حتى لا ننكسر

د. ابتهال الخطيب مواكبة للثورة التكنولوجية، ستحتاج من البشرية إلى ثورة تعليمية، إلى تغيير كامل وشامل لفلسفة التعليم في عمقها: أهدافها، أساليبها، المخرجات المتوقعة منها، طرق التقييم فيها، وحتى «الميزانسان» أو المحيط أو الوسط الذي ستتم فيه هذه العملية التعليمية. لقد تغيرت الدنيا كثيراً


كنت في جِنين

إبراهيم نصر الله كنت الأيام الماضية في فلسطين، بعد سبع سنوات، بعد محاولات كثيرة فشلت في الحصول على تصريح زيارة. بعد عشر محاولات فاشلة نجحت المحاولة الأخيرة؛ ولأن نجاحها لم يكن متوقعاً قط، فإنني ذهبت إلى إيطاليا لتقديم قراءتين شعريتين من ديوان «مرايا الملائكة» الذي ترجمه إلى الإيطالية


«الأدبية» في مواجهة «المجتمعية» المسطَّحة

واسيني الأعرج كثيراً ما نغرق فيما نظنه مسلمة وهو ليس كذلك. ويحتاج الأمر إلى سجالية أعمق تعيد تنضيد الأشياء التي مررنا عليها مرور الكرام من جديد، بحثاً عن حقيقة ثقافية تظل غائبة. الرواية «أدب» وليست شيئاً آخر مهما تقاطعت مع ما ليس أدباً، وخارج جنسها. لا اختلاف في ذلك، بل هذا ما يجب الد


بين المهزلة والمأساة هل يعيش لبنان مهزلة أم مأساة؟ وما هي الحدود التي تفصل بينهما؟

لو لم أكن مقيماً في بيروت، وسط الخراب المادي والروحي والأخلاقي الذي حوّل حياتنا إلى جحيم، لحدثتكم عن مسرحية هزلية تثير الضحك، جميع أبطالها يلبسون الأقنعة وعنوانها: «الكراسي المخلّعة»، وهي تدور في أروقة المجلس النيابي اللبناني وسط ضجيج إعلامي صاخب. وفي المقابل، أنا كغيري من المقيمين وس


النشيد الوطني بين الجزائر وفرنسا

صبحي حديدي لعلها دوافع متعددة متشعبة، داخلية وخارجية، تلك التي حدت بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى إصدار مرسوم رئاسي يحدّد ظروف وشروط أداء النشيد الوطني الجزائري، ويعدّل بالتالي ما كان يقضي به مرسوم 1986 حول «الأداء الكامل أو الجزئي» للنشيد؛ الأمر الذي بات يُلزم بإدراج الفقرة الث


فلسطين في القلب… دائماً

غادة السمان لن أشفى يوماً من لعنة الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين وغضبي الشديد لذلك، وكلما قرأت خبراً في بعض الصحف العربية (كهذا المنبر) عن قتل الجنود الإسرائيليين حتى للفتيان الفلسطينيين بذرائع مختلفة أشعر بالغضب العاجز عن تغيير واقع الحال والاحتجاج على ذلك، بالأبجدية على الأقل. وكعربية، من واجب


«الموضة» يصنعها الأقوياء…

سهيل كيوان التفتُّ إلى زوجتي وهي منهمكة في كيِّ الملابس وسألتها: كم يستغرقك من الوقت لكي ملابس لأربعة أنفار؟ حسَبَتها، وقالت أحتاج تقريبًا إلى ثلاث ساعات في الأسبوع! حسبتُ على جهاز الهاتف وذهلت: هل تعلمين أنك تقضين حوالي عامًا ونصف عام من عمرك في كيّ الملابس، وحوالي ثلاث سنوات من الفترة التي تك


كوجيتو العاشق العربي «أنا أحب إذن أنا مكروه»

واسيني الأعرج قد يبدو هذا الكوجيتو غريباً للغاية في عالم ارتقت فيه العواطف الإنسانية وتحررت من قيودها الضاغطة لدرجة الابتذال أحياناً، حيث أصبح الجسد سلعة تسوقها الدعاية الإعلامية بمختلف الأشكال. عندما صدر كتاب غادة السمان عن مراسلاتها مع غسان كنفاني، وبغض النظر عن حقها من عدمه، في نشر رسائل كنفان


أزرقُ الحلم في بيروت

الياس خوري لم أصدق عينيّ حين رأيتهم في الملعب الأخضر في الجامعة الأميركية في بيروت، مساء يوم الجمعة 9 حزيران- يونيو 2023. كانوا يقفون كأنهم أمام مصوّر فوتوغرافي يستعد لأخذ صورة تذكارية لهم. من أين أتوا؟ وماذا يريدون؟ وقفتُ على المنصة وأمامي ورقة كتبت فيها كلمتي القصيرة في حفل التخرج، كما طُلب م


نازك الملائكة: نزوع الحديث وسطوة القديم

صبحي حديدي يندر أن يثور خلاف حول مكانة الشاعرة العراقية الراحلة نازك الملائكة (1923-2007)، خلال العقود الأبكر من الحركة الشعرية الحداثية التي ستُصنّف تحت تسمية «الشعر الحرّ» بصفة عامّة، وكذلك ضمن الأدوار والتأثيرات الأضيق للشاعرات العربيات النساء بصفة خاصّة. وسواء اتفق المرء مع الملا


الموت اغتال موهبتهم باكراً

غادة السمان كعادته، يختار الأديب الأردني أحمد العلاونة موضوعاً جذاباً لكتبه وكتابه الأخير «بين الموهبة والموت» ـ منشورات المجلة العربية الرياض ـ الكتاب الشهري ـ رئيس التحرير: محمد بن عبد الله السيف. هذا الكتاب الذي صدر مؤخراً لأحمد العلاونة يستحق الكتابة عنه، فهو يتحدث عن عشرات المبدع


حيواتنا الخاصة العلنية

د. ابتهال الخطيب تخرج حياة المشاهير للعلن في هذا الزمن بإرادتهم، لا على الرغم منها كما كان يحدث في أزمنة ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي، ليتحابوا ويتنزهوا ويتعاركوا ويتصالحوا أمام المجتمع بأكمله، ولتصبح حيواتهم بما فيها من تفاصيل خاصة ومحرجة ولطيفة وثقيلة وخطيرة كلها مشاعاً للناس ومادة لصنع المال


السفاحون ومعضلة العثور على الكرسي الهزاز

إبراهيم نصر الله ظهرت مجموعة من الأفلام التي يربط بينها خيط واحد، لممثلين مشهورين ومخرجين لهم إسهاماتهم، إن لم يكن على مستوى الفن فعلى مستوى شباك التذاكر، وباتت هذه الأفلام تشكل محوراً أساساً في السينما الأمريكية لفرط تكرار معالجاتها بصيغ مختلفة، لموضوع واحد؛ ونقصد بهذه الظاهرة ما يمكن أن نطلق عل


قلق الكتابة وسلطانها

واسيني الأعرج تطرح مسألة الكتابة بوصفها انشغالا حيويا يمس حيواتنا في الجوهر. فهي رابطنا الروحي مع أنفسنا ومع ما يحيط بنا. ليست كمالية من الكماليات التي تأتي مثل الكرزة على الكعكة. لا ندري حقيقة كيف كان سيكون عالمنا بلا كتابة؟ أي عالم بلا تخييل ولا خروج من دائرة اليومي القلق والجامد. عالم التسطيحا


النظام يُدمِّر الدولة

الياس خوري يعيش لبنان، وسط حمى المشكلة الرئاسية المستعصية، مرحلة مفصلية من انقضاض النظام السياسي-الاقتصادي على الدولة بهدف تدميرها، فالدولة كفكرة وممارسة سياسية كانت دائماً أكثر ضعفاً من النظام، غير أننا نشهد اليوم ذروة تفكك الدولة أمام الانهيار الاقتصادي وفي ظل استقطاب طائفي شامل يحاصر معركة رئا


قنّاصو أورويل: الوقائع كما الطلقات

صبحي حديدي كانت الساعة تشير إلى الخامسة من صباح ربيعي مشمس، يوم 20 أيار (مايو) 1937؛ حين تجاهل جورج تنبيهات رفاقه المقاتلين المتطوعين لنصرة الجمهوريين، خلال الحرب الأهلية التي شهدتها إسبانيا أشهر تموز (يوليو) 1936 وحتى نيسان (أبريل) 1939. ولقد خرج بكامل جسمه من المتراس وأشعل لفافة تبغ، فعاجله قنّ


وداعاً يا سلمى

غادة السمان أحزنني خبر وفاة الأديبة الفلسطينية سلمى الخضراء الجيوسي. وفي الوقت ذاته سخرت من نفسي، فقد توفيت سلمى عن عمر يناهز 95 سنة. فهل أريد أن يعيش المبدعون قرناً أو قرنين؟ تعرفت إلى سلمى في لندن، وكانت توضب أطروحتها للدكتوراه في الأدب العربي في جامعة لندن. وكنت أفعل الشيء ذاته كما كنت مقيمة


بحر العباءات

د. ابتهال الخطيب تركت وفاة عميد عائلة والدتي، أخوها الأكبر، أثراً عميقاً في نفسي على الرغم من أنني لم أكن مقربة كثيراً من خالي رحمه الله، كما أن هذا ليس أول فقد «من الدرجة القريبة» يمر على حياتي؛ فقبلها فقدت طاقم الأجداد والجدات رحمهم الله، والبعض العزيز من الأقارب والأصدقاء والمعارف








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي