روعة قاسم
اليوم
حطّتْ كلماتي فوق أغصان الورد
والتجأتْ الى ظلال ياسمينة
فهل تسمعْ مناجاتها في عتمة الغاب
****
رسمتُ أمواجا تغرّد ومحوتُ ظل الياسمين
لأن دمشق غائبة
وورود لبنان نائمة
ومروج تونس تزهو بذهب سنابلها
تركتُ فلسفة الأنوار وارتميت في بحور بلا قرار
أدورُ حول فلكي
فالكونُ هنا طوى أسراره
وذرة روحي تنتظر الميعاد
***
انا وطنٌ تائه ..فأي أرض تتسع لذاكرة القدامى
انا وطنٌ تائه ..فأي قطار يحمل حقائب تاريخي
انا عطرُ الخانات العتيقة
في طرابلس الشام
وغاردينا هجرتْ شرفتها
تركتُ آلاف العناوين والرسائل
على طاولة الهجر
وحفظت حبي في صندوقي الفينيقي
عبرتُ مع العابرين
مع السيدة منوبية وأم الزين الجمالية
وقديسة المدى رفقا
وأصغيتُ إلى مناجاة العود ورقة الكمان
وتركتُ هنا في بطحاء محمد علي
هزائمي وانتصاراتي
ووطنا جريحا لعصفور بعيد
لا يعرف سوى لغة العيون الفيروزية
عيونٌ كيافا جميلة
***
بين النرجس والريحان
زرعتكَ يا وطني
بين الغمام
تركتُ حقائبي
ولملمتُ ضباب لندن
ليهطل مطر الفصول
ويغسلَ أحزان القراميد الحمراء
نسيتُ دقات فؤادي هناك في «ساعة التل»
فمتى عيد الشجرة لأزرع غصنا وأُولد مرة أخرى
شاعرة لبنانية