في إحاطته الجديدة ..غروندبرغ يحذّر من «التطورات المقلقة للغاية»: اليمن عند نقطة تحول حاسمة

الأمة برس
2025-02-13 | منذ 4 ساعة

المبعوث الدولي غروندبرغ (مكتب الأمم المتحدة)صنعاء (الجمهورية اليمنية) - أحمد الأغبري - اعتبر المبعوث الأممي الخاص لليمن، هانس غروندبرغ، امس الخميس، أن العودة إلى العمليات العسكرية تمثل خطأ كارثيًا على اليمن، قائلا: «أدرك أن البعض يعتقد أن العودة إلى العمليات العسكرية واسعة النطاق قد تحقق لهم مكاسب، لكنني أؤكد بوضوح أن هذا سيكون خطأً كارثيًا على اليمن، وسيهدد استقرار المنطقة بأكملها». وتشهد بعض محافظات البلاد عمليات عسكرية محدودة، وفقا للقدس العربي.
وقال: «إن اليمن عند نقطة تحول حاسمة. فالخيارات التي يتم اتخاذها اليوم ستحدد مستقبله». مضيفًا أنه «لا يزال الحل المستدام للنزاع ممكنًا، لكنني لا أستخف بالصعوبات التي ينطوي عليها». وذكر، في إحاطته الشهرية حول تطورات الأوضاع وجهود السلام في اليمن أمام مجلس الأمن الدولي، أن «ذلك يتطلب التزامًا جادًا، شجاعة، وإجراءات ملموسة من جميع الأطراف. ويتعين على الأطراف الالتزام بالعمل بجدية وحسن نية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لترجمة التزاماتها إلى واقع ملموس».
وذكر أنه «لا تزال العمليات العسكرية مستمرة في اليمن، مع ورود تقارير تفيد بتحريك تعزيزات ومعدات نحو خطوط المواجهة، بالإضافة إلى القصف والهجمات بالطائرات المسيرة ومحاولات التسلل التي تقوم بها أنصار الله في عدة جبهات، بما في ذلك أبين، الضالع، لحج، مأرب، صعدة، شبوة وتعز». ودعا المبعوث الأممي الخاص لليمن «جميع الأطراف لتجنب أي تحركات عسكرية وتصعيدية من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر وتزج اليمن مجددًا في دائرة النزاع»، موضحًا أن مكتبه يواصل «اتصالاته المنتظمة مع الأطراف لحثهم على خفض التصعيد واتخاذ تدابير لبناء الثقة من خلال لجنة التنسيق العسكري».
وبيّن غروندبرغ «أن مسؤولية خلق مساحة لحل تفاوضي لا تقع فقط على عاتق الأطراف اليمنية وحدها، بل تشمل أيضًا الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، والتي تتحمل مسؤولية مشتركة في دعم المساعي الدبلوماسية، والتهدئة، وتعزيز الحوار الشامل». وعدّ غروندبرغ عناصر خارطة الطريق «ركيزة أساسية لمسار السلام». وقال: «لقد التزمت الأطراف بوقف إطلاق نار شامل كخطوة أولى نحو تحقيق الاستقرار فبدون إنهاء الأعمال العدائية، لن تتوفر الظروف الملائمة لحوار سياسي جاد. سيمهد ذلك الطريق لعملية سياسية منظمة، تتيح لليمنيين تقرير مستقبلهم من خلال مفاوضات شاملة تُجرى تحت رعاية الأمم المتحدة».
وأشار إلى ما شهدته منطقة الشرق الأوسط من تطور لافت على الرغم من هشاشته منذ الإحاطة السابقة، و«تمثل في وقف إطلاق النار في غزة. كما شهدنا توقف هجمات أنصار الله على السفن في البحر الأحمر وعلى أهداف في إسرائيل. هذا الانحسار المؤقت في الأعمال العدائية، إلى جانب الإفراج عن طاقم سفينة جالاكسي ليدر، يعد تطورًا إيجابيًا. علينا استغلال هذه الفرصة لترسيخ المزيد من التهدئة».
ونبّه مما اعتبرها «التطورات المقلقة للغاية»، ممثلة في «موجة الاعتقالات التعسفية الرابعة التي نفذتها أنصار الله الشهر الماضي، واستهدفت موظفي الأمم المتحدة. هذه الاعتقالات ليست فقط انتهاكًا لحقوق الإنسان الأساسية، بل تمثل أيضًا تهديدًا مباشرًا لقدرة الأمم المتحدة على تقديم المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين».
وأدان المبعوث الأممي لليمن «وفاة زميلنا في برنامج الأغذية العالمي أثناء احتجازه لدى أنصار الله»، مؤيدًا «دعوة الأمين العام لإجراء تحقيق عاجل وشفاف وشامل في وفاته ومحاسبة المسؤولين عن ذلك»، مجددًا «إدانة الأمين العام الشديدة لهذه الاعتقالات، وأطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المحتجزين، بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة، والعاملون في المنظمات غير الحكومية، وأفراد المجتمع المدني، وأعضاء البعثات الدبلوماسية».
واعتبر أن «التدهور السريع للوضع الاقتصادي في اليمن» يثير «قلقًا بالغًا»، متطرقًا لما نجم عنه من تصعيد وخروج للشوارع في مناطق سيطرة الحكومة، وقال إن هذه المعاناة تطال الجميع في أنحاء البلاد، سواء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو المناطق الخاضعة لأنصار الله.
وأشار إلى أن «هذه الظروف تعكس غياب حل سياسي مستدام. فبدون أفق للسلام، لا يمكن تحقيق الازدهار».
وقال غروندبرغ: «بينما ننتظر المزيد من الوضوح بشأن تصنيف الولايات المتحدة المرتقب لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية، من المهم حماية جهودنا الرامية إلى دفع عملية السلام إلى الأمام. ما زلت ملتزمًا بالعمل بموجب التفويض الذي منحه لي هذا المجلس لإنهاء النزاع في اليمن».
وحثّ الأطراف اليمنية «على الاستفادة من فرصة التهدئة الإقليمية الأخيرة لتعزيز الثقة عبر اتخاذ خطوات عملية». معتبرًا «الإفراج الأحادي الجانب عن 153 محتجزًا مرتبطًا بالنزاع من قبل أنصار الله يمثل خطوة إيجابية»، داعيًا «إلى تحقيق مزيد من التقدم في هذا الاتجاه. لقد آن الأوان لكي تقدم جميع الأطراف التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن كافة المحتجزين المرتبطين بالنزاع».
ويشهد اليمن صراعًا على السلطة والثروة منذ 2015، تسبب بشكل مباشر وغير مباشر في إزهاق أرواح أكثر من ثلاثمئة ألف يمني، وتشريد ونزوح الملايين، كما الحق خسائر في الاقتصاد اليمني تتجاوز 126 مليار دولار وفق الأمم المتحدة، التي اعتبرت ما نجم عن الحرب هناك أسوأ مأساة إنسانية من صنع البشر في التاريخ الحديث.

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي