في حديقة مسجد فرهاديا

2022-08-26

نيكول دو بونتشارا | ترجمة: ابتسام جدير

أَدَنَا ما تزال حية

تنظر إليّ

ولدتُ نهاية الحصار

خنثى خرجت من بين الخرائب

ساق من ذهب

بين الأحجار

تشم الهواء

تحرك اليدين

الدم الفاقع يزين وجنتيها

أمامها القبور والنافورة

الأموات القدماء جدا

لم يكن هناك ما يدعوها للجري

تحت رصاص القناصة

مثل آنا ويوسف

هدوء محترق

هدوء مخترق

هدوء استحال احتضارا

لم تعد سراييفو ترتجف

واقفة بين خرائبها

أوراق الكتب المقدسة

تطايرت نحو السماء

تناثر الدخان الأسود

صفحات وصفحات متقصفة ويابسة

أفكار مشرقة

أحلام بارعة

معرفة محترقة

معرفة مخترقة

مات

غازي خسروف بكوفا

نيكول دي بونتشارا كاتبة فرنسية من أصول روسية. قضت أكثر من عقد في مدينة مراكش، ما بين 1945-1955، وتتردد على طنجة باستمرار. معظم نصوصها الشعرية ترتبط بالرحلة، وهي التي تقضي نصيبا من العمر في سفر دائم، متنقلة بين بقاع العالم تنظم لقاءات أدبية بين أدباء وفنانين من العالم العربي وأوربا.. كتبت في كل الأجناس الأدبية كما عن تجارب الفنانين التشكيليين.. نشرت نيكول دو بونتشارا سيرة بعنوان «طفولة في مهب ريح شرقية» أشارت فيها إلى ظروف مجيئها إلى مراكش وأختها رفقة عمتهما كاترين، حين قتل والدتهما جندي ألماني لما كانت فرنسا تقترب خطوات من التحرير عام 1944. عاشت الفتاتان الصغيرتان بين المهاجرين الروسيين المقيمين في مدينة ليون، فاضطرت عمتهما لأن تنقلهما إلى مكان آمن، مراكش. وهكذا ستعيش نيكول وأختها طفولة مغربية مراكشية، إذ اختارت العمة العيش بين المغاربة وليس في قلب گيليز، حيث الأجانب. وهكذا ستشرع في اكتشاف أسرار المدينة، وهو ما مكنها من قوة الشخصية، وحب المطلق. ربت العمة الطفلة وأختها على حب الشرق، وعرفتهما على مغرب حقيقي لتجلب لهما «رغبة حقيقية في الشرق».









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي