القطط المقدسة والشريرة!

الأمة برس
2025-10-16 | منذ 3 ساعة

القطط المقدسة والشريرة! (سبوتنيك)أحاطت القطط بالبشر منذ القدم، وأصبحت رفيقتهم في الأرياف وفي المدن وفي كل مكان تقريبا. تتمسح بأرجلهم، تهز ذيولها محدقة بعيونها المتوقدة البراقة تطلب الود والاهتمام، بحسب روسيا اليوم.

دخلت القطط حياة البشر وأصبحت الآن أكثر من غيرها من الحيوانات الأليفة، رفيقتهم في بيوتهم وشوارعهم وأزقتهم وميادينهم. تُرى في كل مكان ولا يضير حضورها أحد بل يأنس به الكثيرون وخاصة الأطفال.

يمكن التعرف على القطط بصورة قريبة من خلال الأساطير القديمة. القطط حظيت بمكانة خاصة في مختلف الحضارات.

تلبست في العديد من الأساطير بهيئات وشخصيات ومعان متنوعة تراوحت بين التقديس والعلاقة بالسحر والقوى الخارقة والرموز الإلهية من جهة والشيطانية من جهة أخرى.

في مصر القديمة، لم تكن القطط حيوانات أليفة فقط، بل كانت مخلوقات مقدسة ترمز للرفاهية والحماية.

واحدة من أكثر الاساطير اللافتة في الحضارة المصرية القديمة ترتبط بالآلهة "باستت" التي صُورت على هيئة امرأة برأس قطة.

مثلت هذه المرأة "القطة" الأنوثة والأمومة والخصوبة. علاوة على ذلك أنيط بها دور حماية البيوت والأسر من الأرواح الشريرة، وربطت شخصيتها أيضا بالمحبة والموسيقى والرقص والفرح.

في مصر زمن الفراعنة، عاشت مئات القطط في معابد مخصصة للآلهة "باستيت ". هناك كانت تسرح وتمرح وتعيش في رفاهية. وكان الزوار يقدمون لها الطعام تضحية للإلهة، وبعد وفاتها بتم تحنيطها ودفنها بجوار هذه المعابد.

في الحضارة الصينية ظهرت أسطورة عن آلهة القطط "لي شو"، وكانت تحمي المحاصيل وتطرد الأرواح الشريرة.

كان دور القطط فعلا حيويا جدا بالنسبة للمزارعين الصينيين، حيث ساعدتهم القطط في حماية مخازن الحبوب والغلال من القوارض.

الأسطورة الصينية عن "لي شو"، ذكرت أنها كانت تتحدث، وكان من المفترض أن تحكم القطط على هواها عالم الآلهة الجديد، أي الحياة الأرضية. لكن القطط على الرغم من قدراتها السحرية، أبلغت الآلهة بصراحة أنها تفضل النوم واللعب وأنها غير متهمة بإدارة العالم. نتيجة لذلك، تم تسليم مقاليد الحكم على الأرض للبشر حتى تتفرغ القطط للعيش والنوم بسلام.

في الفلكلور الياباني توجد "مانيكي نيكو" المجسدة في تمثال بصورة قطة مرحة. تقول الأسطورة أن القطة "مانيكي نيكو"، أنقذت ذات يوم حياة الإمبراطور الياباني حين رفعت مخلبها، واستدعته إلى المعبد.

انصاع الإمبراطور للإيماءة ومشى نحو القطة. بعد لحظة ضربت ألسنة البرق المكان الذي كان يقف فيه الإمبراطور قبل تحركه. منذ تلك اللحظة التي أنقذت فيها القطة حياة الإمبراطور، أصبحت تحظى باحترام كبير.

في الوقت الحالي، يُعد تمثال القطة "مانيكي نيكو" في اليابان الحديثة، رمزا لحسن الحظ والرفاهية.

يمكن رؤية تماثيل هذه القطة في المطاعم والمحلات التجارية والمكاتب. تظهر ملوحة بمخلبها في سعادة وحبور، جالبة لأصحابها الحظ السعيد والنعيم.

للقطط أيضا مكانة هامة في المنطقة الإسكندنافية. في ثقافة المنطقة تظهر "فريا" التي تعد واحدة من أقوى آلهة الأساطير هناك، وهي ترمز إلى الحب والجمال والخصوبة. الأسطورة تصورها على عربة تجرها قطتان كبيرتان.  

القطتان في الأسطورة تخدمان آلهة الحب والجمال، وترمزان في نفس الوقت إلى الاستقلالية والقوة والحماية.

تجدر الإشارة في هذا السياق أيضا إلى مكانة القطط في أوروبا في حقبة القرون الوسطى.

القطط ارتبطت في ذلك الوقت غالبا بالسحر والشعوذة. كان يعتقد ان الساحرات يمكنهن التحول إلى قطط أو أن تكون القطط رفيقة لهن تساعدهن في أعمال السحر.

القطط الأليفة لا تزال حاضرة في عالمنا المعاصر. أهمية هذا الحيوان الأليف والصديق المقرب من الإنسان منذ القدم تظهر في تخصيص يوم عالمي للقطط يُحتفل به في 16 أكتوبر من كل عام.  

يوجد يوم عالمي ثان للقطط يحتفل به في 8 أغسطس برعاية الصندوق الدولي لرعاية الحيوان. كل ذلك يدل على مكانة القطط وأهميتها وتميزها وحضورها الجميل والمفيد.










شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي