بلا سيرة تُذْكَر

الأمة برس
2025-11-24 | منذ 1 ساعة

اللوحة للفنان السوري رياض الشعارعبد الوهاب الملوح*


مرَّ يرتق سيرته بالثمالة
يستدرج الهذيان ويمشي فيه
يُهرِّب مُنْعطفاتٍ إلى شارع مغلق في خطاه
كمُخيَلةِ تنقذ الطيش من نَدمٍ شره
كتميمة سُكْرٍ مُعلقة عند باب الوصيَّة
كالصمت يرصد ذئب الأساطير عند الصباحات.
يُحصي خساراته
ثم؛
يشرع في العدِّ من واحد
إلى فكرة الصفر
يجمع أضداده
تاركًا خلفه أغنياتٍ معلَّقة في الصدى.
تاركًا خلفه مرثيات يديه
وأسباب مشيته في مشقَّته بين موتين؛
تاركًا خلفه ما سيأتي
وما خلَّف الوهمُ من فرح فاقد الرئتين؛
تاركًا خلفه عنفوان البدايات، ضوء المنارات
والأسف الساخط في جيوب النهايات.
يمضي وليس لهُ في السراب
سوى أن يُعانده
بالمزيد من المشي

ليس كما اتَّفق الوهمُ،
ليس كما جاء في سِفْر داوود والتيه في البيد؛
وهو الذي شرَّدته رؤاه؛
تضيع خطاه حيث لا شيء غير خطاه؛
لا شيء أضيق من خطوة في الخلاء.
سيمضي بعيدًا،
كجرح سرى في الخلايا حريقًا؛
وينأى به،
حيث يتَّسع الحلم أرصفة للتسكع والطيش،
يكسر معنى الغياب؛
يُحرِّفه؛
ليس في حاجة ليكون.
هو الآن ما لن يكون
بلا سيرة
وعلى غير عادته يتداعى بلا سند
غير سارية الريح.


*شاعر تونسي











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي