رباط

2020-04-23

 عبدالرحيم التدلاوي*

كل شيء كان معدا بعناية فائقة..

حضر الجميع؛ وكان الانتظار مادا رجليه بمتعة فاحشة، إلا الموت، أصر على التأخر لرفع أدرينالين التشويق.

 تقاطع

في الوقت الذي اصطدمت سيارتي بعمود الإنارة، فتحطم قفصي الصدري؛ وانكسر عنقي؛ وسال الدم من عيني؛ رأيتها كطيف من نور رافعة أكف الضراعة، ومن عينيها تسيل دموع تنزل كجمر على أرض قلبي، فنبت الندم، كنبتة سامة..

ثم لم أعد أرى سوى الظلام.

عنوان:

بنزق؛ رفعت التحدي… ضغطت على الدواسة بجنون… يسابقني وأسابقه… فجأة اختفى كما لو كان سرابا… رفعت شارة النصر بنشوة… لم أكن أعلم أنه كان ينتظرني في المنعرج…

كقصة تتكرر

رأيت إصراره فسعيت إلى منعه؛ قال لي: لماذا؟

لأنك ستصاب بلعنة الصخرة!

أنت تؤمن بالخرافات..

بل أنا أنطلق من التجارب.

وتسلق الصخرة بعناد، بلغ قمتها. نظر إلى الناس وأراد أن يكون خطيبا محركا، تنحنح مرات، والقوم عنه لاهون. لما فتح فمه للكلام، خرج منه لسانه المشقوق، وانغرس في رأسه، أخرج دماغه، وصار يلتهمه بوحشية. شعر بإغماءة، فسقط كحجر من الأعلى إلى قعر النسيان.

صرير

الرجل طيب القلب؛ الذي قال للحسناء التي سلبت عقله: أحبك! لم يكن يعلم أن لها عشيقا خرج توا من السجن.

1ـ تنميق

اقتنع بأن الطريق التي يسلكها ستحقق له المجد، ولم يتخذ الاحتياطات اللازمة من قبيل حمل مظلة، فاللامتوقع محتمل الورود… تساقطت أمطار غزيرة صيرت الأرض زلقة، وهبّت رياح هوجاء، فتقاذفته كورقة حائرة بين يدي كاتب موتور، ثم سقط كنقطة كبيرة في آخر قصتي هاته.

 انفلات

لعلي أصيب مغنما قالها في نفسه وهو ينظر إلى ذلك المنزل المقبل منه الضوء والضحك… وحل بين ظهراني القوم وكان معهم من الضاحكين. وحين تجهموا تجهم مثلهم. ثم ما لبثوا أن انخرطوا في بكاء مرير يمزق نياط القلب فبكى معهم.. لم يوقفهم سوى نصب موائد الطعام. نظر إليها بتقزز وقال غاضبا: أطعامكم أجنة؟ ألا بئس ما تأكلون؟ رشقه القوم بنظرات حادة.. فبدأ يتقلص ويتقلص إلى أن صار علقة فمضغة فجنينا مجهضا على مائدة قوم يضحكون.

دعوة

تعالي نلعب… لعبة الليل والنهار… أختبئ في عينيك… وتختبئين في قلبي..

تعالي نلعب لعبة ليلى والذئب.. تختبئين في الحلم؛ وأخبئك في قفص القصة.

 مواجهة

كان يمشي على غير هدى… وكانت ملقاة على الطريق كمعاني الجاحظ..

كان جائعا، وكانت وعدا وبشارة..

أقبل عليها يلتهمها التهاما، لما رفع رأسه وجد ظل كبش ينظر إليه متحديا، فأقبل عليه ناطحا..

كنت في المقهى حين حلت الكارثة… ثم تولى هاربا، يحمل في أحد قرنيه قصتي.*

نفحة

في لحظة وعي حادة؛ شعر بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقه؛ لمعت في ذهنه فكرة: توجه إلى مجلس الشعب؛ وفيه ألقى خطبة بليغة ومؤثرة قدم فيها استقالته… كان أجمل حلم يعيشه العرب…

 توجس

كانت أحداث الرواية البوليسية مشوقة ومثيرة لدرجة أنني توقفت لحظة انسلال القاتل المأجور غرفة الحسناء ليقتلها بغاية إخافة غريم بارون المخدرات. توقفت لأسترجع أنفاسي وحين رفعت رأسي وجدت القاتل أمامي ينظر إليّ بحدة ثم طلب مني أن أنجز المهمة بدله. هددني إن رفضت ثم قذف بي في قلب الأحداث ملصقا المسدس بيدي. أقفل الرواية بعد أن صرت مدادا أحمر.

 موسيقى

حط سرب عنادل على نافذتي؛ وانطلق في غناء سحري تسرب إلى مسامي فأيقظ الرغبة في نفسي. كنت كالثور الهائج في غرفة ضيقة يرتفع فيها لهاثي. لحظتها سمعت طرقا هامسا؛ فأسرعت بفتح الباب وإذا بي أمام حسناء لم يجد الدهر بمثلها. قالت لي بخفر وعيناها إلى الأرض: لي عندك سرب عنادل حط على نافذتك وأريد استرجاعه. بقيت فاغرا فمي من أثر الدهشة. فولجت الشقة فالغرفة فالنافذة وأنا أتبعها كالمصعوق. أحاط بها السرب وحلق بها عاليا إلى ان صارت قمرا تتضوع السماء بنوره. واقتفاء بالشعراء المجانين وقد علمت أن الحظ لا يأتي مرتين؛ قفزت وراءها قفزتي العصماء وسمعت خلفي انغلاق النافذة بقوة.

 شبكة

أقبلت عليّ النادلة المليحة هاشة باشة؛ ومرحبة؛ وقالت لي بصوت رخيم: طلباتك؟ فتحت نافذة الحلم على مصراعيها؛ وقلت لها فرحا: احملي لي من الطيبات ما تشائين! عادت إليّ بغنج ووضعت على طاولتي فنجان قهوة مرة؛ نظرت إليها متسائلاا؛ فقالت لي بدلال مبددة استغرابي: حتى تبقى ساهرا؛ ترعى النجوم !

 

  • كاتب مغربي






كاريكاتير

إستطلاعات الرأي