
كشفت دراسة حديثة، أجراها باحثون من جامعات هايدلبرغ الألمانية وUCLA الأمريكية وجامعة جورج ميسون، عن ظاهرة لافتة في العلاقات الزوجية؛ إذ أظهرت أن الرجال لا يحتفظون بالمعلومات التي تنقلها إليهم زوجاتهم، بعكس النساء اللواتي يُظهرن قدرة أكبر على تذكّر ما يقوله أزواجهن، والعمل به لاحقًا، بحسب الرجل.
واعتمدت الدراسة على تجربة ميدانية شملت نحو ألف أسرة ألمانية خلال عامي 2017 و2018، حيث طُلب من كل فرد تقدير ترتيب دخل أسرته على المستويين الوطني والعالمي، ومن دون إبلاغهم بوجود مقابلة لاحقة، قدّمت الباحثات المعلومة الحقيقية حول الترتيب لبعض المشاركين فقط، بالاعتماد على اختيار عشوائي، ولم تطلب منهم مشاركتها مع الطرف الآخر.
الأزواج يتجاهلون معلومة الزوجة
عند العودة إلى الأسر بعد مرور عام، أعاد الباحثون طرح السؤال ذاته حول التقديرات، ليرصدوا ما إذا كان الطرف الذي لم يتلقَّ المعلومة مباشرة قد احتفظ بها عن طريق شريكه.
المفاجأة كانت أن الزوجات حسّنّ تقديراتهن بنسبة تصل إلى 20%، سواء تلقين المعلومة من الباحث أو من أزواجهن، أما الأزواج، فلم تُظهر بياناتهم تحسنًا يُذكر عندما كانت المعلومة منقولة إليهم عبر الزوجة فقط.
لكن اللافت أن الرجال الذين سمعوا المعلومة مباشرة من الباحثة كانوا قادرين على تذكّرها بدقة واستخدامها لاحقًا، ما ينفي أن السبب تحيّز ضد المرأة أو رفض لمصدرها.
وأكد الباحثون أن الظاهرة لا ترتبط بمستوى الدخل، فحتى الأزواج الذين يتقاضون أقل من زوجاتهم لم يكونوا أكثر تقبّلًا للمعلومة عند نقلها عبر الشريكة.
وخلصت الدراسة إلى أن الرجال لا يتأثرون بالمعلومات المنقولة إليهم من زوجاتهم بنفس الطريقة التي تتأثر بها النساء من أزواجهن، وكتب الباحثون: "عندما يحصل الزوج فقط على المعلومة، تؤثر في معتقدات الزوجة. أما عندما تحصل الزوجة فقط على المعلومة، فلا تُحدث فرقًا في معتقدات الزوج".
ورغم أن الدراسة لم تحدد بدقة أسباب هذا الخلل في التلقّي، فإنها تفتح نقاشًا مهمًا حول طبيعة التواصل في العلاقات الأسرية، ودور النمط الذهني أو الثقافي في طريقة استقبال المعلومة والتعامل معها، بعيدًا عن النية أو العاطفة.