع المحلي وثقافته سينمائياً».







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي