
صبحي حديدي كلما شهدت الولايات المتحدة واقعة جديدة في المسلسل الدامي الذي ينطوي على إطلاق النار جماعياً وعشوائياً على أفراد أبرياء، في المدارس والمعاهد ومراكز التسوّق وأماكن العبادة والشوارع العامة؛ عاد السينمائي التسجيلي الأمريكي مايكل مرور إلى ممارسة ما اعتاد عليه من صراخ، في وادٍ غير ذي زرع غال
غادة السمان لم أضحك حين قرأت عن أولئك اللصوص الذين سرقوا أكثر من دزينة من التماثيل من معبد هندوسي قديم في الهند ثم أعادوها، لا لأن الشرطة اعتقلتهم بل لأن الكوابيس طاردتهم أثناء نومهم! خبر ليس مضحكاً، بل يعبر عن حقيقة إنسانية تشمل البشر كلهم اسمها الكوابيس. هل الكوابيس أثناء النوم هي الضمير الذي
د. ابتهال الخطيب خرج أحد المشايخ الخليجيين متحدثاً عن «حرب عالمية معلنة تستهدف أخلاق أطفالنا»، من خلال البرامج الكرتونية الغربية التي ترسم شخصيات متعددة الهوية الجندرية في رواياتها. كان المتحدث مستاء جداً أن آخر الأخبار تقول إن سوبرمان سيكون مثلي الجنس، معبراً أن «يا عيب الشوم،
أحمد أولاد عيسى هل تعلم ما كان جواب سيفالوس لسؤال طرحه عليه سقراط: ما هي النعمة الأكبر التي جلبتَها من غناك؟ وكان سيفالوس من نبلاء أثينا، حاكما في قضائها، وبلغ من الكبر عتيا، له من الثروة ما جعله من أثرياء القوم، ثروة اكتسب جزءاً منها عن طريق الوراثة، وجزءاً آخر بالكسب والكد. أجاب سيفالوس قائلا:
ديمة سروجي “أنا شيرين أبو عاقلة – الجزيرة – رام الله ـ فلسطين” ختمت شيرين أبو عاقلة تغطيتها الانتفاضة الثانية بعبارة مدوية، نشأ جيلي على محاكاتها. ولما استيقظت على خبر مقتلها 11 أيار/ مايو، اعتقدت أن هذه الصرخة محدودة المجال للغاية، لا يتردد صداها لدى الآخرين.
الياس خوري منذ أيام قليلة مرت ذكرى اغتيالك، فلفني الصمت، لا لأن الكلام انتهى، بل لأنني فوجئت بالأعوام السبعة عشر التي مرت. لم أستطع يا سمير قصير أن أروي لأحد كيف التقت عيناي بعينيك المغمضتين وأنت ملقى قتيلاً على مقعدك وأمام مقود سيارتك. كانت عيناك تشتعلان بضوء خفي يتسرب من بين الأجفان المقفلة.
صبحي حديدي بين الفضائل القليلة التي تُحسب للرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف أنه، يوم 7/6/2011، أصدر مرسوماً يقضي باعتبار تاريخ السادس من حزيران (يونيو) يوماً للغة الروسية يُحتفى به كلّ عام؛ مستوحياً عيد ميلاد شاعر روسيا الأكبر ألكسندر سيرغييفتش بوشكين (6/6/1799 – 10/2/1837)، ومشدداً على &
غادة السمان لن ننسى تلك الصحافية الشهيدة مهما مرت الأيام. إنها شهيدة بالرصاص الإسرائيلي ولن تكون الأخيرة، إنها الصحافية شيرين أبو عاقلة. نقل الحقيقة هو العمل المعادي لإسرائيل؛ لأنه يعرّي الكثير من جرائمها. كان من المنتظر أن تتهم إسرائيل الفلسطينيين بالجريمة بقولها إن رصاصة طائشة أصابتها كان يطلقه
سهيل كيوان نشأت الرَّاية لضرورة إنسانية، سواء لأغراض سلمية أو عسكرية، فهي تلبي رغبة إلى وجود رمز تتمسَّكُ به مجموعة من البشر ويمثّلها، فترفعها في فرحها وتنكّسها في حزنها، ويستبسل الجنود في المعارك لرؤيتها عالية وفي مواقع متقدمة. في الأعراس التراثية الفلسطينية كان الحادي يُنشد خلال المسيرة إلى بي
واسيني الأعرج منذ 2013 اختارت الكاتبة المغربية «ربيعة ريحان» منعرج الرواية الذي رأت فيه مآلاً أدبياً جديراً بأن يمنحها فضاءات أوسع للتعبير عن الرهانات الأدبية التي تشغلها في الكتابة، بعد أن قضت سنوات طويلة في ممارسة القصة القصيرة التي كانت فاتحتها المجموعة «ظلال وخلجان» سن
حسن أكرم يوم وصلتُ إلى هذا الحيّ، كنتُ أتحسَّس حجم التحدّيات التي سأواجهها، مشكلتي أني متأخّر عن الناس بخطوتين، دائماً ما أُفضّل الصمت والهروب على أن أفتح حديثاً مع أحد، حتى تلك الأحاديث التي من الواجب خوضها، ربّما كان أسهل عليّ أن أشترك بعراكٍ دامٍ على أن أرمي السلام على أحد. لذا تأخّرت كثيراً
مرهف السليم في أحدِ الأيام الباردة في منتصف شهر شباط/ فبراير، كانتِ الاتّصالات في مبنى "مؤسَّسة المَطابع الحكوميَّة" مقطوعةً بسببِ عُطلٍ في الكابلِ الرئيسيّ في الشارع، وقد أعلمَتْهُم "مؤسّسة الاتصالات" أنَّ الكابل مقطوعٌ بسبب أعمالِ الصّيانة في الشارع العام، وذلكَ لأنّ "مؤسّسةَ الحفرِ والترميم" ت
شوقي عبد الأمير أبي... أَنّى أمضي، هذه الأيام، في بغداد التي تعانق أهوالَها وأهواءها بشغف وعشق جنوني، أجدني أمام مرأى النخيل. نخلات البساتين - هل تذكر؟ -، تلك التي كنت تأخذني إلى حقولها مثل نخلة تقود فصيلها الصغير قبل أن يشبّ ليُقتلع من جسدها كما اقتلعتني الغربة يوماً من يديك. ها أنا أقترب منها
جاسم عاصي هل رحلت يا شاعر الصدق في الموقف الوطني؟ لا أرى في ما حدث رحيلاً، فقد تركت وراءك سيرة يفتخر بها الشعب وقواه الخيّرة، يردد ما كتبت بصوته الزاخر بحب الوطن. فسيرتك من مسيرة نضالك مع رفاقك وصحبك وأُخوتك، متنقلاً من سجن إلى آخر، ومن غرفة تعذيب جسدي ومعنوي إلى أُخرى تتبارى خلالها شطارة المحققي
معتز حميد الشاعر الوحيد الذي يمكننا وضعه إلى جانب السياب، في الشعر العراقي، هو مظفر النواب. لماذا؟ كان النواب (آدم) محكيتنا العراقية، كما كان السياب آدمها في الطرف الآخر. منهما، ابتدأت حكاية جديدة استردت بها اللغة جمالها وسحرها الآفلين. مهمة أحدهما، كانت، أصعب، من مهمة الآخر؛ هذا مثقل بقرون م
عاشور الطويبي دفتر شجرة الزيتون لشجرة الزيتون دفترٌ؛ فيه تاريخ الزيت وتاريخ الساقية. سبع آيات وضعها المسافر، على رمل الشاطئ. سبعة وشوم وضعتها العجوز، على دانتيلا العروس. في الصفحة العشرين: نزلتْ على مهل من هضبة العشّاق، رشّتْ بالورد والزنبق فمَ الوليد وفمَ الوليدة. في الصفحة الخمسين:
صبحي حديدي تتوفر في اللغات الأوروبية خارج الأصل اليوناني، عشرات (لأنها في الواقع تقارب الـ200) من الترجمات لمختارات أو أعمال كاملة للشاعر اليوناني الكبير قسطنطين كافافيس (1863 –1933)، أو كافافي في نطق آخر ليس أقلّ شيوعاً؛ بينها، بالطبع، عدد غير قليل باللغة العربية، وكان الشاعر العراقي الكبي
علي جعفر العلاق هكذا يرحل المبدع الكبير مظفر النوّاب، ويذهب معه جزء حميم من شبابي الشعريّ والشخصيّ، ومن فتوّة الكثيرين من أبناء جيلي. شاعر خلق رمزيته النضالية الخاصة، وجمالياته الشعرية التي لا تضاهى، والتي شاعت، بين العراقيين، شيوع الأسطورة. ولم يكن النوّاب، لمن لا يعرفه جيّدا، مجرّد شاعر معروف ي