عرقك يتحدث.. ما الفرق بين العرق الحار والبارد؟ دراسة تكشف

في دراسة علمية حديثة نُشرت عبر منصة The Conversation، أوضح الباحثان أماندا ماير ومونيكا زيمايني، أن التعرق ليس دائمًا نتيجة ارتفاع حرارة الجسم، بل قد يكون استجابة نفسية بحتة، بحسب الرجل.

الدراسة تميّز بين نوعين من التعرق: العرق الحار والعرق البارد، وتشرح كيف يتفاعل الجسم مع كل حالة عبر آليات عصبية وهورمونية مختلفة.

ما هو العرق الحار؟ 

العرق الحار، أو ما يُعرف بـ"العرق الحراري"، هو استجابة الجسم الطبيعية لارتفاع درجة حرارته، سواء بسبب التمارين أو الطقس الحار.

وعندما ترتفع حرارة الجسم، يُرسل الدماغ إشارات إلى منطقة "الوطاء Hypothalamus"، التي تُعد مركز التحكم في درجة الحرارة.

الوطاء يُرسل إشارات عبر الحبل الشوكي إلى الأعصاب الطرفية، لتحفيز الغدد العرقية "الإكرينية Eccrine glands" المنتشرة بكثافة في راحتي اليدين، باطن القدمين، والوجه.

وهذه الغدد تُفرز عرقًا مكونًا أساسًا من الماء والأملاح، والذي يتبخر من سطح الجلد ليُبرد الجسم ويمنع ارتفاع حرارته.

ما هو العرق البارد؟ 

العرق البارد، أو "العرق النفسي"، يظهر في حالات التوتر، القلق، الخوف أو الألم.

وفي هذه الحالة، يُفعّل الدماغ منطقة "اللوزة الدماغية Amygdala"، المسؤولة عن معالجة المشاعر، والتي بدورها تُحفّز الوطاء لإطلاق استجابة مزدوجة:

- تحفيز الغدد الإكرينية كما في العرق الحار.

- تنشيط الغدد الكظرية لإفراز هرموني الأدرينالين والنورأدرينالين، مما يُحفّز الغدد "الأبكرينية Apocrine glands" الموجودة في الإبطين، الوجه، والصدر.

والعرق الناتج من الغدد الأبكرينية يحتوي على دهون، بروتينات، سكريات، وأمونيا، ما يجعله بيئة مثالية للبكتيريا التي تُسبب الروائح الكريهة.

أما العرق بحد ذاته فلا رائحة له، لكن البكتيريا الموجودة على الجلد تتغذى على مكوناته، خاصة الدهون والبروتينات في العرق البارد، ما يؤدي إلى انبعاث روائح كريهة.

وقد أظهرت دراسة يابانية صغيرة أن التوتر يُنتج روائح جسدية مميزة حتى لدى الأشخاص الذين لا يعانون عادة من رائحة عرق.

ورغم أن التعرق ظاهرة طبيعية، إلا أن التغير المفاجئ في نمطه، مثل التعرق المفرط أو التعرق في جانب واحد فقط من الجسم، قد يكون مؤشرًا على مشكلة صحية، ويستدعي استشارة الطبيب.