(تقرير) برتقال تونس.. موسم مبشر رغم الجفاف

الأناضول - الأمة برس
2024-12-18

 

 

برتقال تونس.. موسم مبشر رغم الجفاف (الأناضول)تونس - تزينت مزارع ولاية نابل شمال شرقي تونس بثمار البرتقال، وانطلق الباعة يعرضون الثمار على حافة الطرق في مناطق بينها منزل بوزلفة وبني خلاد وقرمبالية.

عندما دخل مراسل الأناضول مزرعة محمد شاشية على أطراف مدينة بني خلاد كان العمال منهمكين في نقل صناديق برتقال جمعوها صباحا إلى خارج المزرعة لشحنها إلى السوق.

وقال شاشية "أنا مزارع قوارص (حمضيات) في بني خلاد أبا عن جد، ولي تجربة منذ الصغر في الفلاحة".

وتابع: "عندما تخرجت من الجامعة (دار المعلمين العليا للتعليم التقني بتونس العاصمة) ولم أتمكن من (الحصول على) عمل في المعاهد الثانوية، عملت في الفلاحة".

وبينما يتفقد أشجار البرتقال، تحدث شاشية عن أنواعه في مزرعته قائلا: "عندنا الكليمونتين (مندلينة) والمالطي والطومسن والحلو".

وأوضح أن "الكليمونتين فيها (أنواع) عدة منها كسار (تونسي) ونوفا وإم 3 والماريصول والكلويلكين، ولي 7 أنواع في ضيعتي".

ووفق الموقع الرسمي لنابل، يوجد في الولاية ما بين 30 و40 نوعا من الحمضيات.

وعن إنتاج هذا العام في مزرعته قال شاشية: "المحصول جيد رغم الجفاف هذا العام، وتحصلنا على مياه من السدود رغم النقص الذي عانته، ولنا ماء من الآبار المحلية التي حفرها أجدادنا، ثم أتت أمطار سبتمبر (أيلول)، فتمكنا من تجاوز الموسم".

و"تزودنا من مياه قنال مجردة الوطني القبلي (قنال يربط بين سدود الشمال التونسي وولاية نابل) حتى آخر أغسطس (آب)، وفي سبتمبر أتت أمطار أنقذت الموسم"، كما استطرد.

** مشكلات عديدة

وقال شاشية إن "العمل في ضيعتنا يتم على مدار العام، إذ نقوم بتحليل ورق الأشجار لنرى ما الأسمدة التي يمكن أن نزود بها الشجرة".

وتابع: "ثم نقوم بتقليم الأشجار ونحميها، ثم نسقيها ونزيل الأعشاب الطفيلية، ثم نعطي الأسمدة، ومن خلال الري قطرة قطرة (عبر أنابيب بلاستيكية بين الأشجار) نعطي الأسمدة المقوية للأشجار".

و"بعد إزهار الأشجار، نقوم بالرش (الأسمدة) على الأعواد أو عبر المياه.. خلال سنوات الجفاف تخوفنا على غاباتنا (مزارعنا)، وكان هناك ضياع للأشجار التي تعرضت للتدهور السريع"، كما أضاف.

وعن مجابهة هذه الأوضاع، قال شاشية: "نتأقلم مع الوضع، فنقوم بقلع أشجار وغراسة أخرى، ولنا في الضيعة أشجار تعود إلى عام 1962 وأشجار تعود إلى التسعينيات".

وبشأن أسعار البرتقال، قال شاشية إن "الأسعار في بداية هذا الموسم كانت جيدة، ولكن الآن تراجعت، والبرتقال مرتبط بأسعار المنتوجات الأخرى مثل الزيتون والتمور".

وأوضح: "نحن في بداية الموسم لا يمكن تحديد الأسعار (الخاصة بالموسم عامة)، ولكن أسعار سنوات أخرى كانت أعلى، نبيع بـ800 مليم (0.266 دولار/ للكيلو غرام) و700 مليم (0.266 دولار) للكليمونتين".

ووفق مراسل الأناضول، يُباع البرتقال في الأسواق بين دينارين (0.666 دولار) و2.8 دينار (0.933 دولار).

وقال شاشية: "نوعا المالطي والصيفي للتصدير أساسا، ويتم شحنهما في يناير (كانون الثاني) إلى فرنسا، وأسعارها ليست سيئة، ولكن الخارج يريد حجما كبيرا للثمار والذي تراجع العام الماضي بحكم الجفاف، لكن هذا العام الأحجام جيدة".

وبخصوص المشكلات التي تواجه مزروعات البرتقال قال شاشية إن "تكلفة العمل ارتفعت وهامش العائدات تراجع ومردودية الشجرة تدهورت، بعد أن كانت تعطينا 200 أو 300 كلغ، الآن نقصت، كما أن هناك أشجارا ماتت".

كما أن "تكلفة الأدوية ارتفعت، والماء ازداد الطلب عليه، إذ كنا نسقي الأشجار عادة من يونيو (حزيران) إلى نهاية أغسطس 6 مرات، ولكن الآن بعد الجفاف أصبحنا نسقي الأشجار (مرتين فقط) شتاء وصيفا"، وفق شاشية.

وزاد أن "مَن يمكنه مواجهة المصاريف ويستعمل مواد مقوية، يمكن أن يتحصل على إنتاج طيب ومَن ليست له أموال ولا ماء، يتراجع إنتاجه مع الأسف".

** جودة أفضل

أما رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة بنابل (نقابة الفلاحين) عماد الباي فقال للأناضول: "حسب الصابة (المحصول) الموجودة هذا العام على مستوى ولاية نابل أو الجمهورية، تعتبر فوق المتوسط من ناحية الكمية، ومن ناحية الجودة هذا العام أفضل".

وأضاف الباي، وهو أيضا مزارع برتقال، أنه "عند التصنيف (للبرتقال) حسب الأحجام: الصغيرة 20 بالمئة من الإنتاج والمتوسطة 40 بالمئة والكبيرة 40 بالمئة، وهذا أفضل من العام الماضي، حيث كانت الأحجام الكبيرة في مستوى 20 بالمئة من الإنتاج فقط".

و"تمثل نابل 75 بالمئة من الإنتاج الوطني (من البرتقال) هذا العام في حدود 260 ألف طن، وعلى مستوى الجمهورية لنا صابة بحوالي 380 ألف طن، بزيادة 5 بالمئة عن الموسم الماضي"، كما أردف الباي.

** مياه الآبار

وبشأن مخاطر الجفاف، قال الباي: "في الأعوام الماضية أحسسنا بالتهديد للمزارع، إلا أن التهديد يومي للغابة، وتراه عندما تزور الغابة (المزارع) القديمة".

وأضاف: "نحن في نابل لنا 18 ألفا و500 هكتار (الهكتار الواحد يساوي 10 آلاف متر مربع)، منها 9 آلاف هكتار غابة قديمة حدث فيها نقص كبير، لأن مياه الري قلت".

واستطرد: "في العادة كنا نأخذ 30 مليون متر مكعب (مياه) من السدود، هذا العام أخذنا 3.2 ملايين متر مكعب فقط.. الإنتاج كان في الغابة الجديدة، ولكن الغابة القديمة منعدم فيها الإنتاج، والجميع لجأ إلى الآبار الخاصة".

وبخصوص أسباب انعدام الماء رغم التزود من السدود، أجاب الباي: "رغم وجود قنال مجردة الوطني القبلي يستمر المشكل، فعندما تعطيني 3.2 ملايين متر مكعب (...)، فإن الهكتار لا يأخذ سوى 50 مترا مكعبا في الشهر، وهذا لا يفي بالحاجة".

وأكمل أن "هذا العام من له ماء خاص (بئر) في ضيعته له إنتاج ومن عول على مياه السدود ليس له إنتاج، فقط حافظ على حياة الشجرة، وثلثا الغابة القديمة لم يعد منتجا، أي حوالي 6 آلاف هكتار لم تعد منتجة للبرتقال".

** أسعار متدنية

وحسب الباي فإن "الأسعار هذا العام متدنية على مستوى الفلاح، ونستغرب وجود كميات كبيرة من الموز تم ضخها هذه الأيام في السوق من الخارج ونافست ترويج البرتقال".

وقال إن "الأسعار الآن لا تسدد التكاليف، بعد أن كانت في أول الموسم مقبولة، فنحن نبيع الكليمونتين (مندلينة) بين 600 و700 مليم للكيلو غرام (0.200 و0.233 دولار) في حين يكلف إنتاجها حوالي دينار (0.333 دولار)".

وعن دور التصدير في إعانة الفلاح، قال الباي: "نصدر فقط بين 7 و10 بالمئة، والعام الماضي صدرنا 8 آلاف طن (من برتقال) المالطي الذي له سمعة جيدة في فرنسا علينا أن نحافظ عليها".

واعتبر أن "أهم مشكل هو أن الغابة هرمت وانتشرت فيها الأمراض الفطرية والفيروسية، وزاد الوضع تدهورا نقص الماء الذي تسبب في تراجع الإنتاج".

و"عندما يتوفر الماء نتغلب على جميع المشكلات"، كما ختم الباي.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي