

مازن أكثم سليمان*
…
أنا الحُرُّ الأبيضُ المُتوسِّطُ
لم أستنفِدْ مُتخيَّلاً
يَربُو على هجرتيْن.
…
لم أطوِ موتاً على ولادةٍ
ولم أوطِّدْ لسَردٍ جبَانٍ
أنَّى جالَ رفضِي مَنارةً
في عُزلةِ المَرجانِ.
…
ذاكَ أنِّي نهَّابُ أمواجي
مُقرصِنٌ مَهووسٌ للأسماكِ
بغَدرِ آخَرِي فيَّ
بقُبَلٍ تُشِلُّ أعداءَها
أُدوِّرُ الحِوارَ أصدافاً
على رملٍ ساخنٍ.
…
ثُمَّ؛
لديَّ أحْيَازُ المَجازِ
ومَدى الشَّواطئِ مُختالَةً
فمَنْ تُذعِنُ مَحاراتُهُ
لقيْدٍ قديمٍ أو جديدٍ
تُصْطادُ نوارِسُهُ
بأسهَلِ السُّبُلِ..!!
…
أو كأنَّما فكَكتُ
شِيفرةَ سِجنٍ
بغَرابةِ ريحٍ
وبطَّنتُ انتماءً
بقوسِ قُزَحٍ
ومُعانَقاتهِ.
…
قريباً من قطيعَةٍ
بعيداً عن انسحابٍ
مُنادياً:
يا كينونةَ التَّمرُّدِ
عاصفتي باسقةٌ
لاءاتي أحلامي
حيتاني تفضَحُ
جَزائري تُؤوي.
…
/غيرُ المُنتهِي لُعبتِي الماكرةُ
فوقَ التَّلاشي خلفَ الحُضورِ
جَنُوبَ السُّؤالِ شَمَالَ التَّرنُّحِ
تحتَ الفَجْوَةِ بعدَ الفُنونِ/
…
أنا الحُرُّ الأبيضُ المُتحرِّكُ
المُتحوِّلُ سُيولةَ غَوْصٍ
رُطوبةَ عبَقٍ
المُزيِّنُ صخرةَ الضِّدِّيَّةِ
راقصةً عليها
حُوريَّةُ الدَّلافينِ الأَجْرَأُ.
…
حصاراً تغلغلَ انكشافاً
اكتظاظاً غنائيَّاً أوِ انقضاضاً
برسْمِ الذَّاتِ المائيَّةِ
وانفضاضِ هَيْبَةِ الدُّوَلِ
بأوهامِ البَلاغاتِ تهديداً
وتَثقيبِ أوراقِ تُوتِ العَراءِ
وعندها؛
بجَلالِ كُلِّ مَعركةٍ
تخونُها مَوانئُها الحميميَّةُ.
…
/ها جِهاتي تتمدَّدُ
أو تتبخَّرُ..
روافدَ مُجنَّحةً
على مُنحدَرِ الخَلاصِ المُستحيلِ/
…
لا اقتباسٌ، ولا مُحاكاةٌ
؛ بلِ اختبارُ نارٍ
ومَهاوِي رِهَانٍ طَليقٍ
أو تَسرِيبُ أوطانٍ تَهجِسُ
انبثاقَ دُوَّاراتٍ
على نَفْيِ تيَّارٍ
أودَى بمُريديهِ جَفافاً.
…
نافذةٌ تُطِلُّ عليَّ
كأنَّها استعاراتي مَعكوسةً
أنا الحُرُّ الأبيضُ المُتوسِّطُ
لا ترسيمَ صَمْتٍ في سِيَاطٍ
ولا مِرساةَ انغرَستْ
في حقلِ فزَّاعةٍ.
…
رَغوتِي تَهجُو حُدودَها
وهَديرُ سُفني اختلافٌ
أشرعةٌ هُنَّ بناتُ الشَّغفِ
أو رُبَّما تشبيكُ الغُيومِ بقصيدةٍ
شالاتٍ شالاتٍ
؛ فضاءَ انعتاقٍ
ومزيجَ فُصولٍ تتجدَّدُ
كخَمرةٍ تخلُقُ ما تشاءُ
ولا تُحَازُ في حبكَةٍ باليةٍ أبداً.
*شاعر وناقد سوري