لا تأسَ من وجعٍ

2025-09-25

حمزة قناوي*

 

لا تأسَ من وجعٍ يجيءُ بهِ التذكُّرُ
كُلُّ ما مرَّ انقضى والأمسُ مَر
أطلق رُؤاكَ فأنتَ حُر
هذي سَماؤكَ لم تُنِلْكَ لمن رأوكَ طريدةً
أو من أرادوا موتكَ المنسيَ في هذا المساء
ومن أرادوا أن تكونَ بلا ملامحكَ التي قَضّت مَضاجِعَهُم
كأنَّ ظلالَهَا وَجعٌ ومُر
وكُن رؤاكَ فأنتَ ذاتُكَ
كُن أناكَ ومن أردتَ وما اشتهيتَ
وما أمِلتَ وما حلمتَ
وما انتظرتَ وما تُسِر
لا وردةُ الماضي سيبرأُ جرحها
ويُضمِّدُ الوجعَ التذكُّرُ إن نسيتَ
وفي مراياكَ الحقيقةُ لا وجوهُ الآخرينَ
ولا الفُصولُ وما تُرنِّمهُ الطلولُ
وما يزولُ وما يفر
لا تأسَ من وجعٍ فهذا الجُرحُ بُرأُكَ
لا كما خالت رؤاكَ فليس من موتٍ سيُخطئُ وقتَهُ
أو لا يجيءُ بغير ما شاءت فُصولُ المحو
جرحُكَ لا يؤجّلُ ظِلَّ مَوتِكَ
أو يُهادنُ ما تؤججهُ العواصفُ في دماكَ لكي تقر
كُنِ انتحارَ المستحيل
على يدينِ تحدتا زمناً يفرُ كما الغزالُ من الشِباكِ لكي يؤجِّلَ موتَهُ
وكنِ التوهُّجَ في حصارِ النارِ
كُن جمراً إذا اتَّقدَ الجنونُ
وأولَ اللهبِ
التلظّي بالنبوءةِ
واستعرْ!


٭ شاعر مصري









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي