نادية هناوي
صدر حديثا للباحثة نادية هناوي كتاب جديد بعنوان (أقلمة سرد الحيوان) عن مؤسسة أبجد للنشر والتوزيع والترجمة. ويشتمل الكتاب البالغة صفحاته أربعمئة صفحة من القطع المتوسط على سبعة فصول تدور موضوعاتها حول سردية الحيوان والمتخيل الحيواني. وتصب أطروحة الكتاب في باب دراسات الأقلمة والتعدد الاختصاصي، التي لاقت في مفتتح هذا القرن اهتماما، وأحرزت تقدما معرفيا فتح أمام النقد الأدبي آفاقا جديدة للاستزادة العلمية. ومن ذلك علم سرد الحيوان، تقول المؤلفة (يختص الكتاب بمركزة النظر البحثي حول الحيوان، بقصد مقاربته مقاربة تتعدى حدود الأنسنة إلى ما هو أوسع من ذلك بكثير مما يتعلق بماهية الحيوان ووظائفه وأدواره وحقوقه، وما على الإنسان من مسؤولية في الإقرار بتلك الحقوق واحترامها).
وتؤكد المؤلفة أن المدرسة الأنكلوأمريكية لم تتبن التنظير لعلم سرد الحيوان، إلا انطلاقا من سعيها إلى المغالبة في مجال النقد الأدبي، بالاستناد أيضا إلى الفلسفة التحليلية والفكر البراغماتي. فكان هذا العلم الجديد واحدا من الأمثلة على تقديم طروحات جديدة في مجال النظر إلى الإنسان عامة وتطوير النظرية السردية خاصة، اعتمادا على ما للحيوان من أدوار وفعاليات عقلية واعية وغير واعية، سواء على مستوى الواقع الحياتي في ما تتألف منه استجاباته الحركية من ردود فعل عاطفية، وما تتركب منه أفعاله من أبعاد معقولة وغير معقولة، أو على المستوى السردي في ما ينتجه عقل الشخصية الحيوانية من عمليات تحمل وجهات نظر مختلفة، بعضها يتخطى المنطق والزمن. وتلفت المؤلفة النظر إلى أن علم سرد الحيوان إنما هو جزء من علم السرد غير الطبيعي ويندرج ضمن فنون الأدب المماثلة، التي تحاكي الواقع المعيش برؤى غير منطقية.
وفي مضمار فلسفة التجنيس، صدر لنادية هناوي كتاب آخر جديد بعنوان (العبور الأجناسي الأشكال – الأنواع – القضايا) وتقوم فكرته على (التأصيل المفاهيمي لنظرية العبور الأجناسي بكل ما يعنيه التأصيل من نظر فكري وتمحيص علمي، يوسِّع آفاق النقد الأدبي، ويعمِّق أغواره ويجدد مساراته.) وترى المؤلفة أن جوهر قضية التجنيس الأدبي أنها قوالب، ولا يمكن الحديث عن أي قالب إلا في جوهر ما يعنيه الثبات من القدرة على الضم والاحتواء من الداخل والخارج. وهذا ما يجعل لقضية التجنيس أهميةً من جانب، وتعقيدا من جانب آخر. وتؤكد أنه بسبب ذلك كله حاول بعض المنظرين إلغاء التجنيس بالكامل، أو القول بنفي النقاء عن الأجناس الأدبية.
يتوزع الكتاب بين بابين؛ يختص الباب الأول بعبور أجناس (الرواية والقصة القصيرة والمقالة) على أشكال وأنواع وأجناس معينة، ويختص الباب الثاني بقضايا العبور الأجناسي، وما كان قد تمخض عن البحث والتنظير في الأجناس العابرة من مسائل وفرضيات، سعى الكتاب إلى التعمق فيها وفك ما فيها من اشتباكات والتباسات.