المسلمون بولاية أمريكية يخشون 4 أعوام جديدة تحت رئاسة ترامب

2020-10-30

يتوقع غالبية سكان مقاطعة ليهاي فالي الأمريكية، إحدى المقاطعات القليلة شرقي ولاية بنسلفانيا التي أفلتت من اكتساح الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، استمرار رئاسة ترامب لفترةٍ أخرى، ويعتبرون ذلك أمراً وارد الحدوث، بعد أن تحولت العديد من القرى إلى معاقل للجمهوريين، كما يرى سكَّان البلدة من المسلمين، فإنَّهم لا يرون ما يكفي لتوقُّع أن تسير هذه الانتخابات المقبلة بشكلٍ مختلف.

وفق تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإنه مع أنَّ مدينة ألينتاون، التي كانت يوماً مركزاً للصناعة قرب حدود ولاية نيوجيرسي، أبقَت على انتمائها للحزب الديمقراطي طوال 20 عاماً، إلا أنَّ كثيراً من البلدات المجاورة -ومن بينها باكس وسكولكيل وكاربون- أصبحت من معاقل الحزب الجمهوري.

وضع غير مريح

يقول حسن باتس (45 عاماً)، متحدثاً إلى موقع Middle East Eye البريطاني: "نحن نعيش زمناً متقلباً، إذ يسود جوٌّ من الكراهية والعنف في الأجواء، وأنا قلِقٌ بحق إزاء ثقافة العداء المنتشرة في المقاطعة.

أيقَظ الرئيس ترامب شيئًا ما في الناس وجعل سيادة الكراهية أمراً مقبولاً، بينما الأهم بالنسبة لي هو أن يهُبّ الناس ويتَّحدوا في سبيل الإنسانية والتعاطف بين الناس".

مثله مثل عديدٍ من المسلمين المقيمين بالمقاطعة التي تُعَد نقطة محورية في السباق الرئاسي على البيت الأبيض، قال المدير التنفيذي لمنظمة Promise Neighbourhoods غير الهادفة للربح -متحدثاً بصفته الشخصية فقط- إنَّه يأمل أن يخسر ترامب الانتخابات، لكنَّه أضاف أنَّ الخوف الذي يستشعره سكَّان المنطقة يتعدَّى شخص الرئيس.

كما طرح باتس سؤالاً تقريرياً، قائلاً: "إنَّ الأمر متعلق بمَن انتخبوه. ليس ترامب سوى رجلٍ واحد. وحتى لو رحل هو عن الحُكم، فماذا عمَّن أيدوه؟".

سياسات ترامب

منذ تولّيه منصب رئاسة الولايات المتحدة أقرّ ترامب نُسخاً مختلفة من قرار حظرٍ للسفر القادم من عددٍ من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وأشرف على حدوث

موضوع يهمك : جيل بايدن تخبر العرب الأمريكيين في ديربورن أنه سيكون لهم 'مقعد على الطاولة'

بعضٍ من أسوأ الإساءات التي تعرَّض لها المهاجرون واللاجئون على الحدود الأمريكية-المكسيكية، وحاول تشويه سمعة عضوة مجلس النوَّاب الأمريكي المسلمة إلهان عمر، ومعها آخرون، وقوَّى شوكة الحركات المُنادية بسيادة العِرق الأبيض ورفض أن يدينها.

سارة بايج، وهي طالبة من بلدة ألينتاون (20 عاماً)، تقول إن "أكثر ما صعقني في تصرُّفاته هو كراهيته الثابتة للنساء وتعليقاته العدائية تجاههن. هذا أمرٌ لا يمكنني قبوله".

فيما يخصُّ السياسة الخارجية، فقد عقد ترامب وِصال الأخوة بينه وبين حُكامٍ مستبدين مثل الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، فضلاً عن أنَّه محا وجود الفلسطينيين تقريباً في سلسلةٍ من "الصفقات الجديدة" بالشرق الأوسط.

وفي عام 2020، أدَّت إدارته السيئة وتصريحاته المتضاربة خلال أزمة جائحة كوفيد-19، إلى وفاة أكثر من 220 ألف أمريكي، كان أغلبهم من غير البيض.

كذلك شهدت فترته الرئاسية أعلى معدلٍ لجرائم الكراهية بالولايات المتحدة طوال 16 عاماً، وتركت البلاد في حالة تدهورٍ واستقطابٍ شديد بين الجموع

خطر العنصرية

وفقاً لإحصاءٍ سكاني أُجري عام 2018، يعيش في منطقة ليهاي فالي 369 ألف نسمة، منهم 82% من السكان البيض. وفي بلدة ألينتاون، لاح أمام السكَّان من المسلمين وغير البيض خطر التعرُّض لحوادث عنصرية.

 

إذ قالت أماريس ر. (20 عاماً)، وهي طالبة من مدينة ألينتاون وتدرس الآن في ولاية نيوجيرسي: "يمكنني القول إنَّ البلدة صارت أكثر عدائية وإثارةً للرعب من ذي قبل. ليس هذا تطوراً صادماً، لأنَّه باعتباري امرأة سوداء مسلمة، فإنَّ مِثل هذه الاعتداءات الصُغرى لطالما كانت موجودة".

وتُعَد بنسلفانيا جزءاً محورياً في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض، باعتبارها من الولايات المتأرجحة.

وفي عام 2016، فاز ترامب بالتصويت في ولاية بنسلفانيا بفارق تصويت 0.7% من بين 44.292 صوتاً. ويتوقَّع عددٌ من الاستراتيجيين والمحللين أن الفائز بتصويت الولاية في الانتخابات ستصل احتمالات فوزه برئاسة الولايات المتحدة إلى 80%.

انعدام ثقة المسلمين

ومع أنَّ مقاطعات فيلاديلفيا، وبيتسبرغ، وليهاي فالي كانت بين المقاطعات التي فازت بها هيلاري كلينتون في 2016، ويُحتمَل أن تحتفظ هذه المقاطعات بانتمائها الديمقراطي هذه المرة أيضاً، إلَّا أنَّ مسلمي المنطقة البالغ عددهم نحو خمسة آلاف شخص، لا يريدون المخاطرة بأي احتمالات.

ويقول بات: "يسود انعدامٌ للثقة تجاه المسلمين، وتجاه ذوي البشرة السمراء، وتجاه ذوي الأصول اللاتينية. وعندما نقول إنَّنا نتألم، وإنَّنا نواجه تحيُّزاً وتمييزاً في المجتمع، لا يصدّقنا البيض، لأنَّهم ببساطة لم يتعرَّضوا لهذه التجارب".

ومع أنَّ العديد من المسلمين ليسوا متحمسين لرئاسة بايدن المحتملة، إلَّا أنَّه من المتوقع أن يصوّت له معظمهم؛ في محاولةٍ لطرد ترامب من البيت الأبيض.

وقال مالك مطعمٍ مسلم، طلب ألَّا يُفصَح عن هويته، إنَّه يشعر كأنَّه ليس أمامه خيارٌ غير التصويت لصالح بايدن.

وقالت أماريس: "لدي تحفُّظاتٍ إزاء بايدن، لكنَّنا في نظام تصويتٍ بين حزبين؛ وبالتالي فإنَّ للجميع تحفُّظات تجاه من ينوون التصويت لصالحه".

وبالنسبة لمَن يدلون بأصواتهم للمرة الأولى، مثل سارة بايج أو أماريس، فإنَّ إمكانية الإدلاء بأول صوتٍ في حياتهم في سبيل عرقلة مسيرة حركة سيادة العرق الأبيض بدا بالنسبة لهم "شعوراً يصعب تصديقه".

إذ قالت سارة بايج، التي تدرس بجامعة دريكسل في فيلاديلفيا: "سأصاب بخيبة أملٍ شديدة في بلادنا إذا فاز ترامب. سيكون هذا أمراً مختلاً. أعتقد أنَّنا كشباب سنفقد الأمل لدرجةٍ كبيرة إذا ما نصَّبت بلادنا ذاك الرجل رئيساً مرةً أخرى".

ومع ذلك، فإنَّ العديد من أقرانها، وأغلبهم بيض، يؤيدون ترامب.

وعلَّقت أماريس: "يخيفني أن يتبنّ شباب في سنّي بعض هذه الأفكار اليمينية المتطرّفة، رغم أنّنا تلقينا تعليماً مماثلاً".







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي