
كشفت دراسة علمية حديثة أن فكرة "تفريغ الغضب" عبر الصراخ أو تحطيم الأشياء ليست سوى خرافة نفسية، وقد تؤدي إلى زيادة الغضب بدلاً من تهدئته، بحسب سبوتنيك.
فبحسب مراجعة شاملة أجراها باحثون من جامعة ولاية أوهايو عام 2024، وشملت أكثر من 150 دراسة بمشاركة نحو 10 آلاف شخص من أعمار وثقافات مختلفة، تبيّن أن التنفيس لا يخفف الغضب كما يُعتقد، بل يعزز الاستثارة الجسدية التي تغذّي الانفعال.
ويقول البروفيسور براد بوشمان، المشرف على الدراسة: "من المهم أن نكسر الأسطورة التي تقول إن عليك أن تُخرج غضبك كي تهدأ. التنفيس قد يبدو فكرة جيدة، لكن لا يوجد دليل علمي واحد يثبت فعاليته. فبدلاً من تقليل الغضب، قد يُشعل نيرانه".
وتضيف الباحثة صوفي كيارفيك من جامعة فرجينيا كومونولث: "أردنا دحض الفكرة القائلة إن التعبير عن الغضب يساعد على التخفيف منه، الحقيقة أن تقليل الاستثارة الجسدية – وليس التفريغ الانفعالي – هو ما يُحدث الفرق"، حسبما نقلت عنها مجلة "ساينس أليرت".
وتوضح كيارفيك أن "الأساليب التي نستخدمها عادة لتخفيف الضغط النفسي – مثل التأمل أو أخذ استراحة قصيرة – تساعدنا أيضاً في تهدئة الغضب، دون الحاجة إلى جلسات علاجية معقدة".
وتؤكد الدراسة في ختامها أن أفضل وسيلة لضبط الغضب هي تهدئة الجسد والعقل معاً، لا التنفيس عنه بعنف أو مجهود بدني مفرط، لأن أي شعور بالراحة بعد التنفيس "مجرد وهم قصير الأمد يعزز السلوك العدواني على المدى الطويل".