
باسم النبريص لا شيءَ غير معقول، أكبر من الموت. أظنّ، وكلّ ظنّي وَهْمٌ، أنْ لو استيقظَ الميت في قبره، لأمضى، ممضوضاً، أبدَه العدَمِيّ اللانهائي، في حالٍ من نفس القماشة: الهذيان اللانهائي! مع أنَّ موته، بداهة، هو منطقٌ وعقلٌ خالصان، وضمنَ ما تواضعت عليه سُننُ الكون وقوانين الطبيعة. الموت هو صدمة ا
صبحي حديدي في أي موسوعة، مبسطة أو متخصصة، سوف تكون عشرات الأسماء أمام الباحث عن تأثيرات «ألف ليلة ولية» في الآداب العالمية: نجيب محفوظ، الطيب صالح، أحمد إبراهيم الفقيه، عبد الكبير الخطيبي، الياس خوري، ليلى صبار، واسيني الأعرج، على سبيل الأمثلة العربية؛ ثمّ أمثال غوته، بوشكين، تولستوي،
غادة السمان تمتزج الأحلام أحياناً بالواقع.. ولا ندري متى يبدأ الحلم وتنتهي الحقيقة. حلمت البارحة بأنني أتسلق جبل قاسيون المطل على دمشق وأنني أنا التي حفرت على صخرتها عند المنعطف الذاهب إلى بيروت عبارة «اذكريني»، حين استيقظت تذكرت أن هذه العبارة المحفورة على صخرة حقيقية. في الحلم كنت أ
د. ابتهال الخطيب لكل أيديولوجية تطرفاتها بلا شك، لكنها واحدة من أعجوبات هذا الزمن حين أخذ اليمين المتطرف يبدو أكثر اعتدالاً ومنطقية، وهو بطبيعته ليس كذلك مطلقاً، استغلالاً للموجة الحقوقية الصاعدة التي فلتت مفاهيمها من كل الأطر التنظيمية التي يستطيع البشر التحرك من خلالها. إن مساءلة وتحدي الأطر ال
إبراهيم نصر الله حكاية البقرات الخمس الحُمْر التي انشغلت بها وسائل الإعلام الصهيونية؛ البقرات القادمة على متن طائرة خاصة، والتي حظيت باستقبال رسمي، البقرات التي يتمثّل العثور عليها من أجل ذبح واحدة منها، أو ربما كلها، إن كانت درجة احمرارها مطابقة لخرافة «كيان الشريعة اليهودية» المخترع
واسيني الأعرج هل سيكون عصرنا هو عصر نهاية الأدب، أي موت مختلف التعبيرات نظراً لعدم جدواها في عالم أصبح محكوماً بسلسلة من الأرقام والمعادلات الرياضية والقوة، أم هو عصر نهاية الإنسان بكل بساطة في ظل ما يتهدده من مخاطر لا وسيلة تردعها؟ لم تعد النهايات بعيدة كما في المناخات التي سبقت الحربين العالميت
صبحي حديدي ليس هنا المقام المناسب لأيّ مقدار من الإسهاب في شرح «نزعة الإيقاظ»، أو «الصحوة»، أو الـWokeism في الأصل الإنكليزي؛ ذلك المصطلح الذي عاد إلى البروز بقوّة في الولايات المتحدة ابتداء من سنة 2010، وتبلور أكثر على خلفية احتجاجات فيرغسون سنة 2014 وما ترافق معها من صعو
غادة السمان أعترف أنني شعرت بالغيرة من الأسلوب الراقي الذي احتفلت به فرنسا بمناسبة عيدها الوطني السنوي الذي يصادف كل عام يوم 14 تموز/ يوليو. لا صخب ولا تظاهرات، بل فرقة موسيقية راقية أمام برج إيفل.. اختار ستيفان برن المثقف أفضل لاعبي البيانو والكمنجة وبقية الآلات الموسيقية في العالم، كما اختار أ
د. ابتهال الخطيب كانت نظريات النقد النسوي والتعددية الجندرية، تحديداً، هي أحد أهم و«أجدد» روافد الدراسات الإنسانية إبان تسعينيات القرن الماضي حين كنت أنا طالبة دراسات عليا. أسرتني هذه الدراسات تماماً، أولاً بحكم أنني أنثى مولودة في عالم ذكوري المنحى، وهذه وضعية تخلق نسوية فطرية في كل
سهيل كيوان كثيراً ما نستعمل كلمة شادِر، خصوصاً في المناسبات التي يجتمع فيها عددٌ كبير من الناس أمام البيت، وذلك لحمايتهم من أشعة الشَّمس أو من المَطر، وهذا يحدث عموماً في حالات الزَّفاف أو المآتم. هنا يلزمُ شادر، أين نجد شادراً، أحضروا شادراً وانصبوه، قد نجد شادراً عند فلان أو علّان… هل ه
واسيني الأعرج هل حقيقة، تنهض الكتابة بوصفها الوطن الأبقى لأنها تنشأ خارج مدارات الكائنات الحية؟ تأكدت بعد أربعين سنة من حرفة الكتابة، أن الموت الذي ينهي صاحبها جسديا، لا يمسها لا بالشيخوخة ولا بالموت. وفاء القارئ في هذا كبير وحاسم. فالقارئ ليس كيانا ضافيا، وليس تكملة لمشهد يصنعه الكاتب، فهو فاعل
الياس خوري في 25 و26 حزيران / يونيو الماضي، شاركتُ في ندوة نظمها منتدى كرايسكي في فيينا، وكانت حول «لاهوت التحرير الفلسطيني». الورقة الصغيرة التي قدّمتُها تمحورت حول نتاج المطران جورج خضر حيث أطلقتُ على كتابه «فلسطين المستعادة» صفة لاهوت الحرية. بالطبع هذه المداخلة الصغيرة
صبحي حديدي منذ سنة 2012، ومن العاصمة البريطانية لندن، تواصل «جوائز الكتاب الفلسطيني» PBA تثمين المؤلفات الأفضل في اللغة الإنكليزية حول فلسطين، في فروع الإبداع والسيرة الذاتية والدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب الترجمة في هذه الحقول وسواها. وقد حدث، مراراً في الواقع،
غادة السمان منذ أيام، ذهبت إلى القنصلية اللبنانية في باريس لتجديد جواز سفري، فوجئت بمدى لطف العاملين هناك وتعاونهم مع ذوي الحاجات، ولن أذكر اسم الموظفة التي ساعدتني، بل وقامت عني بما كان ينبغي أن أقوم به، مثل (الفوتوكوبي) أي صورة عن بعض الوثائق. وكان من واجبي أن أقوم بها وأحضرها معي إلى القنصلية.
د. ابتهال الخطيب حين تقدم أحدهم لخطبة ابنة إحدى القريبات، أخبرتنا أن أحد أهم الأسئلة التي دارت الأسرة بها بين معارف المُتَقَدِّم كانت حول ما إذا كان ملتزماً بالصلاة. تعجبت من أولوية هذا السؤال بالنسبة لها، فعلى الرغم من تفهمي لرغبة الأسرة المتدينة في نسب رجل متدين كذلك، إلا أن السؤال حول إقامة ال
إبراهيم نصر الله ينظر قائد مجموعة هجوم الطائرات العمودية العملاقة بعينه المجرّدة إلى أعظم شجرة تظهر في فيلم «أفاتار»، الجزء الأول، يشهق، ويهمس لنفسه ولمن على جانبيه من جنود: يا لها من شجرة كبيرة لعينة! أما الشجرة المقصودة، فهي تلك التي يطلق عليها شعب كوكب باندورا اسم «الشجرة ال
واسيني الأعرج ما كُتب عن كونديرا صاحب البساطة المدهشة La simplicité géniale، بعد وفاته، كثير، وكثير جداً. لدرجة أنه لم يُترك مديح إلا وطاله، وهو أمر طبيعي، فالرجل الذي ترجم إلى أربعين لغة، عظيم، وعالمي، ومد البشرية بأجمل النصوص وأكثرها عمقاً وسخرية من عالم يسير نحو حتفه. فقد رفض الظ
الياس خوري يشبه البحر امرأة غائبة. لا يشبه البحر إلا وجهها الغائب في البعيد والبحر يمتد، الأزرق، الأخضر، الرمادي، الفاتح، الغامق، الألوان تختلط بالألوان، والعيون تختلط بالعيون. وهي تمتد على مساحة البحر، وصوتها البعيد يأتي ضاحكاً. ينكسر الموج فيه ويعل. والوعود تنحني على الوعود. يشبه البحر غيابها،