
يرى أستاذ علم الاجتماع، الإيرلندي من أصل كرواتي، سينيشا مالشيفيتش، أن التراتبية والتقيمات الاجتماعية وُلدت من رحم العنف المنظَّم، ويحاجج في دراساته بأنه لا غنى عن استخدام الأدوات السوسيولوجية، إذا ما أردنا أن نفهم الطبيعة المتغيّرة للحرب والعنف، كما يفحص التأثير التاريخي للحرب على تبدّل الحياة الا
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، شكّلت الساحة الثقافية في فرنسا، حالةً مركزية في المشهد الأوروبي والعالمي؛ إذ استعادت البلاد حيويتها بعد أن تحرّرت من الاحتلال النازي، وشهدت فترة من الرخاء الاقتصادي استمرّت لأكثر من ثلاثة عقود، كما تفاعَل المثقفون الفرنسيون مع السياسات العالمية التي كانت تتحرّك و
إذا كان التخييل التاريخي حقلاً لم يعد بالجديد اليوم، فإن كتابة رواية انطلاقاً من شخصية تاريخية، من دون الالتزام بالضرورة بروي حكايتها وتجربتها الشخصية كما جرت حقيقةً، لا تزال أمراً قليل الشيوع، لِما فيها من مُراوغةٍ بين فعل التخييل، الحرّ تعريفاً، وبين التقاطع مع التاريخ، الذي يُطالب كاتبوه والمدا
وضع الروائي الروسي مكسيم غوركي (1868 – 1936) خلاصة أفكاره حول الأدب والفن في كتابه "كيف تعلمت الكتابة؟"، وآرائه في الواقعية الاشتراكية وبعض الكتّاب الذين تأثّر بهم في تجربته السردية التي ترتبط بالتزامه الماركسية ورؤيته للأدب كانعكاس للنشاط الاقتصادي والاجتماعي. ويضيء الكتاب أيضاً جوانب خفية
أولغا زلبيربورغ | ترجمة صالح الرزوق تلقيت تعليمي في مدارس خاصة (القبول فيها يعتمد على المعارف) وكان لدى عائلتي مدخرات، ولذلك لم نشعر بالجوع، ولا حتى في أعتى أيام البيروسترويكا. لكن بقيت علاقاتي، مع أشخاص من خارج العائلة، ووراء أسوار المدرسة، بالحد الأدنى. حينما بلغت السادسة عشرة، وتوجب عليّ أن أح
ترجمة وتقديم: باسم المرعبي أولف إريكسون Ulf Erikssonستوكهولم (1958): شاعر وكاتب وناقد ومترجم: مجموعته الشعرية الأولى صدرت عام 1982، تحت عنوان «كائنات من عشب» أعقبها عدد كبير من الكتب التي تنوعت بين الشعر والقصة والرواية والمقالة الأدبية والدراسة، حتى فاق عدد كتبه الثلاثين. عمل إريكسون
تاكيس سينوبولوس أرَق الوقتُ وأنا الآن في غرفة من أربعة جدران. هنا لا مكان لتتركَ ولو ظلّك الذاكرة والصوت غبارٌ الكذبة الحيّة هي الحقيقة الميتة الشفاه الحيّة هي الأقوال الميتة ما حسبتَه كائناً ولم يكن ما قد كان رغم ذلك، مفتاحٌ في الباب حديقةٌ مضاءة في الخارج فناءٌ يَتَفَتّت سيّارة بِأض
سعاد العنزي يمثل كتاب «ثلاثة جنيهات» لفرجينيا وولف امتداداً لكتاب «غرفة تخص المرء وحده» ومناقشة لزوايا أخرى تتعلق بوضعية المرأة في المجتمعات الأوروبية تسهم في تطوير دور النساء الحضاري والمدني، ويُبعد المجتمعات عن البربرية والوحشية. هنا، يرتبط الكتاب بطروحات الاستعمار ومناه
لطالما جرى إبعاد الفلسفات التي نشأت وجرى تداولها في شرق وجنوب آسيا من خريطة وتاريخ "الفلسفة الحقيقية"، التي يُخبرنا أغلب مؤرّخي الفلسفة بأنها محصورةٌ بحوض البحر المتوسّط وأوروبا، والتي يُعاد أصلُها إلى اليونان القديمة، وتمرّ سيرورتها بالبلاد العربية والإسلامية قبل أن تنتقل إلى أوروبا الغربية. ولل
إبراهيم مشارة تعد أنّا ماري شيمل (1922/2003) أشهر مستعربة ألمانية في القرن العشرين بالقياس إلى الكم الهائل من المؤلفات والمحاضرات حول الإسلام والتصوف خاصة، كما عرفت برحلاتها المكوكية إلى ربوع العالمين العربي والإسلامي فهي باحثة في الميدان، وفي النصوص تمارس الحفر المعرفي، مبتعدة عن الطرح الاستشراق
ترجمة منصف الوهايبي وُلد خافيير هيرود في ليما عام 1942، ومنذ بواكير قصائده، اعترف به من حيث هو أحد الأصوات الاستثنائيّة في شعر أمريكا الجنوبية بفضل مجموعته «النهر/ الرحيل» التي تتميّز مثل هذا النهر الذي يجري ويفيض ويسقي. استشهد وهو في ريعان شبابه وفتوّته عام 1963، بعد أن انضمّ إلى صفو
عندما رحل فيليب جاكوتيه في شباط/ فبراير من العام الماضي، 2021، كان الشاعر السويسري قد ترك وراءه مدوّنة واسعة من النصوص النثرية، التأمّلية والسردية، التي قارَبَ فيها الطبيعة وكتب ملاحظاته حولها، وهو نوعٌ أدبي ارتبط باسمه طوال عقود. وإذا كان القرّاء يعرفون، ضمن هذا السياق، أعمالاً مثل "تضاريس وأشكا
في كتابه "الإبادة الجماعية: تاريخ العالم" الذي صدر عن "منشورات جامعة أكسفورد"، يرى الباحث الأميركي نورمان م. نيمارك أن تاريخ الإبادة الجماعية من العصور القديمة إلى العصر الحديث، يشكّل حلقات وثيقة الصلة ببعضها في ديناميتها المتمحورة حول القضاء على مجموعة بشرية معينة. ويفرّق بين الإبادة الجماعية وا
حتى عام 1937، لم تكن "كولّج دو فرانس"، وهي واحدةٌ من أبرز المؤسّسات المعرفية في فرنسا، تضمّ في حقولها الدراسية كرسيّاً يخصّ ما يُعرَف بـ"النظرية الشعرية"، وهي ترجمةٌ قد تكون متعجّلة لمفهوم Poétique الفرنسي، القادم بدوره من poiesis اليوناني (أن تبتكر، أن تُبدع)، الذي يشير إلى حقلٍ من شأنه در
عاطف الشاعر "وجوه اللانهائيّ: الأفلاطونية المحدَثة والشعر عند مُلتقى أفريقيا وآسيا وأوروبا" عنوانُ كتابٍ جماعيّ جديد أصدرته "الأكاديمية البريطانية" في "كلّية الدراسات الشرقية والأفريقية" (سواس) بلندن. وخلال جلسةٍ لإطلاقه عُقدت في المدينة بداية هذا الشهر، أشار الأكاديمي الألماني شتيفان شبيرل، الذي
يُعَدّ بول غوغان (1848 ــ 1903) من بين رموز الحداثة التشكيلية القلائل الذين التفتوا إلى وسائل تعبير أُخرى غير اللوحة، مثل الكتابة، التي أبدى غوغان اهتماماً ملحوظاً بها وبمنتوجها ــ الكتاب ــ، ناشراً خلال حياته العديد من المقالات والكتيّبات التي رافقت فيها نصوصٌ لوحاتٍ أو اسكتشاتٍ له. عن "دار صفصا
"إذا سألنا أصدقاءنا أو أقاربنا في إسبانيا عمّا يعرفونه عن قطر، فإنّ إجابتهم ستكون إمّا 'القليل' أو 'لا شيء'. غير أنّ ما يثير الفضول حقّاً هو أنّنا إذا طرحنا السؤال نفسه على مؤرّخ أو سياسي أو صحافي، فلن تكون الإجابة مختلفةً كثيراً. في أحسن الأحوال، سرعان ما ستُذكَر بعض الصور النمطية عن الأمير، والع
ربما كانت الفلسفة الغربية المُعاصرة مَدينةً إلى الفينومينولوجيا، أو الظاهراتية، في تمييزها بين أنواع التجارب؛ حيث ظلّ الفلاسفة، من كانط إلى مطلع القرن الماضي، يتعاملون مع التجربة بوصفها قاعدةً أساسية لفهم الإنسان لعالمه، دون الالتفات إلى النحو الذي يعيش الإنسان من خلاله مختلف أنواع التجارب، وهو ما