لسيرتهم الحسنة : طرد المهاجرين غير النظاميين العرب من الولايات المتحدة آخر اهتمامات ترامب

الأمة برس
2025-02-13 | منذ 4 ساعة

ترحيل مهاجرين غير شرعيين من امريكا (أكس)
حسين مجدوبي

يأتي طرد المهاجرين غير النظاميين العرب في الولايات المتحدة في آخر اهتمامات مصلحة الهجرة الأمريكية المكلفة مقارنة مع باقي الجنسيات الأخرى لاسيما من أمريكا اللاتينية، حيث تحول صعوبات لوجيستية وغياب تورط المهاجرين العرب في جرائم كبيرة دون ترحيلهم حاليا.

وتكشف بيانات مصلحة الهجرة والمراقبة الجمركية المكلفة بملاحقة المهاجرين غير القانونيين أنه يوجد في الولايات المتحدة قرابة مليون و400 ألف مهاجر غير قانوني يجب ترحيلهم من البلاد. وتختلف أسباب الترحيل من خرق قانون الهجرة بالبقاء في البلاد بطريقة غير قانونية إلى ارتكاب جرائم أو مطلوبين من عدالة بلادهم. ومن ضمن هؤلاء لا يشكل المهاجرون العرب الذين تنوي السلطات الأمريكية ترحيلهم لأسباب متعددة سوى 13 ألف، أي أقل من 1%. ومن باب المقارنة، يبلغ عدد سكان الهندوراس قرابة 11 مليون، بينما عدد المهاجرين غير القانونيين الذين تنوي واشنطن ترحيلهم من هذه الجنسية يتجاوز 262 ألف.

وبحسب المعلومات المتوفرة فتأتي موريتانيا أولا بـ3822 مهاجرا، ثم الأردن بـ 1,660، ومصر: 1,461، العراق: 1,299، لبنان: 1,055، السودان: 1,012، سوريا: 741، اليمن: 558، المغرب: 495، السعودية: 337، الجزائر: 306، تونس: 160، الكويت: 146، ليبيا: 89، جيبوتي: 29، الإمارات العربية المتحدة: 21، البحرين: 17، وعمان:6

وعكس ما روجته الصحافة بأن هذه الأرقام صادرة في عهد الرئيس دونالد ترامب وأنه سيتم ترحيل عدد من المهاجرين العرب لدولهم، وأن بعض الدول عرضت إرسال طائراتها إلى الولايات المتحدة لترحيل مواطنيها كما فعلت كولومبيا، فالواقع مختلف وفق مصادر مغربية في الولايات المتحدة التي سألتها “القدس العربي”.

تبرز هذه المصادر أن لائحة المرشحين للترحيل لأسباب خرق الهجرة أو ارتكاب جرائم موجودة منذ سنوات، ويتم تحيينها من سنة الى أخرى وقد تزيد أو تنقص، وأن مليون و400 ألف مهاجر يجب طردهم هي بيانات سنة 2024 وهي تراكم لسنوات وليس لسنة واحدة. وتتابع “في حالة بعض الدول مثل المغرب والجزائر، توجد أسماء لمهاجرين تعود الى سنوات الرئيس بيل كلينتون، والبعض من هؤلاء المهاجرين غادر الولايات المتحدة، بل منهم من فارق الحياة لكن اسمه مازال في اللائحة”. وتشير المصادر إلى أن غالبية العرب المرشحين للطرد هم من الذين صدر في حقهم قرار قضائي بالطرد من الولايات المتحدة وخرقوا قوانين الهجرة بالقدوم بتأشيرة سياحية والبقاء في البلاد، بينما في حالة الخليجيين، غالبيتهم من الطلبة السابقين الذين فضلوا البقاء للعيش في هذا البلد. ويقيم في الولايات المتحدة عشرات الآلاف من العرب بطريقة غير قانونية، لكن لم يصدر الطرد في حقهم حتى الآن.

ومن ناحية أخرى، تلعب عدد من العوامل لصالح بقاء المهاجرين العرب، وعلى رأسها أن غالبيتهم لم يتركبوا جرائم تستحق الطرد الفوري، كما أن سلطات الهجرة تواجه صعوبات لاعتقالهم وتجميعهم في أماكن محددة عكس باقي الجنسيات اللاتينية وخاصة من أمريكا الوسطى والكاريبي، حيث مثلا يتم اعتقال المئات من جنسية واحدة في يوم أو يومين في ولاية مثل تكساس، وبالتالي سهولة ترحيلهم الى دولهم القريبة جغرافيا جدا. كما أن إجراءات قبول الدول العربية بمواطنيها المرحلين معقدة، ويضاف الى هذا، أن الولايات المتحدة لا تجمعها رحلات طيران بالكثير من الدول العربية، ولن تحرك واشنطن طائرة عسكرية لنقل بضعة أشخاص.

ومن ضمن الأمثلة، لم تطلب وزارة الخارجية الأمريكية أو الرئيس ترامب نفسه من أي دولة عربية استقبال مواطنيها المقيمين بطريقة غير قانونية عكس ما حدث مع بعض الدول خاصة من أمريكا اللاتينية.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي