فنُّ الاكتظاظ وحيداً

2025-11-11 | منذ 2 ساعة


مازن أكثم سليمان*


أنا الحُرُّ الأبيضُ المُتوسِّطُ
لم أستنفِدْ مُتخيَّلاً
يَربُو على هجرتيْن.

لم أطوِ موتاً على ولادةٍ
ولم أوطِّدْ لسَردٍ جبَانٍ
أنَّى جالَ رفضِي مَنارةً
في عُزلةِ المَرجانِ.

ذاكَ أنِّي نهَّابُ أمواجي
مُقرصِنٌ مَهووسٌ للأسماكِ
بغَدرِ آخَرِي فيَّ
بقُبَلٍ تُشِلُّ أعداءَها
أُدوِّرُ الحِوارَ أصدافاً
على رملٍ ساخنٍ.

ثُمَّ؛
لديَّ أحْيَازُ المَجازِ
ومَدى الشَّواطئِ مُختالَةً
فمَنْ تُذعِنُ مَحاراتُهُ
لقيْدٍ قديمٍ أو جديدٍ
تُصْطادُ نوارِسُهُ
بأسهَلِ السُّبُلِ..!!

أو كأنَّما فكَكتُ
شِيفرةَ سِجنٍ
بغَرابةِ ريحٍ
وبطَّنتُ انتماءً
بقوسِ قُزَحٍ
ومُعانَقاتهِ.

قريباً من قطيعَةٍ
بعيداً عن انسحابٍ
مُنادياً:
يا كينونةَ التَّمرُّدِ
عاصفتي باسقةٌ
لاءاتي أحلامي
حيتاني تفضَحُ
جَزائري تُؤوي.

/غيرُ المُنتهِي لُعبتِي الماكرةُ
فوقَ التَّلاشي خلفَ الحُضورِ
جَنُوبَ السُّؤالِ شَمَالَ التَّرنُّحِ
تحتَ الفَجْوَةِ بعدَ الفُنونِ/

أنا الحُرُّ الأبيضُ المُتحرِّكُ
المُتحوِّلُ سُيولةَ غَوْصٍ
رُطوبةَ عبَقٍ
المُزيِّنُ صخرةَ الضِّدِّيَّةِ
راقصةً عليها
حُوريَّةُ الدَّلافينِ الأَجْرَأُ.

حصاراً تغلغلَ انكشافاً
اكتظاظاً غنائيَّاً أوِ انقضاضاً
برسْمِ الذَّاتِ المائيَّةِ
وانفضاضِ هَيْبَةِ الدُّوَلِ
بأوهامِ البَلاغاتِ تهديداً
وتَثقيبِ أوراقِ تُوتِ العَراءِ
وعندها؛
بجَلالِ كُلِّ مَعركةٍ
تخونُها مَوانئُها الحميميَّةُ.

/ها جِهاتي تتمدَّدُ
أو تتبخَّرُ..
روافدَ مُجنَّحةً
على مُنحدَرِ الخَلاصِ المُستحيلِ/

لا اقتباسٌ، ولا مُحاكاةٌ
؛ بلِ اختبارُ نارٍ
ومَهاوِي رِهَانٍ طَليقٍ
أو تَسرِيبُ أوطانٍ تَهجِسُ
انبثاقَ دُوَّاراتٍ
على نَفْيِ تيَّارٍ
أودَى بمُريديهِ جَفافاً.

نافذةٌ تُطِلُّ عليَّ
كأنَّها استعاراتي مَعكوسةً
أنا الحُرُّ الأبيضُ المُتوسِّطُ
لا ترسيمَ صَمْتٍ في سِيَاطٍ
ولا مِرساةَ انغرَستْ
في حقلِ فزَّاعةٍ.

رَغوتِي تَهجُو حُدودَها
وهَديرُ سُفني اختلافٌ
أشرعةٌ هُنَّ بناتُ الشَّغفِ
أو رُبَّما تشبيكُ الغُيومِ بقصيدةٍ
شالاتٍ شالاتٍ
؛ فضاءَ انعتاقٍ
ومزيجَ فُصولٍ تتجدَّدُ
كخَمرةٍ تخلُقُ ما تشاءُ
ولا تُحَازُ في حبكَةٍ باليةٍ أبداً.

 

*شاعر وناقد سوري











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي