يجرحني الرمل كإبر الحديد

2024-07-28

كريم ناصر

مدية رمل

فكلّما تسلّلتِ الذئابُ من المغاور،

التجأَ صقرٌ إلى ثمرةِ الملوكيّة،

وتبعثرَ السراجُ كرحيقِ وردةٍ ذابلةٍ..

هؤلاء الأوغادُ ذبحوا الولدَ بين ذراعَي أُمّه.

فلِمَ افترشَ الدلَقُ غصناً؟

أذلك قمر أم مُدية رمل؟

سيتمرّنُ الصَعوُ على الطيرانِ لكي يهزمَ صقراً

ليرتقَ فتوقَ خاصرته على أطلالِ حشائش.

مونيكا كوشر (Monika Kocher)

لا تطوي الريحُ علمَ سفينةٍ لا تعوم،

فما نعرفهُ يا مونيكا:

غير ما ندحض ميكانيزمه،

لا أعلمُ من هدمَ قصرَ الحليب..

إسمعْ يا فحلَ المقهى إسمع

هذا النَسر أكلَ الحمامَ ليبلغ زئبقَه.

٭ ٭ ٭

كالصَدَفةِ، كالعينِ

لقد ذبلَ المصباحُ،

ولمْ أقلْ ذلك للدِفلى.

أسماك الزينة

لو يهطلُ الثلجُ غراراً

فأنذر أسماكَ الزينةِ في مساكبِ البُحيرة،

وأدّخرُ الأسلحةَ في قفصٍ من حديد.

٭ ٭ ٭

فهذه النهاية..

فلن أصيدَ ذئباً في حديقة،

ولن أزجرَ نسرَ الريح،

لن أقتلَ نمراً في بستان.

جبل غرناطة

لماذا تنفلقُ اليعاسيبُ في أتونِ النار؟

أنّى يذهب الفرسانُ في خريفٍ لا يعرفُ شمساً؟

لقد لجأَ العصفورُ إلى شراعِ سفينةٍ غرقتْ في مرفأ،

كم زلزالٍ هدمَ فناراً كان دليل النوارس

كم شمسٍ أفلَتْ على جبلِ غرناطة

سئمتُ طائراً يسفُّ في زريبة

سئمتُ نشيدَ المدرسةِ في البرد

سئمتُ جوزيف بطرس معلّم الإنكليزية،

فلن أسدلَ الستائرَ في ليلٍ بهيم،

فلن أقرصَ نهدَ بتول يا حارسَ البستان.

القفّاز

مَن أنا حتى تملأ الجلَبةُ حياتي

ويجرحني الرملُ كإبرِ الحديد؟

ربما تذوي القناديلُ

ربما تندرسُ مدنٌ..

سأسدلُ الستائرَ كي أتقنَ الصرخةَ،

باردٌ هواءُ الضفائرِ إلا قوس الريحِ التي تشبهُ قُفّازاً.

الطلا

لا يحبُو البحّارُ ولا يتوكّأُ على تلّة،

كأنّنا نطلقُ أرواحَنا في الساحل،

هنا تنقضُّ النسورُ على الجثث،

تلك الشمسُ لا تقصدُ الظلام.

٭ ٭ ٭

فربما شقّتِ العواصفُ خمائلنا،

هكذا ولهذا السبب

زلقَ مهرُ السَجّادةِ كولدِ الظبيةِ في قشرةِ الدم.

شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي