الشاعرة سميرة غانم: قصيدة النثر لا تخلو من الموسيقى

2020-09-09

قصيدة النثر حرّرتني

دمشق – لم تتعمد الشاعرة السورية سميرة فاضل غانم تجاهل الشعر الموزون ولكن البوح العفوي عندها جعلها ترتاح لقصيدة النثر التي منحتها مساحة واسعة وتفاعلية مستمرة مع الحياة للإحساس بالآخر وللبحث عن ذاتها.

توضح الشاعرة غانم في حوار معها أنها وجدت نفسها مع قصيدة النثر حرة أكثر وغير مجبرة لتغير بوح روحها العفوي بأي حرف لتعديل التفعيلة، خاصة وأن أجمل ما في الشعر وصول الإحساس الناطق بعفوية مطلقة.

غانم التي تقر بأن لكل نوع من أنواع الشعر جماله ومريديه، تجد أن قصيدة النثر تتسم بالغموض وكثافة الصور الشعرية العميقة والشفافة ودهشة المجاز والرؤية الجديدة للفكرة وخلوها من القافية، فهي غير الخاطرة التي ليس بالضرورة أن تحوي غموض النثر، بل ربما مباشرة الإيضاح حول الفكرة، كما أن هذه القصيدة تختلف عن اليوميات وما فيها من سرد وتوثيق لحدث أكثر منه شعراً.

 

الشعر المحكي ليس أقل قيمة من الفصيح فهو يوقعنا على حافة الدهشة التي لا يمكن صوغها بكلمات الفصحى.

وحول دور الموسيقى في الشعر، تصفها غانم أنها دغدغة للتفاعل مع الكلمات ما يجذب محبي الموزون والتفعيلة، أما قصيدة النثر فلا تخلو منها لكن بتخفف محبب يغني الكلمات داخلنا وبتناغم مع النبض.

الشاعرة غانم التي تتجه لكتابة المحكي تصفه بأنه النوع الأقرب لنا لأنه يحاكينا بلغة نطقنا الأول ولهجة بيوتنا العفوية والأكثر حرية معتبرة أنه ليس بوسعها إنكار أن المحكي يوقعنا على حافة الدهشة أمام بعض الصور التي لا يمكن صوغها بكلمات الفصحى رغم أن البعض لم يعطه حقه كأحد أنواع الشعر التي لا تقل فصاحة عن الشعر الفصيح منوهة بتراث الرحابنة في الشعر المحكي وشعراء القصيدة النبطية الذين أوصلوها لأقصى مدى.

 

وعن إصدارها الأول “ثرثرة شفاه مطبقة” توضح غانم أنه خواطر قصيرة عما يجول في وجدان فتاة شرقية من احتجاج على المجتمع والغدر والرحيل والعشق خلف شفاه الخوف من البوح.

أما إصدارها الثاني فهو ديوان شعر محكي بعنوان “عمر هربان”، وتنوعت قصائده بين بوح عاشقة وأناشيد الغياب وعتب عشاق التراب على زمن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت مع مواويل العتاب وقصائد مغناة.

وجاءت مجموعتها الشعرية الأخيرة بعنوان “تيه”، وقد صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب، وهي خواطر شعرية مهداة للأرواح المنذورة للتراب تحاكي معاناة الشعوب من جراح الحرب والأزمات وانكسارات الروح من خيبتها بمستقبل مقلق.

وعن إصدراتها الجديدة بينت غانم أنه لديها خمسة مخطوطات من الشعر المحكي والمنثور والأدب الوجداني والخواطر الذاتية وكلها تنتظر الوقت المناسب للطباعة.

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي