تَخَيُّلَاتُ اِمْرَأَةٍ وَمِرْآةْ

2024-08-06

خالد الحلّي

مرآةٌ في غُرْفَةِ فُنْدُقْ

تُبْصِرُ أشخاصاً تَجْهلُهُمْ

لا تدري مِنْ أينَ أَتَوها

أو مِنْ أينَ يجيئونْ

لا تعرفُ مَقْصَدَهُمْ

أو كَمْ سيُقِيمُونْ

***

مُنْذُ سِنِينٍ

كانَتْ عاملَةٌ في الفُنْدُقِ

تأتي عِنْدَ الظُّهْرِ

ولا تَدْرِي

مَنْ سَكَنَ الغُرْفَةَ، أو يَسْكُنُها

لكِنَّ المِرآةْ

تبقى صامتةً تُبْصِرُ ما يجري

عاملَةُ الفُنْدُقِ تَرْقَبُها

تمضي الأيّامُ فتَعْشَقُها

تَتَمَرّى فيها، تَسْأَلُها

عمّا رَصَدَتْ في ماضِيها،

أو حاضِرِها

والمرآةْ

تبقى صامتةً

صَمْتَ الأمواتْ

***

يَئِسَتْ عاملَةُ الفُنْدُقِ، قالتْ

إنّ المرآةْ

لا تُسْمِعُنِي

ما يُفْرِحُنِي

فلماذا لا أتخيّلُ وحدي

أشياءً ممّا شَهِدَتْ

بَدَأَتْ تَتَوَهّمُ أحْلاماً

وتُطَرِّزُ أوْهاماً

تتخيّلُ شيئاً ممّا عَرَفَتْ

لكِنْ فَشَلَتْ

والمرآةْ

ضَحِكَتْ، ضَحِكَتْ، ضَحِكَتْ…

صَرَخَتْ، ثُمَّ بَكَتْ

شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي