
في الكتابات الفكرية خلال السنتين الأخيرتين في فرنسا، يمكن أن نلاحظ انشغالاً متزايداً بالفلاسفة القدامى، وهو ما يتجّلى في أعمال مارسيل كونش وأندريه كونت سبونفيل وميشيل أونفري على سبيل المثال، فهل الأحداث العالمية الكبرى التي وقعت خلال هذه الفترة، مثل الجائحة أو الحرب الروسية على أوكرانيا، هي التي د
ترجمة وتقديم: جعفر العلوني المادّة، كما قيل سابقاً، لا تزيد ولا تنقص. هذا معناه أنّ الأشياء هي دائماً نفسها، أي أننا لا نستطيع أن نخرج من مادّتها إلى مساحات أوسع. هنا الأمر مختلف تماماً. فشاعرتنا تجعل الأشياء تدخل في دوّامات مضطربة وكأنها تتراقص بشكل عفوي. وهي، فيما تُخضع الأشياء إلى هذه القوة ال
إذا كان ثمّة عنوانٌ واحد للعام الأدبيّ الحاليّ في فرنسا، فهو، بلا شكّ، "عامُ بروست". ذلك أن الذكرى المئوية لرحيل الكاتب الفرنسي (1871 – 1922) فرضت نفسها، منذ نهايات العام الماضي، بوصفها الحدث الأكثر استدعاءً للفعاليات الثقافية، والمنشورات، والمقالات، والبرامج الإذاعية. ومنذ مطلع العام، استق
إذا كان فعْل التلصُّص واحداً من دوافع القراءة ومُتعها، بحسب العديد من النقّاد، مثل الفرنسية فرديناند شولمان، صاحبة مقالة "القارئ، هذا المتلصِّص"، فإنّ هذا الفعْل قد يعرف مداه الأقصى عندما يحمل الكتاب الذي نقرأه توقيع كاتب يحكي فيه عن رؤاه الخاصّة حول القراءة والتأليف والكتب. منذ سنواتٍ وهذا النوع
رامي أبو شهاب يمكن القول إن الترجمة تعدّ جزءاً من عقل المترجم ووعيه، وهذا ما يمكن أن يصدق على عمل المترجمة نور حريري التي ترجمت «مفترق الطرق: اليهودية ونقد الصهيونية» للباحثة جوديث بتلر الصادر عن منشورات المركز العربي في الدوحة 2017. الكتاب يطرح أسئلة ذات طبيعة استقصائية، تؤطرها فرضيا
تأليف فرانسواز فيمار | ترجمة عزيز لمتاوي في عصر العولمة وحاجة الناس المتزايدة إلى التواصل، أضحت اليوم ترجمةُ أي نص أمراً مُلِحّاً، سواء أكان النص علميا أم تقنيا أم ثقافيا. وتُعَدُّ لعنةُ بابل مصدرَ سعادتنا، كما أن الله يُعتبَر، بالنسبة إلينا، معشر المترجمين، أقدمَ من منحنا العمل وأعظمَه، ولهذا ال
لم تتأخّر الفينومينولوجيا (أو الظاهراتية)، منذ ولادتها على يد الفيلسوف النمساوي إدموند هوسرل (1859 ــ 1938)، مطلعَ القرن العشرين، في التحوّل إلى رؤية ومنهج فلسفيّ مؤثّر في أوروبا، حيث تلقّف أطروحاته الجذرية حول الوعي والإدراك عددٌ من معاصريه الذين تحوّلت معهم الفينومينولوجيا، منذ النصف الأوّل من ا
صبحي حديدي أنساق شتى من الصعوبات يُرجّح أنها اعترضت خطط تيموثي برينان لكتابة سيرة إدوارد سعيد (1935-2003) تبدأ ربما من حقيقة وجود جزء أوّل من سيرة ذاتية كتبها سعيد بنفسه قبيل رحيله وصدرت سنة 1999 بعنوان Out of Place («خارج المكان» في ترجمة فواز طرابلسي، دار الآداب 2000)؛ لكنها لا تنته
عبداللطيف الوراري في مثل هذا اليوم من عام 2009، رحل الشاعر والناقد الفرنسي هنري ميشونيك H. Meschonnic، الذي طبع بفكره وسجاله مرحلة أساسية من تاريخ علوم الأدب والنقد واللغة والترجمة، في العقود الأربعة الأخيرة قبل رحيله. تنظير الممارسة ظهرت أولى أعماله في سبعينيات القرن العشرين؛ مثل «من أجل
غاسبار ديليمس - ترجمة: عبد المنعم الشنتوف يكشف هذا النص تفاصيل مثيرة لها تعلق بالحقيبتين اللتين أودعهما الكاتب الفرنسي جان جينيه قبيل وفاته في الرابع عشر من إبريل/نيسان عام 1986عند محاميه وزير الخارجية الفرنسي في عهد فرانسوا ميتران رولان دوما. سوف يكشف محتوى الحقيبتين علاوة على بعض المخطوطات وسين
نجم الدين خلف الله في هذه الأيام التي تستعر فيها الحرب الروسيّة الأوكرانيّة، تزداد الحاجة إلى فهم ما يَجري ليس فقط في ساحة الوغى، وإنما أيضًا في رأس فلاديمير بوتين، وفي أذهانِ مَن يُحيط به من قادة عَسكريّين ومُنظّرين، وحتى أوليغارشية؛ إذ ليس من السهل على القارئ غير المتخصّص في هذه المنطقة الجيوسي
رند علي يطلق مصطلح الروايات العظيمة على الروايات التي حققت معاني (العظمة) المرتبطة دائماً بسلطة الأثر وقوة التأثير، الذي يمتد لأطول فترة ممكنة من الزمن في واقع التلقي، وواقع اعتبار روايات ما مصدراً إلهامياً لسلسلة طويلة من الأعمال أو الروائيين أو النصوص، قريباً وبعيداً. ومن اهم الكتب التي تتناول
محمد عبد الرحيم «عندما قرر أنطوان الهروب، لم يربط أحد ذلك بانتحار كاميل… وقد ذكر حينذاك أنه بصدد مشروع كتابة رواية لا يمكنها أن تنتظر. غير أن الحقيقة كانت شيئاً آخر تماماً. كان جسده يحترق من الداخل، وكان الجمال وحده هو الذي يمكن أن ينقذه» (الرواية) دافيد فوينكينوس ـ موال
في العاشر من الشهر الجاري، يقام في فرنسا الدور الأوّل من الانتخابات الرئاسية، وهو ما يجعل من السياسة محور نقاشات الفضاء العام، وكذلك تتمحور حوله الكثير من الكتب الصادرة مؤخراً. عدد من هذه الكتب ينخرط في توجيه الرأي العام، وبعضها الآخر يقدّم قراءات في المشهد السياسي، ليس فقط من زاوية المتنافسين، ب
مولود بن زادي اللافت في الأدب الساخر اعتماده على الضحك – لا لأجل الضحك وإنما للتعبير عن نقيضه، منطلقا من قراءة الواقع لتعرية الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي فكاهيا، وتشخيص نقائصه وعيوبه، وانتقاد ما فيه من رذائل وحماقات وانتهاكات وظلم في حق البشر. وقد أحسن شمسي واقف زاده تعريفه
فيفك نارايانان راما، الزوج اطلبي من الزوج ما تشائين، هو فقط يستطيع إعطاءَ ما يتوجَّبُ إعطاؤُه. الزوج الذي يحمل القوسَ ويكون نفسُه منقوشاً عليه. الزوج الذي هو القوسُ، الخشبُ المُرتَدُّ إلى تَجزُّعِه، إرادتِه. الزوج الذي يصل متأخّراً إلى الزفاف وإلى الجنازة. (وبِركةُ الماءِ المحفورةِ خلف المنز
باريس - تُصدر دار "غاليمار" في 5 ايار/مايو المقبل في فرنسا رواية غير منشورة للكاتب لوي فردينان سيلين بعنوان "حرب"، بعدما بقيت مخطوطات هذه القصة التي تتناول الحرب العالمية الأولى مفقودة عشرات السنوات. وتستند "حرب" إلى مخطوطات سيلين الشهيرة التي عثر عليها وعرضت للجمهور في آب/أغسطس 2021. وشرحت دار
شوقي بن حسن في 2011، دُعي السيميولوجي والكاتب الإيطالي أومبرتو إيكو (1932 - 2016)، لإلقاء محاضرة ضمن مهرجان أدبيّ أقيم في ميلانو. كان الموضوع الذي اقترحه عليه المنظّمون هو الحقيقة والكذب، موضوع واسع أشبه بمحيط، طُلب من إيكو تحديداً أن يحاضر فيه، وأن يستدعي موسوعيّته المعروف بها، فيطوف بالحضور بين