نيويورك تايمز: ترامب هو رجل الصين في الولايات المتحدة

2020-06-21

من هو رجل الصين في واشنطن؟ يجيب المعلق في صحيفة “نيويورك تايمز” نيكولاس كريستوف، إنه الرئيس دونالد ترامب الذي يقوم بتقوية مصالح دولة غير دولته.

وسخر من كلام الرئيس: “لا أحد متشدد مع الصين مثلي” قائلا إنه كلام مناف للعقل. فحديثه عن الصين جاء من أجل استغلال المشاعر المعادية لها من أجل دعم حملة إعادة انتخابه وتصوير منافسه الديمقراطي جوزيف بايدن بأنه ليّن مع بكين.

وأضاف كريستوف إن ترامب هو في الحقيقة “ذنب من أذناب”الصين، ومتملق ومادح ومساعد للرئيس شي جين يبنغ، ولو لم يكن هذا واضحا، فكتاب جون بولتون “الغرفة التي حدثت فيها الواقعة” دليل على ذلك، ويصور ترامب مذعنا للرئيس الصيني.

ويضيف كريستوف: “الإذعان يعني سجود الشخص أمام الإمبراطورية أو البطريرك وضرب الرأس في الأرض. ولكن السجود اليوم يأخذ شكل تملق الرئيس الأمريكي وبشكل علني، الرئيس شي يحب الشعب الصيني”، ويمدح شي بأنه رجل “قادر” على معالجة فيروس كورونا.

وقال الكاتب إن ترامب كان يلهث وهو يقرأ نسخة قبل النشر من كتاب بولتون خاصة الفصل حول العلاقات مع الصين “لأن السياسة من الصين تعكس وبشكل تام نفاق ترامب المغلف بالعجز”.

ويضيف أن الفقرة التي أثارت انتباه الصحافة هي مكالمة بين الرئيسين العام الماضي “وقام (الرئيس) فجأة بتحويل الحوار إلى الانتخابات الرئاسية ملمحا إلى قدرات الصين الاقتصادية للتأثير على الحملات وناشد شي المساعدة في فوزه”.

وفي الوقت الذي تأكدت فيه الحكومة من تظليل كلام الرئيس الحقيقي، إلا أن مجلة “فانيتي فير” قالت إن ترامب أخبر شي: “ساعدني على الفوز”.

وما أثار قلق  الكاتب في عملية خنوع ترامب للصين هو تشجيعه لها على انتهاكات حقوق الإنسان. ففي 4 حزيران/ يونيو وبمناسبة الذكرى الثلاثين لمجزرة تيانانمين، رفض ترامب إصدار بيان من البيت الأبيض كما يقول بولتون. وعلّق ترامب “من سيهتم به”.

كما سجن الرئيس الصيني مليون مسلم في معسكرات اعتقال حديثة في تشنجيانغ،  فيما يعتقد أنه أكبر احتجاز للبشر بسبب الدين منذ الهولوكوست.

ويقول بولتون: “شرح شي لترامب سبب بنائه المعسكرات في تشنجيانغ” و”بحسب مترجمنا، قال ترامب إن على شي المضي قدما ببناء المعسكرات والتي اعتقد أنها شيء صائب”.

وتخلى ترامب عن المواطنيْن الكنديين المعتقلين في الصين كرهائن في محاولة لمنع كندا ترحيل سيدة الأعمال الصينية “مينغ وانجو” إلى الولايات المتحدة.

وكان على إدارة ترامب الوقوف مع كندا ضد عمليات اختطاف الرهائن، ولكن ترامب قال إنه يستطيع التدخل في الأمور القانونية لحل المشكلة. ونفى ترامب أن تكون هذه التصريحات قد صدرت منه، ولكنه أصدر بحسب إحصاء “واشنطن بوست” أكثر من 19 ألف تصريح مضلل منذ توليه السلطة.

ويتهم ترامب بولتون بالكشف عن معلومات سرية، ولكن البيت الأبيض يقدم تأكيدا وإن بطرق أخرى حول صحة ما ورد في الكتاب. ومن السخافة بمكان قيام حملة ترامب بتقديم بايدن على أنه “بايدن بكين” في وقت ظل ترامب يكيل المديح لشي أكثر من نثره الكلام الغرامي لزوجته ميلانيا. فهو من قال أكثر من مرة “الرئيس شي قادر ” و”قوي، حاد وقوي ومركز” و”يقوم بعمل جيد”  و”رجل يحب بلده بصدق”.

ويعتقد كريستوف كمراقب للشأن الصيني، وكشخص عاش في بكين عدة سنوات، بضرورة الوقوف ضد النظام الصيني حينما تدعو الضرورة، وفي الوقت نفسه التفاوض حول التجارة والتعاون في مجال التغيرات المناخية ومكافحة الأوبئة.

ولكن ترامب يعمل العكس، فهو يسيء إدارة التجارة، ولا ينجز شيئا ويفشل في التعاون بمجالات التغيرات البيئية والصحة ويدمر تحالفات أمريكا ويتجاهل انتهاكات شي الأسوأ ويتملق له على أمل أن يعزز فرص فوزه من جديد في الرئاسة. و

في الصين هناك نكتة، وهي أن اسم ترامب الصيني “تشوان جيانغو” “أو “بناء بلد ترامب” وتعبير بناء بلد، هو اسم معروف بين الوطنيين الشيوعيين، وهو سخرية تقترح أن ترامب يقوم بتقوية حكم شي. فترامب يقوم بما لديه من وسع لكي يجعل بلدا عظيما مرة أخرى، ولكن ليس أمريكا بل الصين.







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي