
باسل عبد العال*
سأرسمُ كوناً على عجلٍ
ليس فيهِ الذي فيهِ
لا يحتوي عالماً عارياً مثل هذا…
ولا زمناً عابساً مثل هذا …
وَلا قمرا ناقصا مثل هذا..
ولا يحتوي منزلاً شارداً مثل هذا…
ولا شاعرا تائها مثل هذا…
أغيّرُ ما أستطيعُ بشكلي
طويلٌ ولي أذنٌ زائدة،
أغيّرُ ما أستطيعُ هنا
أرتدي ربطةَ العنقِ مشدودةً
إنّها ليستِ المقصلة،
فأوهمُ نفسي لأبدو جميلاً
فما المشكلة؟
أغيّرُ ما أستطيعُ من الأرضِ
لو دارتِ الأرضُ دورتها مرّةً ثانية
لكنّا أقمنا من الجهةِ الخالية،
أغيّرُ ما أستطيعُ من الليلِ
لو لم يكنْ أسودَ اللونِ كُنّا خدعنا الظلال
جلسنا معاً واحداً لا شبيه لهُ في البياضِ
سأرسمُ كوناً على عجلٍ
ليس فيهِ الذي فيهِ
لا يحتوي عالماً عارياً مثل هذا…
ولا وطناً ضائعاً مثل هذا…
ولا شبحاً واضحاً مثل هذا…
وَلا شجراً ذابلاً مثل هذا….
ولا يحتوي ماعزاً جائعاً مثل هذا…
أغيّرُ ما أستطيعُ من البحرِ
لو أسرقُ الآنَ موجهُ
كي أرسمَ الكونَ لوناً ولوناً
على حائطٍ
وأقولُ: هُنا لوحتي خارج الكون
يا ليتني كنتُ حائطاً واقفاً مثل هذا….
-القصيدة من مجموعة:» الخيمة في الغابة»
*شاعر فلسطيني