
كشفت دراسة نفسية حديثة نُشرت في مجلة Sexuality & Culture عن الأسباب التي تدفع الشباب إلى البقاء في علاقات عاطفية غير مصنّفة، أي تلك التي تجمع بين التقارب العاطفي والتواصل المستمر، لكنها تفتقر إلى الوضوح أو التصنيف الرسمي كعلاقة حب أو ارتباط، بحسب الرجل.
ويشير الباحثون إلى أن هذه الأنماط من العلاقات باتت أكثر شيوعًا بين الشباب، خاصةً في ظل تغيّر قواعد الارتباط المتأثرة بثقافة التطبيقات والمنصات الرقمية.
وعلى الرغم من أن دراسات سابقة أكدت أن هذا النوع من العلاقات غالبًا ما يكون أقل إرضاءً من العلاقات التقليدية، فإن كثيرًا من المشاركين في الدراسة الجديدة أبدوا تمسكًا بهذه الروابط، مؤكدين أنها تمنحهم شعورًا بالارتباط، أو تُشبع لديهم بعض الاحتياجات العاطفية، أو تمثّل لهم "مرحلة انتظار" قبل الدخول في علاقة رسمية.
ما الذي يدفع للاستمرار في علاقة غامضة؟
اعتمدت الدراسة على مقابلات متعمقة مع عدد من الشباب الذين يعيشون أو عاشوا سابقًا تجربة علاقة غير مصنّفة، ثم على استبيان شمل 109 تجارب من هذا النوع.
ومن خلال تحليل البيانات، توصّل الباحثون إلى سبعة دوافع رئيسية تُبقي الأشخاص في هذه العلاقات: الشعور بالخصوصية، والاستثمار العاطفي، وتلبية الاحتياجات النفسية، والحديث عن المستقبل (أو تجاهله)، وبذل الجهد، والأولوية، والثقة.
بعض المشاركين تحدّثوا عن إحساسهم بأن العلاقة قد تتطور يومًا ما إلى ارتباط حقيقي، بينما أشار آخرون إلى أنهم يحصلون على ما يكفي من الاهتمام والحنان، حتى وإن لم تكن العلاقة مثالية.
كما لعب الغموض أحيانًا دورًا في إبقاء الأمل حيًا، إذ سمح للبعض بالاستمرار دون مواجهة قرارات حاسمة.
ما العلاقة بين الرضا العاطفي والاستمرار؟
أظهرت نتائج الدراسة أنه كلما زاد شعور الشخص بأنه مُقدّر ومحل اهتمام، أو أن العلاقة قد تتجه نحو ارتباط رسمي، زادت احتمالية شعوره بالرضا والاستمرار، بل إن مجرد الحديث الغامض عن المستقبل كان كافيًا لتخفيف القلق لدى بعضهم.
واعتمد الباحثون على نظريتين نفسيتين لتفسير النتائج: الأولى هي "نظرية التبادل الاجتماعي" التي ترى أن الأشخاص يستمرون في العلاقة إذا كانت فوائدها تفوق كلفتها، والثانية "نظرية الاستثمار" التي تؤكد أن الرضا لا يكفي وحده، بل يرتبط بمدى ما تم استثماره في العلاقة وإمكانية وجود بديل أفضل.
في النهاية، توصي الدراسة الأفراد بأن يكونوا أكثر وعيًا بأسباب بقائهم في علاقة غير مصنّفة، وأن يقيّموا إن كانت تلك العلاقة تُلبي حاجاتهم فعلاً أم تؤجل مواجهة قراراتهم العاطفية.