عرين الحرية

الياس خوري بالأمس رأيت يوسف إدريس بعيني ذاكرتي. كنت أشاهد مقطع فيديو لشباب من مخيم شعفاط وهم يحلقون رؤوسهم على الصفر متشبهين بالفدائي المطارد عدي التميمي، بهدف منع قوات الاحتلال من التعرف إليه واعتقاله، وتساءلت عن السر الذي جعل من الكل واحداً، ومن الفرد جموعاً. أما ما علاقة الكاتب المصري الكبير


بكلمةٍ أو بخيط دُخان

مصطفى قصقصي عندما يجرَحُني الحبّ، أقرأُ أهرع إلى الكائنات المكتوبة وأهمس في أذنها: "دثّريني" كلماتٌ كثيرةٌ تتطوّعُ للمهمّة وتتقاسم بنجاعةٍ موجعة الأدوارَ فيما بينها، تماماً كما يحدث في غرفة العناية المركَّزة حيث الحياة مُعلّقة، من الوريد، بكلمةٍ أو بخيط دُخان أسألها أن تقيس ضغط دمي ودرجة تشب


الانتحار بمتعة

حازم العظمة كان مريعاً أن تُثقِل امرأةٌ شابة جيوب ثوبها بالحجارة وتنزل بها إلى النهر لتموت غرقاً. أتحدّث عن انتحار فرجينيا ولف بالتأكيد، وثمّة مَن أشاد بهذا واعتبره بطولياً. كذلك كان مريعاً انتحار إرنست همنغواي، الذي وضع فوهة جفت الصيد في فمه وشدّ الزناد. ربما هو الفصل الوحيد الذي لم يعجبني في سي


سؤال الأزمة

منير الهدهودي ـ حمادي تقوا وحدها رؤية حيوية (ذات أساس مادي) في إمكانها أن تنأى بموضوع الأزمة عن ذلك التمثل الذي يرى إليها بما هي جوهر ثابت وماهية مستقرة. ولعل ما يضفي على هذه الرؤية صفةَ الحيوية الوعيُ باستحالةِ تَمَثُّل الموضوع في ذاته ولذاته، في انفصال عن العلاقة كمبرر للوجود. يُسعف المدخل الل


لاجئو بيت الغريب

قاسم حداد فاض الدمُ على الناس، واعترض خطواتهم غرابٌ أسعف وضبع فاتك وانتفضتِ الأرواح في الأجساد. فقد عاثَ صاحب القلعة فساداً في البيت والبلاد. وعمَّتِ الجيف المنعطفات وأعيتِ النادبات المراث، دون أن يقوى أحد على كفِّ الأذى عن القوم. فاضطربتِ الناس وهاجت لفرط العسف الذي يقع عليهم من صاحب القلعة وجل


هؤلاء الذين يموتون

قاسم حداد أين تضع قدمك في كل هذه الأرض الصغيرة وكيف تقول كلمتك بين كل هذه الأقوام التي تحاربنا بك من يأخذنا إلى الجنة ومن إلى الجحيم ألا يحق لنا أن نعرف قبل أن نموت قبيل أن نُذبح فليس عدلاً في حضورك المهيمن أن نصابَ بغيابك الفاجع من منهم يستحقك ولمن تقول مزاميرك. ٭ ٭ ٭ أقصى من الإدرا


حوار معي - غازي الذيبة

أتذكر حوارا قدمه ميلان كونديرا؛ التشيكي، صاحب كائن لا تحتمل خفته، مع نفسه.. ذاك كان في زمن لا تتداعى فيه الاشياء، بل ترقص التانغو. كنت استل الكتب، والتهمها بجوع معرفي، جعلني الى اليوم بمعدة فارغة.أحببت الحوار مع الذات، أحببت الفكرة، التهمتها برمشة عين، وأوقدت تحتها كاز الرغبة في ان أبتلى بها ذات نزق


ديك الطقس

حسن ناصر شعرت بوخزة في صدري وخالجني شعور بالرعب. استيقظت مبكرا قبل طلوع النهار مشوّشا بأضغاث حيرة ممزوجة بالتسليم خلّفتها أحلام ليلة عاصفة. رياح كادت أن تقتلع الأشجار من مكانها أو هكذا خُيّل إليَّ وأنا في فراشي أحدق في سقف غامض ومصباح مطفأ. لعل هدير الرياح المخيف طوال الليل هو ما أجّج الفتيل في ق


كان للزهرة عقل وللمرأة شمس

حمزة كوتي لا أحد يعرف من أين جاءت هذه الفتاة إلى بلدة البلّور؛ عزَفَ لها الجنُّ ورقصت في ساحة مستديرة تحت القمر. قال فتى من حديقة التفّاح إنه سليلُ تلك الفتاة الجميلة؛ جاءت في ليلة مقمرة على سِجّادٍ من قصّة للأطفال. ■ هنا طاولة. هنا نافذة. من أنت؟ أنا جسد المرآة. فلنتحدّث عن زمن الحصاد. هناك من


أسطورتي الأولى

علي جعفر العلّاق  (1) لا أكفّ عن تذكر تلك القرية بمتعةٍ طفولية: بساطةٌ أقربُ إلى الفقر، وتفاصيلُ عصية على النسيان. ابتعدَ بها الزمن، أو ابتعدتْ به، حدّ الانخراط في نقطةٍ سديميةٍ لا عودة منها. لكنّ خيطاً خرافياً، دافئاً ونحيلاً، ما زال يمتد بيني وبين أكواخها الطينية الصابرة. تماماً كما كانت


الحرية لحظة اللغة

قاسم حداد ليست اللغة عبدة القراءة ولا صخرة الجبل، إنها سيدة الكتابة، كلما تسنى لها فضاءً حراً في المخيلة. حرة في الشك وقائدة في البحث. ثمة المخيلة التي تجعل اللغة وهجاً يضيء، لا نجماً يلهب يسقط، ففي اللغة من الروح ما يمنح الكلام معنى يقصر عنه العقل والذهن المتوقد. اللغة نَمِرةٌ غير قابلة للترويض


لم يكن سريرا…

نازك بدير حافته بيضاء، ترتفع عالية كشاهدة قبر. يمتد أمامك على كامل مساحة الغرفة، وكأنه مقبرة مفتوحة لمئات النساء. صنعه من طين، وحجارة. لعلك ستعثر تحت كل حجر على حشرجةٍ مخنوقةٍ لفتاة قاصر. وفي تربتِه الرطبة، آهاتٌ طُمِرَت من قبل أن تولد. ترتقي إليه بدرجٍ رخامي صغير. لم يكن سريرا، بل مذبحا ينحر علي


سَفرٌ إلى الوراء

مصعب أبو توهة أخيراً حصلتُ على "تصريح" بالذهاب إلى القدس غداً. لقد حجزتُ موعد مقابلة التأشيرة منذ أكثر من شهر. رغم أنّ اليوم الثلاثاء، أعني منتصف الأسبوع، إلّا أنّ شاطئ البحر يكتظّ بالمُصطافين، معظمهم خرجوا في رحلاتٍ عائلية، كالمعتاد. حاولت السباحةَ قبل الغروب بساعة رفقة أصدقائي، إلّا أنّ قاع ال


إلى صديقة دمشقية: أمل دنقل يبكي سوريا شعراً

مروة صلاح متولي في ديوان أمل دنقل يطالع القارئ قصيدة بعنوان «إلى صديقة دمشقية» ألّفها الشاعر سنة 1966، ربما من وحي حادثة من الحوادث التي وقعت في سوريا آنذاك. لكنها كشعر خالص يستوفي جميع شروطه الفنية والجمالية، لا مجرد تعليق موزون على الأحداث، لا تزال صالحة للحياة إلى اليوم، ويجد فيها


حافِلة

أنس أبو سمحان الأصوات عَديدة في داخلي. أحاول السيطرةَ عليها قدر المُستطاع، ولكنّها دائمًا تهرب مني. أشعر بالصفاء التام في لحظات مُعيّنة، ولكنّ لحظات الضجيج تسود في الغالب. هربتُ من غرفتي الصغيرة، وقرّرت لأوّل مرّة أن أركب الحافلة في اتّجاهٍ لا أعرفه بعد. المَدينة كبيرة، ولم أستكشف منها إلّا القلي


عُمرٌ معه

وصال مطر انتهت رحلتك أيّها الأسعد مادّياً قبل عام، ولكنّها لم تنته فكرياً، لذا ستظلُّ موجوداً مع مَن أحبُّوك وأحبّوا فكرك. وستظلّ كتاباتك الرفيعة واشتغالاتُك علامةً فارقة، في مشهد الأدب الفلسطيني والعربي، أيّها الكاتب والشاعر والمفكّر، ويا رفيق العُمر الفريد المتميّز. رحلتَ شابّاً صاحبَ نفسية جم


الأدب في موكب مواقع التواصل

  مثل سقوط نيزك على الارض ادت مواقع التواصل الاجتماعي الى تخريب بينة الأدب من شعر وقصة ورواية ونقد. الادب كان محصورا قبل النشر بمحررين يراجعون المادة ويصححونها والخ من مستلزمات تحويل المادة الى نص صالح للقراء ونشره سواء في الصحف الورقية او طبعه في كتب. لكن نيزك مواقع التواصل الاجتماعي الذي س


محمد علي شمس الشعر

قاسم حداد تعرفت على الشاعر محمد علي شمس الدين، في الملتقى الأول للشعر العربي في بيروت عام 1970. وبعدها تتالت اللقاءات في السنوات التالية في لبنان وخارجه. أتذكر، في قطر ذات لقاء شعري، سألته عن تبجيله المباشر لشخصية دينية مشهورة، قال لي «هذا خياري أدركه وأعنيه» فاحترمتُ خيارَه، فقد كان









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي