خضراوات هاني الراهب

صبحي حديدي في هذا العام الحالي، 2023، تكون 30 سنة قد انقضت على منعطف فارق في مسيرة الروائي السوري الكبير هاني الراهب (1939- 2000)؛ تمثّل في كتابة أربعة أعمال سردية، دفعة واحدة تقريباً، ذات عناوين تحمل مفردة مشتركة: “خضراء كالحقول”، “خضراء كالمستنقعات”، “خضراء كالبحار


كابوس جماعي للشعب اللبناني

غادة السمان الحلم هو الحرية الوحيدة المطلقة في العالم، أما الكتب عن تفسير الأحلام فكثيرة، لكنني أعتقد أن بوسع (الحالم) وحده تفسير حلمه. ما من حرية في حياتنا تشبه الحلم. الأسير الفلسطيني في سجون إسرائيل يستطيع أن يحلم بأنه خارج سجنه يعيش حياة أخرى، وحين يستيقظ يعي أنه مازال حيث هو، وأنه غادر سجنه


فساد خفي

د. ابتهال الخطيب ممارسات فاسدة صغيرة يومية، ممارسات لربما غير محسوسة بشكل مباشر، إلا أنها في تجمعها وتكومها اليومي تصنع هرماً كريه الرائحة، تبني سداً صلداً قبيحاً أمام التقدم المدني والتطور الإنساني. في زيارتي الأخيرة لمصر لاحظت ترسب هذه الممارسات اليومية تماماً كما ألاحظ ترسبها في الكويت، تختلف


آخر الأوائل… في وداع سلمى الخضراء الجيوسي

إبراهيم نصر الله كان لروايتي الأولى «براري الحُمّى» الفضل في ذلك اللقاء الذي جمعني بالدكتورة سلمى الخضراء الجيوسي عام 1986، إذ أرسلتْ إليّ رسالة تقول فيها إنها أعدّت حقيبتها على عجل مسافرة إلى يوغسلافيا، وهناك عندما فتحتها، بعد وصولها، وجدت نسختين من هذه الرواية، فاعتبرت الأمر علامة.


«سُوسْطارَة»… الحَفْر في عوالم الظلّ المنسيّة

واسيني الأعرج صدرت رواية «سوسطارة» في سنة 2019 عن دار خيال للنشر، للروائية حنان بوخلالة، الإعلامية والأستاذة. 132 صفحة مركزة جداً، بلغة حادة كالشفر وناعمة كالريشة. للأسف، الظروف ظلمت هذه الرواية؛ فقد صدرت مع بداية كوفيد 19، وفي سنة غنية بالإصدارات الروائية، أكثر من 300 رواية، مما جعل


انتقام العسكر من التاريخ

الياس خوري استطاع الطيب الصالح أن يختصر السودان في الوعي العربي من خلال رواياته، وخصوصاً في عمليه الكبيرين: «موسم الهجرة إلى الشمال»، «وعرس الزين». مأساة مصطفى سعيد ونهايته الفاجعة غريقاً في النيل، شكلت مرآة لمجنون القرية «الزين» وحكايات عرسه، بحيث أدخل الروائي


سلمى الخضراء الجيوسي: نقاش الشعر والنثر

صبحي حديدي لدى أية مناقشة تتناول ما خلّفته سلمى الخضراء الجيوسي (1926-2023)، القامة العالية والفريدة التي غادرت عالمنا مؤخراً، من منجز في ميدان نقد الشعر على وجه الخصوص؛ تشدد هذه السطور على جانب رفيع ومتميز، رائد وجسور وبعيد النظر، هو انخراطها في نقاش الشعر والنثر. وكانت الراحلة في عداد حفنة من د


متى الكتاب عن الجامع العربي؟

غادة السمان في غارتي الأسبوعية على المكتبات الباريسية في باريس لفتني كتاب بالفرنسية بعنوان «باريس وكنائسها»، ولاحظت أن الكنائس كثيرة ولم أكن أدري بذلك ولا أعرف منها غير كاتدرائية نوتردام التي احترقت منذ أعوام ويتم تصليحها، ولعلي أعرف عنها عبر عمل أدبي ثم صار مسرحية غنائية. كما أعرف كب


في الضغائن وخيبات الأمل

د. ابتهال الخطيب تنطوي الصفحات أحياناً دون أن نشعر، تُغلق أبواب وتُعلن نهايات ونحن بعد، بكل سذاجة، نتصادم والأبواب ظناً أنها ستنفرج، ونستمر في «المشي» في القصة غير قادرين على تصديق نهايتها التي حلت قبل الأوان. لربما ينطوي قِصر عمر الإنسان، المحدد تقريباً بمعدل ثمانين سنة، على جانب رحي


تطوّر الحركة الشِّعرية في الداخل الفلسطيني للدُّكتور نبيه القاسم

سهيل كيوان يقول أستاذ الأدب العربي في جامعة حيفا أ. الناقد إبراهيم طه في كتابه «نبيه القاسم رائد النقد الواقعي الفلسطيني»: «نبيه القاسم آخر النُقّاد في الجيل الأول، وأوّل واحد من نقاد الجيل الثاني، الذين قدَّموا ما لم يقدمه أحدٌ قبلهم، بدأ الكتابة في مرحلة كانت حركتنا الأدبية في


شجن الكتابة وقسوة اللغة

واسيني الأعرج قناعتي المتجذرة التي اكتسبتها من رحلتي الإبداعية في الحياة، والروائية تحديداً، هي أن كل عمل روائي هو في النهاية ورشة عمل واسعة ومعقدة ومتشابكة جداً، لا تفتح لكي تغلق ولكن لتستمر في الزمان والمكان. فهي جهد مستمر، وتفكير لا يتوقف حتى يسدل الستار على المشروع الذي يبدأ بخربشات وتخطيطات


براءة الطفولة وحكمة الشعر

الياس خوري «قلت في سري: لو نرمي في سماء لبنان مليون عصفور من أجل أن يمارس الصيادون اللبنانيون غريزة القتل، ويجنبوننا المجزرة». هكذا رأت ايتيل عدنان بيروت بعيون العصافير، لكن الصيادين قتلوا العصافير بينما استمرت المجزرة. «ست ماري روز» ليست فقط إحدى أوائل الروايات التي تعا


السيد إمام وإيهاب حسن: قواسم مصر

صبحي حديدي للكاتب والمترجم المصري السيد إمام (1945-2023) تدين الثقافة العربية المعاصرة بالكثير، كمّاً وكيفاً وتنوّعاً من جهة أولى؛ ثمّ الالتزام بمنهجية صارمة في إنتاج ترجمات تنتمي إلى التيارات الأكثر عصرية وقدرة على إثارة السجالات البناءة، فضلاً عن هويتها الطليعية أو حتى التقدمية، من جهة ثانية. و


تلك الحاسة المنسية

غادة السمان أقرأ باستمرار في الصحف عن اختراعات تساعد الإنسان على ترك التدخين بعدما لم يعد مدى الأذى الذي يسببه للمدخن (على صحته) سراً. ولأنني لست مدخنة (والحمد لله) أقرأ بفضول عن (الابتكارات) والاختراعات الجديدة التي تساعد المدخن على التوقف عن تعاطي ذلك (السم) المدعو بالسيجارة. وهكذا قرأت عن السي


نريد حلاً للحل

د. ابتهال الخطيب يقول محمد تيسير في مقال له على موقع رصيف 22 بعنوان «نحن والتطرف» إنه «وإلى يومنا هذا، ما زالت النظرة الكلاسيكية إلى الدين هي ذاتها، بل إن تراكم الأزمات والانتكاسات زاد من الأمر تعقيداً، وأظهر حالات غريبةً كـ «مجاهدي السوشال ميديا» الذين يجدون قيمة ال


وليد الدّقة: أدب الحريّة والمقاومة بالجمال

إبراهيم نصر الله سبق لي أن تشرفت بتقديم عدد من الروايات والمجموعات الشعرية لأسرى يقاومون بجمال إبداعهم، وأشرت إلى أن كتابات الأسرى تؤكد حكمة جداتهم وأجدادهم الذين قالوا «باب السجن ما بِتْسَكَّر» وهم ينتجون أعمالاً يتجاوزون بها القضبان، ويبلغون بها ومعها أفق حريتهم. تضيف كتابة الأسرى،


«ليت يدي قطعت من ها هنا ولم أكتب حرفاً»

واسيني الأعرج جملة قاسية، قالها أبو حيان التوحيدي، نقلاً عن معلمه الكبير سفيان الثوري الذي مزق كتبه إلى ألف جزء وطيَّرها في الريح قبل أن يحرق كتبه ومخطوطاته ويمحو في الماء ما استعصى على النار. يبدو المشهد مؤذياً، فمن أحرق كتبه كأنه أحرق لحمه وأشعل ناراً في الذاكرة. ومع ذلك، لم يتوان أبو حيان لحظة


حين تمتزج الحياة بالموت

الياس خوري وجد شلومو نيئمان، رئيس مجلس المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، الكلمة الملائمة من أجل وصف ممارسات الاحتلال الإسرائيلي. فقد طالب «بقتل أمل الفلسطينيين»، رداً على عملية الغور الفدائية. بالنسبة لغُلاة المستوطنين الذين يعيثون في الأرض خراباً، لم يعد قتل الفلسطينيين كافياً، بل








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي