
ترجمة وتقديم: خالد الريسوني قبل سبع سنوات رحل الشاعر البرتغالي هيربيرتو هيلدير متخفيّاً، تماماً مثلما اختار أن يعيش. يرى العديد من النقّاد أنه أهمّ شاعر برتغالي في النصف الثاني من القرن العشرين، بعدما شغلَ النصف الأوّل مواطنُه فرناندو بيسوا. وهناك مَن يذهب أبعد من ذلك، مثل الشاعر الإسباني أنطوني
سومر شحادة رواية الكاتبة الألمانية سيبلي ليتشاروف (1954) "من الأعلى" روايةٌ في تمجيد الحياة، ولو أنّها سردٌ قادمٌ من عالم الموت، أو لأنّها كذلك. فالراوي روح أستاذ جامعي تطوف فوق برلين وتستعيد ذكريات المادّة المفقودة التي كانت تتشكّل منها يوماً. الرواية استعادة لذكريات عاشتها الروح عندما كانت مصاغ
إيفتيخيا كاتيلاناكي الكمال في كلّ شيء كلُّ شيء في كمالٍ، نقطةٌ على السطرِ. هل نستهلّ الآن بحَرف كبير؟ إنّنا ننتهي حياةٌ مليئةٌ بالموت، وصفاتٌ مؤكّدةٌ للإنجاز، لعلّنا ننجح في الوصول إلى الكمال. لكنّنا دائماً نعود للوراء محاصَراتٍ في مستنقع؛ وهذا الحالُ مكتملٌ ذلك ما نطلبه تقريباً كي نغ
كريستينا كامبو بَعيدَيْنِ عَن بَعضِنا سَنمُوت، وسَيكونُ كَثيرًا عَليَّ إنْ أنا أسْنَدتُ إلى كَفِّكَ خَدِّي في رَأسِ السَّنة، وإنْ أنْتَ في كَفِّي تَأمَّلتَ آثارَ رَحيلٍ آخَر. نَزْرٌ ما نَعْرِفُهُ عَنِ الرُّوح. رُبَّما سَتشْربُ مِن أحْواضِ لَيالٍ جَوْفاءَ لَمْ تَطأها قَدَم، سَتحُطُّ أسْفلَ
إذا كانت الطبيعة الصامتة حاضرة في النقاشات الفنية الفرنسية هذه الأيام بفضل المعرض المخصّص لها والذي افتُتح أخيراً في "متحف اللوفر" بعنوان "الأشياء" (يستمر حتى مطلع العام المقبل)، فإن هذا هذا النوع من التصوير الفنّي لم يغب يوماً عن تاريخ الفن، الغربي منه على الأقل. على أن التنظير حول الطبيعة الصام
أمل بوشارب لا يُعدّ كتاب "شرق وغرب: حشد وفرد" الصادر عن "إيناودي" (2020)، كتاباً عادياً في مسيرة الصحافي الإيطالي البارز فيديريكو رامبيني (1956)، عضو "مجلس العلاقات الخارجية" في أميركا (Council on Foreign Relations)، وأحد أبرز صحافيي إيطاليا. بدأ رامبيني حياته المهنية أواسط السبعينيات صحافياً للح
قد يكون جان جاك روسو أكثر فلاسفة الحداثة الذين يصعب الفصل بين ما أنتجوه من مؤلّفات وبين حياتهم الخاصّة. إذ بخلاف أغلب مُعاصريه وسابقيه من المفكّرين، بنى صاحب "العقد الاجتماعي" القسم الأكبر من مشروعه على أساساتٍ شخصية، مازجاً بين معيشه ورؤاه الفكرية، دون أن يتردّد عن الحديث بصيغة المتكلّم، وهو ما ي
يورغوس سيفيريس انقلاب صيفيّ -ح- الورقة البيضاء مرآةٌ صلبة تُرجِع فقط ما كنتَه. الورقةُ البيضاء تحكي مع صوتكَ، صوتكَ أنت لا ذاك الصوت الذي يُعجبك؛ موسيقاكَ هي الحياة هذه التي أهدرتَها. قد تربحُها من جديد إنْ تشَأ إنْ تتسمّر على هذا الأمر عديم الشأن الذي يطرحُك خلفاً من حيثُ انطلقت. سا
شكيب كاظم وأنت تقرأ رواية «پيدرو بارامو» للروائي المكسيكي خوان رولفو (1918-1986) تناجي نفسك وتحاورها، ما الذي يدفع الروائي إلى ركوب هذا المركب الصعب؟ قص مكثف شديد الوعورة والتعقيد؛ هذه الرواية التي وصفها الروائي المكسيكي كارلوس فوينتس (1928- 2012) بأفضل رواية كتبت في المكسيك على الإطل
منذ أكثر من عقدين والكاتب الفرنسي، بيير بايار، يشتغل في منطقة قلّما توجّه إليها المؤلّفون الجادّون؛ منطقة جعلت منه واحداً من أكثر مؤلّفي بلده "مشاغبةً"، حيث لا يكفّ عن طرح أسئلة وفرضيات ونظريات لا تأبه بالأخلاقيات والقواعد الشائعة في عالم الأدب والفكر والفن، بل تسعى إلى قلْبها رأساً على عقب أو إلى
كيران أورورك ترجمة: مصعب أبو توهة أحجار البحر لماذا نقتفي آثارَ قدمٍ في النسيم بهذه الطريقة، صدى صوتٍ مُلْتفٍّ بالغبار والهواء؟ الشاطئُ المكسورُ كان لنا وحدنا، نحنُ الذين اتّكأنا على بعضنا بينما هَمَسَ الماءُ وسَقَطَتْ أضواءُ النجوم. بَصَري المربوطُ بالطائرة الورقية على ظهْرِكِ، الطويلِ
لم تكن الكاتبة النيجيرية ــ البريطانية برناردين إيفاريستو مجهولةً في الفضاء الثقافي الأنكلوساكسوني قبل فوزها بـ"جائزة بوكر" البريطانية عام 2019، مناصفةً مع الروائية الكندية ذائعة الصيت، مارغاريت أتوود. إذ كانت قد نشرت، حتى ذلك الحين، ثماني روايات حاز أغلبها انتباه النقّاد، كما نشرت، هي نفسها، العد
حسن داوود هي لقاءات متقطّعة يجريها الرجل الأربعيني مع أبيه الخرِف. دائما تفصل بينهما مدن ومسافات، فيصل الابن مرهقا تعبا من طول الطريق ووسائلها التي تتعدى القطار والسيارة إلى الطائرة. ذلك أن الابن كثير التنقّل بينما الأب ماكث في مكانه. في كل لقاء لهما يتناولان الغداء معا، ثم يتجولان في المتنزّه أو
عن "سلسلة ترجمان" في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" صدرت حديثاً النسخة العربية من كتاب "أوكرانيا وروسيا: من طلاق متحضر إلى حرب همجية" لأستاذ العلوم السياسية والباحث الأميركي بول دانييري بترجمة يزن الحاج. يستكشف الكتاب الديناميات داخل أوكرانيا، وبين أوكرانيا وروسيا، وبين روسيا والغرب، وال
جعفر العلوني "في أساطير الأولين أنَّ أدونيس الذي تألّه بالحبّ، أو الذي تولَّه فتألّه، خُلِق في الشعر ومنه، وُلد مع الضّوء والهواء. مع الماءِ والنبات والعشب والزهر. والبقية من أشياء الخالق. وُلد مُرّاً، لا من المرارة، بل من شجرة تبكي ويسيل دمعُها مّراً: صمغاً يُقال إنه دواء. حين يُذكر، يمرُّ في ظل
خلال حياته، كان الفيلسوف الفرنسي، المولود في الجزائر، جاك دريدا (1930 ــ 2004)، شاهداً على إصدار الأكاديمي البريطاني جوفري بينينغتون سيرةً ذاتية له، وضعها بعد التواصل معه ومحاورته حول مساره وتجربته، بعنوان "جاك دريدا" (1991). وعلى الرغم من عدم رضا دريدا التام عن هذه السيرة، كما لمّح الفيلسو
في كتابها "العراق بين الحربيْن العالميتيْن.. الأصول العسكرية للطغيان" الذي صدرت طبعته الأولى عام 1986، تعود أستاذة التاريخ ريفا سبيكتور سيمون إلى العوامل الثقافية والأيديولوجية التي لعبت دوراً متساوياً إلى جانب العوامل الطبقية، إن لم تكن أكثر، في تشكيل تاريخ الدولة العراقية الحديثة. تدرس المؤلّفة
إرسون تِشبلاك دفتر السَّير إلى يَغْمور لو انتحرتُ كانت ستحزن أُمي كثيراً وسَتُوزَّع الحلوى والأطعمة في العزاء، ويُقرَأ القرآن ويوماً بعد يوم ستقلُّ زيارات أمي للمقابر لأنها لا تستطيع قيادة السيارة سينتكس مرضُ أخي وسيحرق السجائر مع النبيذ والبيرة ويحضن طفلَه ليعزّي نفسه ويغنّي قصيدة تنت