قراء عرب يناقشون حداثة المسرح التونسي

2020-10-22

المسرح التونسي مرآة للحداثة

الشارقة - بعد إصدارها لعدد من الدراسات المسرحية أطلقت الهيئة العربية للمسرح أخيرا برنامجا شهريا بعنوان “اقرأ كتب الهيئة”، وهو بمثابة دعوة إلى مطالعة كتاب كل شهر على الموقع الإلكتروني للهيئة والتفاعل معه بالتعليق والتعقيب والمساءلة والتنقيب، وبذلك يكوّن ملفا إلكترونيا حول الكتاب من مساهمات وازنة، يتم نشره إلكترونيا في وقت لاحق بعد انتهاء الشهر المحدد.

وقدمت الهيئة هذا الشهر ضمن برنامج “اقرأ كتب الهيئة” كتاب الناقد التونسي عبدالحليم المسعودي “المسرح التونسي.. مساراتُ حداثة”، الصادر عن الهيئة في دورتها العاشرة التي عُقدت في العام 2018 بتونس، والذي يعتبر كاتبه أن المسرح التونسي كان في مساره الحداثي متناسقا مع تجربة تحديث المجتمع.

كتاب "المسرح التونسي.. مساراتُ حداثة"، يترصد معرفيا واجتماعيا وسياسيا نشأة المسرح التونسي وحداثته

ومن بين التفاعل الوارد على الكتاب المنشور إلكترونيا، كتب تحسين يقين “الكتاب تاريخ فكري فني يوضح فعلا مسارات الحداثة، ضمن سياقات المجتمع والحكم في تونس.. إنه كتاب في الفكر والفن، يضيف للمكتبة العربية وللمسرحيين، حيث وضعنا في سياق واضح المعالم لدور المسرح وعلاقاته. ويدلل على ارتباط الفن ومنه المسرح بما حوله من مضامين وتحولات، وأثر ذلك على الحداثة شكلا ومضمونا”.

أما الباحث المغربي الحسين الرحاوي فعلّق بمراجعة كاملة للكتاب، أوضح فيها أنّ القارئ يتأكّد منذ الوهلة الأولى من منسوب النفس الاحتجاجي/ السياسي الذي يطفح به الكتاب؛ هذا الاختيار جاء متساوقا وطبيعة النظرة التي يتبناها الكاتب، فعنده أي تنقيب أو تأريخ للمسرح يبقى منقوصا ما دام لا يضع المعطى السياسي نصب عينيه، للكشف عن أرخبيلات التناقض؛ ومن ثم فالباحث ينتصر للقراءة التي تكافئ بين الموضوعية المعرفية والتاريخية.

واعتبر الرحاوي أن المدخل السياسي مدخل مهم لدراسة التاريخ المسرحي التونسي؛ ما دام هذا المسرح خاضعا طوعا/ قسرا للتقاليد الفرجوية الأوروبية غير الحيادية إطلاقا، كما يراها الدكتور خالد أمين؛ كونها مسنودة بسلطة تدعم خطابا واسعا ومحبوكا للنزعة الاستعمارية، وأنها مارست الاحتواء المادي لأراضي وممتلكات وثقافات وتاريخ شعوب أخرى، فضلا عن هوياتها.

ويأتي كتاب المسعودي، الرابع والأربعين ضمن سلسلة خصصتها الهيئة العربية للمسرح لدراسات تختصّ في المسرح العربي، ويقع في 194صفحة من الحجم المتوسط.

وقسّم المؤلف الكتاب إلى ستة أبواب هي: نفس احتجاجي يستبق “ثورة” ماي 1968، المسرح التونسي سياقات واستحقاقات، مواجهة الأزمات وابتكار البدائل، المسرح التونسي الجديد حالات الميلاد، مسرح التراث، المسرح الخام.

وفيه يرصد تشكل أولى المجموعات المسرحية في تونس في الستينات والتي بدأت بتجربة المسرح الجامعي ثم الفرق المسرحية القارة.

ويقول المسعودي في فيديو توضيحي لمنجزه الفكري نشر على موقع الهيئة، إنه يحاول بهذا الكتاب “التأريخ للحداثة المسرحية” أن يترصد معرفيا واجتماعيا وسياسيا نشأة المسرح التونسي وحداثته، معتبرا أنّ الحديث عن المسرح يعني بالضرورة الحديث عن الدولة الوطنية، ومشروع تحديث الدولة.

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي