
 أظهرت مجموعة من الدراسات العلمية الحديثة، نُشرت خلال عام 2025، أن تعدد الزوجات يمكن أن يحمل مزايا اجتماعية واقتصادية في عدد من المجتمعات، خصوصًا في الدول الأفريقية والآسيوية، عكس ما يروَّج له في الأبحاث الغربية التي صنفته لعقود كممارسة "ضارة اجتماعيًا"، بحسب الرجل.
أظهرت مجموعة من الدراسات العلمية الحديثة، نُشرت خلال عام 2025، أن تعدد الزوجات يمكن أن يحمل مزايا اجتماعية واقتصادية في عدد من المجتمعات، خصوصًا في الدول الأفريقية والآسيوية، عكس ما يروَّج له في الأبحاث الغربية التي صنفته لعقود كممارسة "ضارة اجتماعيًا"، بحسب الرجل.
نُشرت الدراسة الأولى في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) في أكتوبر 2025، بقيادة الباحث هامبتون غادي بالتعاون مع العالِمتين ريبيكا سير ولورا فورتوناتو.
واستندت إلى تحليل أكثر من 84 مليون سجل سكاني من 30 دولة في أفريقيا وآسيا وأوقيانوسيا، إضافة إلى بيانات التعداد الأميركي لعام 1880 حين كانت بعض المجتمعات المورمونية تمارس تعدد الزوجات.
وأوضحت النتائج أن تعدد الزوجات لا يؤدي بالضرورة إلى خلل في توازن فرص الزواج أو زيادة العزوبية بين الرجال، بل على العكس؛ يرتبط في بعض السياقات بارتفاع نسب الزواج عمومًا.
وفسر الباحثون ذلك بعوامل مثل ارتفاع متوسط عمر النساء، وزواج الرجال من نساء أصغر سنًا، والنمو السكاني المستمر الذي يخلق فائضًا من النساء القادرات على الزواج.
كما كشفت الدراسة أن المجتمعات التي تنتشر فيها ظاهرة التعدد تُظهر معدلات استقرار اجتماعي أعلى مما ورد في التوقعات النظرية.
تأثير تعدد الزوجات على النساء والأطفال
من جهة أخرى، تناول بحث ميداني أجرته عالمة الأنثروبولوجيا ريانا مينوشير على مدار 20 عامًا العلاقة بين تعدد الزوجات وصحة وتعليم الأطفال.
وأظهرت البيانات، المستمدة من مشروع بحثي طويل المدى، أن الأطفال في الأسر المتعددة الزوجات لا يعانون تراجعًا في مؤشرات النمو أو التحصيل مقارنة بالأسر أحادية الزوجة.
وبيّن التحليل أن الوضع الاقتصادي هو العامل الفارق الأساسي، إذ غالبًا ما يكون الرجال الذين يمارسون التعدد أكثر ثراءً، ما يسمح بتوزيع أفضل للموارد رغم زيادة عدد أفراد الأسرة.
وفي دراسة حديثة أُجريت في أغسطس 2025 بقيادة الاقتصادي سيلفان ديسي، جرى تحليل أداء أربعة آلاف أسرة زراعية في مالي بالاعتماد على بيانات الإنتاج الزراعي والسجلات المناخية طويلة الأمد.
وكشفت النتائج أن القرى التي يُمارس فيها تعدد الزوجات أظهرت قدرة أكبر على التكيف مع فترات الجفاف، مقارنة بالمجتمعات التي يقتصر فيها الزواج على زوجة واحدة فقط.
وأرجع الباحثون ذلك إلى أن وجود عدة زوجات من عائلات ومناطق مختلفة يعزز شبكات الدعم القرابي والاقتصادي، حيث يسهم الأقارب في تقديم الغذاء أو المساعدة المالية عند الأزمات.