
أفادت دراسة نفسية حديثة أن الارتباط الإيجابي بين الأزواج يُعد مؤشرًا أساسيًا على قوة الحب واستمراره في العلاقات طويلة الأمد، بحسب الرجل.
فقد اعتمد الباحثون على تحليل بيانات 148 زوجًا ممن استمرت زيجاتهم في المتوسط نحو 30 عامًا.
وأظهرت النتائج أن الأزواج الذين يتمتعون بدرجات أعلى من التناغم العاطفي سجلوا مستويات أكبر من الحب المستقر والدائم.
أوضحت الدراسة المنشورة في دورية Personal Relationships أن الارتباط الإيجابي يمثل حالة من المشاعر المتبادلة تنشأ عندما يتواصل الأفراد بأسلوب يعزز مشاعر الدفء والثقة ويقوي الإحساس بالإنسانية المشتركة.
ويتجلى ذلك في التوافق بين تعابير الوجه، نبرة الصوت، وحركات الجسد، ويمكن أن يحدث في مواقف يومية بسيطة مثل الضحك المتبادل أو التواصل البصري أو الأحاديث الودية.
وتشير الأدلة العلمية إلى أن مثل هذه اللحظات تساهم في إفراز هرمونات كالأوكسيتوسين، ما يدعم الروابط العاطفية ويقوي الصحة النفسية والجسدية.
دراسة تكشف دور الارتباط الإيجابي في دوام الحب بين الأزواج
تأثير التزامن العاطفي على الزواج
اعتمد الباحثون بقيادة "جوسلين لاي" Jocelyn Lay على دراسة طولية لقياس جودة العلاقات الزوجية ورضاها.
وشملت التجربة تسجيل الأزواج خلال محادثات مدتها 15 دقيقة حول خلافات زوجية، مع مراقبة النشاط القلبي عبر أجهزة تخطيط القلب.
كما خضع الأزواج لاستبيانات بعد نحو عام ونصف لتقييم تصوراتهم تجاه شريك الحياة.
جرى تحليل مقاطع الفيديو لرصد مدى التزامن الإيجابي بين الأزواج، سواء في تعبيراتهم غير اللفظية أو في تفاعل ضربات القلب أو نبرة الصوت.
وقد قُدرت مستويات الحب اللحظي من خلال هذا التزامن الفوري، بينما استُخدمت أوصاف الأزواج واستمرار التناغم العاطفي لتقدير الحب المستقر.
وأظهرت النتائج أن الأزواج الذين تميزوا بمستويات أعلى من الارتباط الإيجابي أبدوا حبًا أكثر استقرارًا وديمومة، في حين أن اللحظات التي شهدت ارتفاعًا في هذا الارتباط ارتبطت بزيادة الحب اللحظي المتبادل.
وخلص الباحثون إلى أن هذه النتائج تقدم دليلًا علميًا على أن الارتباط الإيجابي يعكس الحب اللحظي، وفي الوقت ذاته يتنبأ بالحب المستقر على المدى الطويل.
مع ذلك، أشار الباحثون إلى ضرورة الحذر عند تفسير النتائج، إذ إن التقديرات للحب والارتباط الإيجابي جاءت من مقاطع الفيديو ذاتها، ما قد يثير تساؤلات حول استقلالية هذه المؤشرات.
ومع ذلك، تمثل الدراسة خطوة مهمة لفهم كيف تسهم المشاعر الإيجابية المشتركة في بناء علاقات زوجية أكثر قوة واستمرارية.