بوليتكو: ترامب يعترف لحلفائه بخسارته الحملة الإنتخابية في الوقت الحالي

2020-06-28

 

نشرت مجلة “بوليتكو” مقالا قالت فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بات يعترف بإمكانية خسارته للإنتخابات المقبلة. فوسط إستطلاعات سيئة وتحذيرات من حلفائه تبدو فرص إعادة انتخابية قاتمة كما يقول أليكس اسندستات.

وفي تصريحات نقلها عن عدد من الأشخاص المقربين منه للمجلة قالوا إن الرئيس بات يشعر بالخسارة وأنه قد يصبح رئيسا لفترة رئاسية واحدة.

وقال مساعدون له إن الرئيس عانى من أسوأ مراحل رئاسته التي اتسمت بالنقد المتواصل للطريقة التي أدار فيها الحملة لمكافحة وباء فيروس كورونا والتظاهرات التي أعقبت مقتل الرجل الأسود جورج فلويد وعمت أنحاء الولايات المتحدة.

وكان تجمعه الإنتخابي في أوكلاهوما وهو الأول له منذ آذار/ مارس بمثابة إحراج له حيث لم تمتلئ القاعة التي ظهر فيها كما وعد. وفشل ترامب أيضا في مقابلته مع شين هانتيني في “فوكس نيوز” يوم الخميس بالإجابة على سؤال بسيط حول ما يريد تحقيقه في ولايته الثانية، حيث قدم إجابة ملتوية. وفي نفس المقابلة قدم اعترافا تكتيكيا بإمكانية فوز منافسه الديمقراطي جوزيف بايدن “سيكون رئيسكم لأن بعض الناس لا يحبوني، ربما”.

وقبل ساعات من المقابلة انتشرت أسئلة داخل الطبقة المحيطة به حول فيما إن كان راغبا بالفوز مرة ثانية. وربما عاد ترامب وتحسنت فرصه السياسية، إلا أن مقابلات مع أعداد من الأشخاص المقربين منه تحدثوا عن الحاجة لإعادة توجيه جهود حملة إعادة انتخابه، وتحدثوا عن مرشح يفتقد التركيز وعادة ما يضعف نفسه.

وقال سام نانبيرغ، مستشار ترامب ولا يزال داعم له “في ظل الرئاسة الحالية، فترامب يسير باتجاه أسوأ خسارة في تاريخ الإنتخابات الرئاسية والأسوأ تاريخيا لرئيس منتخب”. وأشار نانبيرغ إلى استطلاع سي أن بي سي ونيويورك تايمز/سيين التي جرت الأسبوع الماضي وكشفت أن ترامب حصل على نسبة أقل من 40% من الأصوات ضد بايدن. ولو هبطت نسبة ترامب إلى 35% خلال الأسبوعين المقبلين فسيواجه خسارة أصوات بنسب عالية مما سيضعه أمام خيار مواصلة الحملة الإنتخابية الحالية أم لا.

وخلف الأضواء يقوم ترامب ومن يساعده بتصحيح مسار الأحداث. وبعد تجمع تولسا، أوكلاهوما اعترف ترامب على مضض أنه يتراجع عن منافسه. ونفث عن غضبه لأيام وبدأ يلعب دورا في الحملة وعبر عن انفتاح لضم أعضاء جدد. وعقد اجتماعا للتركيز على ما يمكن أن يقوم به في كل ولاية. وسيلعب مستشاره وصهره جارد كوشنر دورا أكبر في الأيام المقبلة بالإضافة لإشرافه على الحملة.

وحمل مدير الحملة براد بارسكيل، مسؤولية الفشل في تولسا. واشتكى البعض من أنه زعم باقبال على شراء التذاكر للتجمع وطلب مليون شخص للمشاركة فيما كانت آلاف الكراسي فارغة عندما ألقى ترامب خطابه. وتعرض بارسكيل للنقد من حلفاء ترامب الذين قالوا إن الحملة تفتقد الإستراتيجية القوية والموجهة.

وأكد أشخاص مقربون من الرئيس أن منصب بارسكيل آمن حتى الآن. وقال ترامب الذي زار مقرات الحملة في أرلينغتون وفيرجينيا قبل عدة أشهر إنه شعر بالإعجاب من طريقة التنظيم. وحصل بارسكيل الذي عمل في مجال الإستراتيجية الرقمية على دعم جديد من خلال تعيين بيل ستبين في مهام جديدة بالحملة، ومنها العمل مدير الحملة السياسي كريس كار واللجنة القومية للحزب الجمهوري. وتم تعيين جيسون ميللر، الذي عمل في حملة 2016 من جديد كمسؤول استراتيجي سياسي، إلا أن التغيرات الجديدة لم تفعل شيئا لتخفيف مخاوف الجمهوريين.

وحذر تاكر كارلسون، المذيع المفضل لترامب في “فوكس نيوز” من أن ترامب قد يخسر الإنتخابات. وقال ليندزي غراهام سيناتور ساوث كارولينا إن على ترامب أن يركز في حملته على السياسة وليس على شخصيتك. ويؤكد فريق ترامب أن وضعه سيتحسن مع زيادة الحملات والمناسبات الإنتخابية وهجومه على بايدن. وقال الأشخاص العارفين بالحملة إنهم سيركزون على قضيتين في الهجوم على بايدن، وهما أنه متأثر بليبراليين يريدون التنازل عن النظام والقانون وأنه جاء من داخل واشنطن وطبقتها السياسية.

وبدأت الحملة بدعاية تلفازية ضخمة تركز على قدرات بايدن البالغ من العمر 77 عاما العقلية. ولأنه طامح بالفوز على أصوات الأمريكيين السود فستركز الحملة على دور بايدن في قانون الجريمة عام 1994. ويتم بث الحملة الدعائية في عدة ولايات بما فيها جورجيا. وسيتواصل ضخ المال على القنوات التلفازية في عدد من الولايات طوال الحملة الإنتخابية. وشبه عدد من الذين كانوا مع ترامب في حملته الأولى المعضلة الحالية بالصيف الكابوسي الذي عاشه الرئيس في 2016 حيث ورط نفسه في سلسلة من المشاكل من نقده عائلة جندي قتل في العراق حاصل على النجمة الذهبية إلى انتقاده قاض فدرالي لأصوله المكسيكية.

وكان ترامب متأخرا عن منافسته هيلاري كلينتون. وقال المتحدث باسم حملة ترامب تيم ميرتيوغ “هذا مثل قلق 2016 ولو كان هذا صحيحا لكانت كلينتون في البيت الأبيض، ويعتبر جوزيف بايدن الأضعف بين المرشحين الديمقراطيين السابقين ونحن نقدمه بهذه الطريقة” و”لدينا أربعة أشهر ليوم الإنتخابات وحينها سيكون واضحا الفرق بين سجل ترامب المذهل والسجل الفاشل لجوزيف بايدن خلال نصف قرن في واشنطن دي سي”.

ويعترف مستشارو ترامب بأن تمزيق بايدن يحتاج إلى ضبط للنفس وهو ما لم يظهره الرئيس الذي استخدم حسابه على تويتر لمهاجمة أي ناقد له. ولأن بايدن التزم طوال فترة الوباء بغياب عن الأضواء فلم يكن ترامب قادرا على توجيه ضربة له.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي