
نَصِيْرُ الشًّيْخ
هَكَذا قُــــــدِّرَ لنا / أنْ تبقِيَ بَعِيدَةً كَسَنواتٍ ضَوئيةٍ/ لاتَنسي فِي عــــــــزلتِكِ إذكاءَ جذوَةِ حُبٍّ بَيننا/ أو ما تُسمّيهِ مِنْ شَوقٍ تقترحهُ القَواميسُ عَنْ لُغة البُعْدِ/ وما تَتناسلُ مِنهُ المَسافاتُ/ هَا أنا لا أُطِيقُ الكمامَاتِ واِرتداءَها / تَقطّعُ عَنّي أنفاسَ عِطْــــــرِكِ..
وَمِثلمَا ضَمَّ هَمساتِنا حَقلُ وَردٍ يانعٍ لرصيفِ عاصمةٍ ذاتَ ظَهيرةٍ /أضحَتْ شَوارعُها الآنَ خيالَ ظِلْ/فَأنا لا أُريدُ السّاعةَ المَشيَ في الرّدهاتِ البيضِ/ هَاويةٌ طَــــــــويلةٌ هِيَ/ تُجيْدُ بخــــــــــــوائها قَطعَ المَسافةِ بَيني وبَينَ زهورِ الفَيروزِ عَلَى ثَوبكِ..!!
أوردَتِي لاتَوَدُّ أنْ تَمررَ مَصْلاً لَاذعاً لِدَمِي/سَئِمتُ رَائحةَ العَقاقيرِ النَابتةَ عَلى أرْفُفٍ صَــــدِئةٍ/ وَنِكايةٌ بِكُلِّ هَذا سَأُعِيدُ اِخترَاعَ اِبتسامتكِ مِرارَاً كَيْ تُوعِـــــــزَ لِنَبضي أنْ يَتدَفقَ بِكُلِّ اِنشِــــــراحٍ تِحتَ شَمسٍ نُحبُّهَا/ سَأهبُ كُلَّ خٌطَاي لِمَملكةٍ مِنْ نٌورٍ تَصفَعُ بُرُودَةَ العُزلَةِ / مُدَوِنَاً عَلى جُدرَانِها هُرُوبِيَّ الشخصيّ مِنْ قوقعةِ «الحَجْرِ الصّحّي»/ هَواؤهُ يَقبضُ خِنَاقِي/ وَيُحِيلُ سَاعاتِي سَلاسلَ من دَبــَـــــــقٍ/ وَدَقائقي أمـْـــــــرَاسَاً مِنْ صَمغٍ وَحَيــــــــــــــــرَةٍ/ يَزحَفَانِ عَلى جِلدِ الوَقتِ/ وَيُطَوِّقَانِ خُضـْــــرَة تَتَنَاقَصُ خَارجَ النَّافــِــــــــــــذَةْ.
يَكفِي أنْ أفتَحَ نافذةَ رَسَائلكِ عَلى المَاسِنجَرِ/ كلّ صَباحٍ تُزهِرُ وردةً بيضاءَ أو صَفـْـــــراءَ أو قَطِيعَاً مٍنَ البَنفسجِ/ تُرافقُها قُبـْـــــــلةٌ خَبِيئةٌ بِكُلِ مكــــــــِرهَا المُحَببِ!!/ وَأنا عَابـــــرٌ جِسرَاً لا أُعُــــــــــدُّ خُطـــــــواتِهِ/ يَتَجَلَّى فِي أُفْقِ فَضَائيٍّ كُسُــــــــوفًاً جـزئِياً/ ذَلِكُم هُـــــوً شَعـرُكِ الطّاعنُ فِي اِنسِــــــــدَالهِ/ والمُتوهجُ فِي شُقْـــــــــــرَتِهِ/ يَتوسَّطُ بَينَ شمسٍ اعتياديةٍ تطلُّ على العَالمِ كُلَّ يَومٍ/ وَبَينَ حلـْــــــــــــكةِ أيامنَا الرَّاكضةِ نحــــــــــوَ وَبائِها المُســـــــتَفحِلْ!!
كَأنّ «ماركيزَ» مَا زَالَ يَلهُو فِي حُقُولِ تبغِ كلماتِهِ/ يَبذرُ الحـُــــــروفَ شَتلاتٍ يَانعةً/ لِيحصدَ مِنهَا بَيادرَ دَهْشةٍ وَلذةٍ وَغُيـُـــــومٍ بَنفسجيةٍ تكتُبُ سَـــــردياتهِ المَاتعــــــــــةَ مُكَلّلَةً بِستـــــــــــــــائرِ التَّاريخِ/ وأيقُوناتِ الحُبِّ فِي قَواميسِهِ وَرَسائلهِ/ كُلٌّ يَتدَاعى ذاتَ جُغرافيا فِي أزمنةِ «الكُــــــــورُونَا» وخَلفَ تِلال الوحْشـــــــــةِ تَتوارى «الكـُـــــــــــوليرا» تَاركــــــــــةً «فِيرمينيا داثا» تُطـَــرِّزُ وجهَهَا الطُّفوليَّ كماماتٌ بيضٌ/ كأنَّ بها تَستعجِلُ عبورَ قناةِ الحَياةِ لتدوينِ ضحايا الأوبئـــــــــــــــةْ!!
سَأعبرُ الجســـــــرَ وَحديَ/ وبِكُلِّ جُنونِ العاشقِ فيّ الهاربِ مِن أزمنةٍ صفــــــراءَ/ أستَميحُكِ حُبّاً أنْ تتركي لَمسةً حَانيةً من كَفكِ تَطبعُ نبضَها على سُهولِ خَدِّي/ وَسَأُفرطُّ حِينها بِحقائبِ الذّكرياتِ وَأطنانِ الـــــــــــوَرَقِ عَلى مِنضدَتِي/ تِاركاً ورَائي هِلَالاً مُبتَسِماً يُشِيرُ لــِـــــــــوجهِكِ/ يَخطُفُ حُمرةَ أُفـــــــــــــقٍ مُتَـــــــــوَارٍ/ لِيطُلَّ أبَداً عَلَى أســْــــــــواري.