![](/img/grey.gif)
فلاديمير هولان* ترجمة : سهيل نجم
اكتفيت من هرائك. وإن لم أقتل نفسي فذلك لأن الحياة
ليست مُلكاً لي وأنا أحب الآخرين لأني أحب نفسي. يمكنك
أن تضحك، لكن النسر وحده هو الذي يهاجم نسراً، مثلما
أن أخيل وحده يمكن أن يشفق على هكتور الجريح. ليس
بالأمر السهل أن تكون شاعراً وإنساناً في الوقت نفسه.
يقتصر العلم على البحث عن الحقيقة شبراً شبراً
وليس له أجنحة! لماذا؟ لقد قلتها من قبل بكل بساطة:
لأن العلم هو الاحتمالات؛ والشِعرُ مَثَلٌ –الشعر مركز التحكم
الضخم مجهول الهوية الذي يرفض قصيدة عظيمة
ويطالب بالسُكَّر. المطر يقلص حجم القضيب ولكن هذه
قصة أخرى. قد تقولين إنه المساء، وقد حان وقت ممارسة
الجنس، وثمة سيدة ذات نهدين قويين للغاية بحيث يمكنك
بسهولة كسر زوج من أكواب البراندي عليهما، لكن
هذه قصة أخرى. تخيل منارة على سطح سفينة، منارة
عائمة: لكن هذه أيضاً قصة مختلفة. خذ على سبيل
المثال تطورك الكامل من برج كاتدرائية نوسا ليتشن:
لكن هذه أيضاً قصة مختلفة تماماً. سوف تتقيأ
السحابة ولا يمكنك التجشؤ حتى. أنت غير قادر
على ذلك – حراشف الثعبان يمكن أن تخنقك. ما
خلقه الله، يريد أن يملأه الشعور، الأطفال والسكارى
يعرفون ذلك لكنهم ليسوا وقحين بما يكفي ليسألوا
لماذا.
يتشكل الضباب من طمث المرأة، ولا يسأل
الشاعر. لماذا يتغير النبيذ في البراميل عندما تمر المرأة بجانبها؟
- لحبه للحياة.
اكتفيت من هرائك
الذي يجرح كل من يريد الامتلاك، ومن دون حتى أن أعرف
كيف أنال قُبلة. لكن الكارثة في الطريق تحجب أشياء
لم تكن لتحلم بها. ما خلقه الله يريده
مملوءاً بالمشاعر. الكارثة في الطريق، الأطفال والسكارى
يعرفون ذلك. لا يأتي الفرح إلا من الحب، والحب ليس
شهوة فحسب، من الحب يمكن أن تأتي السعادة، السعادة
التي لم تكن شهوة، يعرفها الأطفال والسكارى. لكي تكون
عليك أن تعيش، لكن لا يمكنك أن تكون لأنك لست على
قيد الحياة، وأنت لست على قيد الحياة لأنك لا تحب، لأنك
لا تحب حتى نفسك. ناهيك عن جارك. لقد اكتفيت من
من هرائك، وإن لم أقتل نفسي فذلك فقط لأن الحياة ليست
ملكاً لي وأنا أحب الآخرين لأنني أحب نفسي أكثر. يمكنك أن
تضحك، لكن النسر وحده هو الذي يهاجم النسر وابنة
بريسيس وحدها لا غيرها هي أخيل الجريح.
أن تكون
ليس بالأمر السهل.
................................................
* فلاديمير هولان (1905-1980)شاعر تشيكي اشتهر بتوظيف لغة غامضة وموضوعات مظلمة وآراء متشائمة في قصائده. رُشح لجائزة نوبل في الستينيات.