تجاهل بلا وداع... هكذا يعمّق الغوستينغ ألم الانفصال

الأمة برس
2025-08-01

تجاهل بلا وداع... هكذا يعمّق الغوستينغ ألم الانفصال (الرجل)كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة Personal Relationships أن الغوستينغ – أي قطع التواصل مع الطرف الآخر فجأة ودون تفسير – يُسبب مشاعر سلبية حادة، تعادل في شدتها تلك الناتجة عن الرفض الصريح، بحسب الرجل.

 لكن على عكس الرفض المباشر الذي يمنح بعض الإغلاق النفسي، فإن الغوستينغ يترك الشخص في حالة من الارتباك والتعلّق، ويُطيل أمد الألم العاطفي نظرًا لغياب التفسير أو النهاية الواضحة للعلاقة.

قاد الدراسة فريق من الباحثين في جامعة واين ستيت الأمريكية، على رأسهم أماندا إل. شتسزنيك، وسعوا من خلالها لمحاكاة تجربة الغوستينغ داخل بيئة رقمية واقعية، بهدف قياس التأثير النفسي والسلوكي الفوري على الأفراد الذين يتعرضون لهذا النمط من الانسحاب العاطفي. 

واعتبرت الباحثة أن معظم الدراسات السابقة اعتمدت على تذكّر المشاركين لتجاربهم الماضية، بينما جاءت هذه الدراسة لتقدم رؤية آنية لما يشعر به الإنسان لحظة الغوستينغ.

ما تأثير الغوستينغ على احترام الذات؟

في تجربتين متتاليتين، طُلب من المشاركين الدخول في سيناريو مواعدة افتراضي يتعرفون فيه على شخص يدعى "تايلور"، ويتبادلون الرسائل معه، ثم يخرجون في موعدَين ناجحَين. بعدها، يرسلون رسالة لطرف العلاقة يعبرون فيها عن رغبتهم بلقاء ثالث. 

وتم تقسيم المشاركين عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات، تلقّت الأولى ردًا إيجابيًا، والثانية رفضًا مباشرًا، بينما لم تتلقّ الثالثة أي رد إطلاقًا، وهو ما يمثل سيناريو الغوستينغ.

أظهرت النتائج أن من تعرّضوا للغوستينغ أو الرفض الصريح شعروا بانخفاض واضح في احترام الذات وزيادة في المشاعر السلبية، مقارنة بمن تم قبولهم. 

لكن اللافت أن من تعرّضوا للغوستينغ أظهروا تعلّقًا عاطفيًا أقوى بالشريك الافتراضي، واستمروا في التفكير به بعد 24 ساعة، بل عبّروا عن رغبتهم في التواصل معه مجددًا أو متابعة نشاطاته على وسائل التواصل.

لماذا الغوستينغ يُبطئ التعافي؟

تؤكد الدراسة أن الغوستينغ يخلق حالة من "اللايقين العاطفي"، إذ لا يعرف الشخص ما إذا كانت العلاقة قد انتهت فعلًا أم ما يزال هناك أمل. وهذا ما يجعل البعض يراقب الطرف الآخر على الإنترنت، أو يخطط للعودة إليه لاحقًا، وهو سلوك يعيق الانتقال الصحي من العلاقة.

وصرّحت الباحثة شتسزنيك بأن استمرار التعلّق بشريك "صامت" يجعل من الصعب على الضحية تقبّل الانفصال، خصوصًا أن غياب التفسير يمنعهم من فهم ما حدث أو اتخاذ خطوات للشفاء العاطفي. 

ورغم أن التجربة كانت افتراضية، إلا أنها قدّمت مؤشرات قوية على أن الغوستينغ ليس مجرد تصرّف غير مهذب، بل نمط من الانفصال المؤلم نفسيًا، ويستحق التعامل معه بجدية في الأبحاث والعلاقات الشخصية.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي