دراسة: التركيز الذهني أثناء العلاقة يعزز الرضا الجنسي للطرفين

أظهرت دراسة علمية جديدة أن التركيز الذهني الكامل أثناء العلاقة الحميمية– أي التركيز على اللحظة الحالية والانتباه إلى الإحساس والعاطفي دون تشتيت أو أحكام – يختبرون مستويات أعلى من الرضا والرغبة الجنسية، وانخفاضًا واضحًا في القلق والتوتر المرتبطين بالعلاقة، بحسب الرجل.

قاد الدراسة المنشورة في مجلة Mindfulness، فريق من الباحثين بقيادة سيمون غولدبرغ (Simone Y. Goldberg) من جامعة كولومبيا البريطانية، وشارك فيها 297 زوجًا يعيشون معًا، جرى تتبعهم على مدى 35 يومًا متواصلة.

استخدم الباحثون أسلوب “اليوميات اليومية”، حيث كان كل شريك يملأ استبيانًا إلكترونيًا قصيرًا كل مساء لتقييم مستوى رغبته ورضاه ودرجة حضوره الذهني خلال العلاقة في ذلك اليوم.

كيف يقيس الباحثون التركيز الذهني الجنسي؟

طُلب من كل طرف تقييم مدى قدرته على البقاء في اللحظة الحاضرة والانتباه للإحساس والمشاعر دون إصدار أحكام، ثم قياس مستوى الرضا والتقارب الذي شعر به. هذا النهج سمح للباحثين برصد التغيرات اليومية في جودة العلاقة وارتباطها بدرجة التركيزالذهني الفعلي لكل شخص.

أظهرت النتائج أن الأيام التي مارس فيها الأزواج نظرية التركيز الذهني أعلى من المعتاد شهدت مستويات أكبر من الرضا والرغبة، وأقل من التوتر الجنسي.

كما تبين أن تأثير هذا الحضور الذهني لا يقتصر على صاحبه فقط، بل يمتد إلى شريكه أيضًا، إذ عبّر الشركاء عن رضا ومتعة أكبر عندما كان الطرف الآخر أكثر حضورًا وانتباهًا للتجربة المشتركة.

ويرى الباحثون أن الشريك الواعي يكون أكثر تفاعلًا واستجابة لاحتياجات الطرف الآخر، مما يعزز التواصل العاطفي ويزيد من الشعور بالأمان والحميمية داخل العلاقة.

بيّنت الدراسة أن تأثير التركيز الذهني على الرضا الجنسي كان أقوى لدى النساء، حيث يساعدهن على تجاوز المشتتات الذهنية مثل القلق من الأداء أو المظهر. أما بالنسبة للرجال، فكان حضورهم الذهني أكثر تأثيرًا على سعادة شريكاتهم، ما يشير إلى أن جودة انتباه الرجل أثناء العلاقة تنعكس بشكل مباشر على تجربة المرأة ورضاها.

تشير النتائج إلى أن الحضور الذهني أثناء العلاقة قد يكون أحد مفاتيح السعادة الزوجية، لأنه يساعد على التخلص من القلق الذهني والمقارنات الذاتية، ويعزز التواصل الجسدي والعاطفي في آن واحد. ويرى الباحثون أن تدريب الأزواج على مهارات التركيز الذهني يمكن أن يُستخدم مستقبلاً في برامج علاجية لتحسين العلاقات الحميمية والعاطفية.